العراق || مسيرة لأنصار «الحشد»... وترقّب لبيان «المرجعية»
هدوءٌ ثقيلٌ يخيّم على «غرف» المفاوضات السياسية القائمة في العراق، والنقاشات الدائرة بين الأحزاب والكتل السياسية الساعية إلى اختيار بديل من رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي. هذا الهدوء قوبل بتصعيد ميداني «مضبوط»، بقيادة الفصائل المؤيدة لـ«الحشد الشعبي»، وذلك بخروج أنصارها في تظاهرة كبيرة جابت عدداً من شوارع العاصمة بغداد، وصولاً إلى «ساحة التحرير»، حيث الاعتصام المفتوح منذ 25 تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي. المسيرة لم تشهد أي مواجهة تذكر، رغم التهويل بإمكان وقوع صدام أو احتكاك بينهم وبين ناشطي «التحرير» الذين رفضوا خطوة أمس، علماً بأنّه، وفق معلومات «الأخبار»، كان الهدف من تظاهرة «أنصار الحشد والمرجعية» تأكيد سلمية التظاهرات، وضرورة تحقيق مطالبها المعيشية، والتزام توجيهات «المرجعية الدينية العليا» (آية الله علي السيستاني)، خصوصاً أنها تأتي قبل أيام على تظاهرة دعا إليها ناشطون، نهار الثلاثاء المقبل (العاشر من الشهر الجاري). لكن مصادر أمنية تصف عدداً منهم بـ«المشبوهين» لعلاقاتهم الخارجية، واتخاذهم من المنصات الإعلامية العالمية منابر للهجوم على بغداد و«الحشد» حصراً.
من جانب ثانٍ، لا يوجد جديد على صعيد التكليف، فـ«بورصة» الأسماء على حالها، إذ إن النقاشات مستمرة، و«الدخان الأبيض» لم يصعد بعد. مختلف القوى تنتظر اليوم خطبة «المرجعية»، فيما تتوقّع مصادر عديدة أن يكون البيان «خريطة طريق» للمرحلة المقبلة، مرجّحة أن يتطرّق إلى مواصفات الرئيس وحكومته ومهامهما من جهة، ووجهة التظاهرات السلمية ومطالبها من جهة أخرى. كما يُتوقّع أن يدين البيان الممارسات التخريبية للمتظاهرين المندسّين، مع توضيح لما يؤمل من الحكومة المقبلة خلال عام (على أقصى تقدير)، قبل أن تُجرى انتخابات نيابية مبكرة، ليعبّد ذلك طريق التكليف أمام القوى والأحزاب المربكة منذ الجمعة الماضي.
بالعودة إلى بغداد، وطبقاً لوكالات الأنباء، غطّت أعلام «الحشد» المسيرة، وعبّر المتظاهرون عن دعمهم للسيستاني، مردّدين هتافات مناوئة للولايات المتحدة وإسرائيل، من قبيل: «الموت لأميركا... والموت لإسرائيل»، وسط ترجيح لخروج تظاهرة اليوم بُعيد الصلاة مباشرة. كذلك، رفع المتظاهرون لافتات تندّد بالمندسين، في إشارة إلى الذين يهاجمون الممتلكات العامة والخاصة خلال التظاهرات. جنوباً اتسعت نسبياً رقعة الاحتجاجات أمس، مع انضمام عائلات الضحايا والعشائر إليها، للمطالبة بوقف العنف، وفق ما نقلته وكالة «فرانس برس». في الناصرية، مثلاً، حيث أسفرت المواجهات بين القوى الأمنية والمتظاهرين عن مقتل نحو 20 شخصاً خلال الأسبوع الماضي، التحقت وفود عشائرية بمئات المتظاهرين وسط المدينة الجنوبية التي تعدّ مركز محافظة ذي قار. أما في الديوانية، فتجمع الآلاف من المحتجين في إحدى ساحاتها مطالبين بالعدالة لضحايا المواجهات بين القوى الأمنية والمتظاهرين.
وكان لافتاً تقديم عدد كبير من الأهالي دعوى «القتل العمد» ضد عدد من الضباط وعناصر الأمن، خاصّة بعد قرار «محكمة جنايات الكوت»، جنوبي بغداد، الأحد الماضي، إعدام رائد في الشرطة شنقاً، وسجن آخر برتبة مقدم سبع سنوات، من جراء دعوى مقدّمة من عائلتي قتيلين من أصل سبعة سقطوا بالرصاص الحي في الثاني من الشهر الماضي في المدينة. هذا القرار دفع الكثير من العائلات والعشائر، في عدد من المدن الجنوبية التي شهدت تظاهرات، إلى المطالبة بـ«العدالة»، ومحاكمة المتهمين في ذلك.
الأخبار
إضافة تعليق جديد