الضـفـة: ٣ شـهداء خـلال ٤٨ سـاعـة
صعّد الاحتلال الاسرائيلي اعتداءاته على الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث استشهد ثلاثة منهم في اقل من ٤٨ ساعة، فيما أبلغت إسرائيل مصر رغبتها بتمديد التهدئة في قطاع غزة، التي تنتهي آخر العام الحالي، وهو أمر تدرسه حركة حماس »بانفتاح«.
واستشهد عبد العزيز يوسف بعيرات (٢٠ عاما) وأصيب شادي صالح سليمان (٢١ عاما)، برصاص الاحتلال بعدما اقتحمت قوة إسرائيلية بلدة كفر مالك في محافظة رام الله فجر امس، واشتبكت مع الأهالي. وبعد اصابة بعيرات برصاصتين في الحوض، احتجزه الجنود مكبل اليدين ومنعوا سيارات الإسعاف من الوصول إليه لمدة ساعة ونصف الساعة حتى استشهاده. واعتقل الاحتلال أدهم عطا (٢٢ عاما) قبل انسحابه من البلدة.
وبرر متحدث عسكري اسرائيلي قتل بعيرات بأن »قواتنا رصدت ثلاثة فلسطينيين كانوا يستعدون لالقاء زجاجات حارقة، فاطلقوا النار بعدما امروهم عبثا بالاستسلام«.
وبالذريعة نفسها قتل الاحتلال أمس الاول الفلسطيني محمد الرمحي (٢١ عاما) قرب مخيم الجلزون شمال رام الله. غير ان شهودا يؤكدون ان الرمحي سقط اثر إصابته برصاصة في الصدر أطلقها قناص إسرائيلي في برج المراقبة المطل على المخيم، بالقرب من مستوطنة بيت أيل شمال رام الله، وذلك في مواجهات أعقبت تشييع الشهيد عبد القادر محمد زيد (١٧ عاما) الذي كان قد استشهد ليل الثلاثاء الاربعاء في المنطقة نفسها، وبالحجة نفسها.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك »يتحدث عن تمديد التهدئة في غزة ونحن نؤيد ذلك، ويصعد في الوقت نفسه اجراءات القتل والاعتقال والاقتحام والنشاطات الاستيطانية في الضفة« متسائلا لمَاذا تأبى اسرائيل ان تلتزم بتهدئة مماثلة في الضفة.
ويتزامن التصعيد الإسرائيلي في الضفة، مع السعي إلى استمرار التهدئة في غزة التي بدأت في حزيران الماضي وتستمر حتى نهاية العام الحالي. ونقلت »اسوشييتد برس« عن مسؤولين دفاعيين إسرائيليين ان مسؤول الملف السياسي الامني في وزارة الدفاع عاموس جلعاد، بحث مع المسؤولين المصريين في القاهرة قبل ايام إمكان تمديد التهدئة، مشيرة الى ان لقاءات اضافية ستجرى بين الطرفين.
في المقابل، نقلت »اسوشييتد برس« عن مسؤول رفيع المستوى في حماس ان الحركة لم تتخذ بعد قرارا حول تمديد التهدئة، موضحا ان قيادة حماس تدرس الامر بانفتاح.
قال عميد شؤون الطلاب في جامعة الازهر في غزة رياض العيلة ان طلاب الكتلة الاسلامية التابعة لحماس اقتحموا امس »الحرم الجامعي والقوا قنابل صوتية اثناء الاقتحام وقاموا بتكسير مكاتب الادارة ومجلس الامناء« مضيفا ان »اشتباكات بالايدي وقعت بين بعض الطلاب وطلاب الكتلة الاسلامية«.
من جهته، قال مسؤول في مجلس الطلاب الموالي لحركة فتح »تم خطف سبعة طلاب على الاقل من قبل عناصر من الامن الداخلي التابع لحماس، الذي كان مع طلاب الكتلة الاسلامية اثناء اقتحام الجامعة«.
وذكرت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) ان »مليشيات حماس خطفت ١٥ طالبا من الرابطة الإسلامية التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، وذلك بعد مشادة بين طلاب من حركة الجهاد وحماس داخل حرم الجامعة«.
استهجنت حماس تصريحات أدلى بها وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط لقناة »بي بي سي العربية«، اعتبر فيها ان مطالبة الحركة بفتح معبر رفح يستهدف مجرد نيل الشرعية.
وقال ابو الغيط »ان من يطالبون بفتح معبر رفح يسعون للحصول على الشرعية وليس خدمة مصالح الشعب الفلسطيني« موضحا أنه يقصد حماس »التي أخذت السلطة بالقوة بعدما طردت السلطة الرسمية المعترف بها«. ورفض ابو الغيط تدخل اي قوى او دول غير مصر في المصالحة بين حماس وفتح، معتبرا ان »تدخل اي جهة يمثل لعبة مكشوفة«. كما اتهم حماس باستخدام شاليت للمناورة.
وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري »نعتبر ان تصريحات أبو الغيط لا تعكس حقيقة الموقف المصري الذي نسمعه من القيادات المصرية« مشيرا الى ان الحركة »فوجئت بهذه التصريحات التي لا مبرر لها، خاصة في هذا التوقيت الذي تؤدي فيه مصر جهدا مشكورا من أجل رأب الصدع الفلسطيني«. وشدد على أن حماس »لا تأخذ شرعيتها من أي طرف آخر، إنما نالتها في الشارع الفلسطيني عبر صندوق الانتخابات التي شهد العالم بنزاهتها«.
وأشار أبو زهري إلى أن »الملف الفلسطيني يتابع مع قيادة المخابرات المصرية وليس مع الخارجية«، مؤكداً أن »العلاقة مع مصر جيدة وهناك اتصالات يومية ولا توتر في العلاقة بين الجانبين«.
الى ذلك، وبعدما أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الاثنين الماضي ان الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت سيلتقيان اليوم، قال عريقات امس ان الاجتماع »لن يعقد« موضحا ان »الاتصالات بين الجانبين مستمرة لترتيب عقد اللقاء«.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد