العراق: المعاهدة تقر غداً

15-11-2008

العراق: المعاهدة تقر غداً

يدخل العراق مرحلة حرجة جديدة من تاريخه وسط توقعات بأن تقر الحكومة غدا ما وصفته بـ»الاتفاق الجيد« الذي توصلت اليه مع واشنطن، لتشريع وجود قوات الاحتلال الاميركية في احد اكثر البلدان العربية اهمية، ما يضع العراقيين خاصة، والعرب عموما، امام تحديات، لم يعدوا لها العدة، ولا تعرف عواقبها.
واتخذ زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر موقفا قويا من التطورات المتعلقة بـ»المعاهدة الاستراتيجية« مع إعلانه أمس، تشكيل »لواء اليوم الموعود« لمقاومة قوات الاحتلال الأميركي في حال بقائها في العراق، داعيا إلى تظاهرة موحدة لرفضها.
وفيما اعتبر مستشار الأمن الوطني العراقي موفق الربيعي أن بغداد حصلت على اتفاق »جيد جدا« لانسحاب الجنود الأميركيين في نهاية العام ،٢٠١١ معربا عن اعتقاده أن الحكومة ستقره غدا الأحد، نقلت »اسوشييتد برس« عن مسؤول مقرب من المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني تعهده »بالتدخل بشكل مباشر« إذا خرقت »المعاهدة« سيادة العراق.
وكرر المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة زلماي خليل زاد، أمام الاجتماع الدوري لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الأوضاع في العراق، اتهاماته لسوريا وإيران بالتدخل في شؤون بغداد واستمرار مد الجماعات المعارضة للاحتلال بالأسلحة والمقاتلين، معتبرا أن دورهما يهدد استقرار العراق، فيما قال المندوب السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري، ان سوريا »تشجعت من وعود الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما حول سحب القوات.. انها مسألة تصب في مصلحة العراقيين«.

وأعلن الصدر، في بيان تلي في خطبة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة ومدينة الصدر، تشكيل كتائب مقاومة للاحتلال الأميركي من أنصار التيار الصدري، باسم »لواء اليوم الموعود«. وكان الصدر أعلن، في حزيران الماضي، مواصلة تجميد نشاطات ميليشيا »جيش المهدي«، وإعادة تنظيمها عبر تحديد مهام جماعات خاصة بمهام مقاومة الاحتلال فيما يتولى الآخرون مهام التثقيف والتوعية.
وقال الصدر، في البيان، »اكرر ما طالبت به المحتل، بالخروج من عراقنا الحبيب من دون إبقاء قواعد، ولا توقيع اتفاقيات«، مضيفا »في حال بقائها (قوات الاحتلال) فإني اشد بيدي على أيدي المقاومين، وبالخصوص الكتائب المنضوية تحت لواء اليوم الموعود«، مشددا على ضرورة »أن لا توجه أسلحتها إلا إلى المحتل«.
ودعا الصدر »من يسمى »عصائب الإسلام« إلى الدخول في هذا اللواء المجاهد، وخصوصا بعد أن دعوت قيادتهم للدخول فيه«. وتطلق تسمية »عصائب الإسـلام« على جماعات مسلحة موالية للتيار الصدري.
كما دعا الصدر إلى »إقامة صلاة جمعة موحدة لكل الصلوات في ساحة الفردوس ببغداد الجمعة المقبل، لتتضافر جهود جميع المسلمين، سنة وشيعة، من اجل إفشال توقيع الاتفاقية التي تريد بيع العراق«، مطالبا »بخروج الجميع بعد الصلاة بتظاهرة سلمية ضد الاتفاقية، آملين من جمــيع الدول الإسلامية دعم هذه الصلاة والتظــاهرة بإقــامة مثيلاتها في بلدانهم«.
وقال الربيعي، لـ»فرانــس برس«، »اعتقد بصراحة أننا حصلنا على نص جــيد جدا (للمعاهدة). اعتقد أن الحكومة ستقره الأحد وتنقله إلى البرلمان العراقي، وآمل ذلك«، معتبرا أن »هذا النص يضمن سيادة كاملة ونهائية للعراق، ويضمن عدم بقاء أي قوات أجنبية في البلاد بنهاية العام ٢٠١١«.
وأقر الربيعي بأن الحيز الزمني بات ضيقا لتوقيع الاتفاقية. وأضاف »المسألة ليست حكومية، بل وطنية. نحتاج إلى بناء تفاهم حول هذه المسألة لأنها تتصل بمستقبل العراق. ينبغي أن يلتزم الشيعة والسنة والأكراد هذا الاتفاق«. وكرر »لن نسمح أبدا لقوات أجنبية بتهديد جيراننا«. وأكد انه ابلغ شخصيا السيستاني بالتقدم الذي أحرز في المفاوضات حول »المعاهدة«.
بدوره، قال المتحدث باسم البيت الأبيض غوردون جوندرو »نعتقد انه اتفاق جيد يخدم مصالح العراق والولايات المتحدة على السواء. وننتظر من العراقيين إبرام هذه الآلية«.
إلى ذلك، قال مصدر مقرب من السيستاني، ردا على سؤال لـ»فرانس برس« حول رأي المرجع »بالمعاهدة«، إن »المرجعية دعت إلى انتخابات عامة، وأفرزت الحكومة ومجلس النواب المنتخبين في البلاد، لذلك (على) هذه (الجهات) أن تتولى مسؤولياتها الدستورية«.
وأضاف المصدر أن »المرجعية لم تعودنا على التصرف بطريقة الإملاءات، وعلى الجميع تحمل المسؤولية، الحكومة المنتخبة ومجلس النواب والقوى السياسية الفاعلة في الساحة العراقية«. وأكد أن »للمرجعية موقعها، وللمؤسسات الدستورية موقعها، وكل يتخذ موقفه (من الاتفاقية) بحسب موقعه«، مشددا على أن »الجميع حريص على استقلال وسيادة العراق«.
ونقلت »اسوشييتد برس« عن مسؤول مقرب من السيستاني قوله إن المرجع تعهد »بالتدخل بشكل مباشر« إذا خرقت المسودة النهائية »للمعاهدة« سيادة العراق.
وأعلن النائب عبــاس البياتي أن تجمعا يحمل اسم »ائتلاف دولة الــقانون« يضــم سبعة كيانات ويقوده رئيس الحكومة نوري المالكي، سيخوض انتخابات مجالس المحافظات. إلا أن البارز هو عدم مشاركة »المجلس الإسلامي العراقي الأعلى« في هذا التحالف.
وأعلن الجيش الأميركي مقتل جندي غربي العراق، أمس الأول، لأسباب غير قتالية.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...