السراج مكرماً في دار الأسد للفنون

20-06-2006

السراج مكرماً في دار الأسد للفنون

عقد في دار الأسد للثقافة والفنون ندوة موسيقية بمناسبة مرور ثلاثة أعوام على وفاة الموسيقار نجيب السراج 1923 ـ 2003 بمشاركة كل من الشاعر كمال فوزي الشرابي، الناقد الموسيقي صميم الشريف، الصحفي المتخصص بالموسيقا احمد بوبس، أمين الخياط عازف القانون وقائد فرقة الفجر، والأستاذ غسان كلاس.

استهل الندوة مدير عام دار الأسد للثقافة والفنون د. نبيل اللو قائلاً: ‏

بمناسبة مرور ثلاثة أعوام على رحيل الموسيقار نجيب السراج، اصدرت دار الأسد الإصدار الثالث والرابع ضمن سلسلة اسطوانات لتكريم أعلام الموسيقا والفن في سورية، الإصدار الأول والثاني كان مخصصا لأمير البزق محمود عبد الكريم، أما الثالث والرابع فهو للموسيقار نجيب السراج. الإصداران هما قصائد حب، والثاني قصائد وطن.
 

يقول د. نبيل اللو أن هذه الخطوة جاءت ضمن خطة لتكريم كبار الموسيقيين السوريين، وهي لإعادة ربط المثقف والجمهور السوري بالعمالقة الذين ظهروا في العقد الأخير من القرن الماضي. ‏

بعد تقديم د. اللو الندوة تحدث المشاركون بالندوة عن ذكريات وميزات الموسيقار والملحن الراحل نجيب السراج. ‏

تحدث الشاعر كمال فوزي الشرابي، الشاعر الذي لحن الموسيقار نجيب السراج معظم قصائده، تحدث عن ذكرياته ولقاءاته معه في بيته وداره في طلعة العفيف التي يجتمع فيها العديد من الفنانيين والموسيقيين والمثقفين، منذ ذلك الوقت في فترة الخمسينيات جمعتهما صداقة واستمرت لأكثر من خمسين عاما، يقول الشاعر عن صديق دربه الموسيقي السراج « من مزايا نجيب كملحن، أنه كان يقرأ النص الشعري عدة مرات، يتذوقه، ويدرسه كلمة كلمة كمن يتذوق خمرا طيباً». ‏

وتحدث الناقد الموسيقي صميم الشريف عن السراج قائلاً: ‏

لعب التمرد دوراً مهماً في حياة الموسيقيين والمبدعين، والسراج واحد من هؤلاء المبدعين المتمردين، حيث اختزن في نفسه الأجواء العاصفة التي كانت تعصف في البلاد وأدرك أنه لا يستطيع التعبير إلا إذا كان موسيقيا بحق. التمرد على الواقع الموسيقي رافقه تمرد في اسلوب التلحين، كان متأثراً بالموسيقار الكبير عبد الوهاب، اهتم بأسلوب الغناء الرومانسي لاهتمامه بالشعر الرومانسي، لم ينف السراج تأثره بالموسيقار عبد الوهاب قائلاً أسمع وأحفظ ألحان عبد الوهاب لأنها ليست مفتاح باب ثقافتي وحدي بل هي مفتاح لكل الموسيقيين. ‏

ويتحدث الناقد الشريف عن ثروة السراج الموسيقية قائلاً: ‏

قدرت ثروة السراج بأكثر من (ألف) لحن، غنّى منهم (ثلاثمئة) أغنية، لّحن لـ (51) مطرباً أكثر من (106) أغنية. حقق تميزاً على صعيد الطقطوقة والأغنية الشعبية وتحدث عازف القانون قائد فرقة الفجر قائلاً: ‏

التقيت السراج عندما كنت صغيراً في منزل والدي عبد العزيز الخياط، حيث كان يجتمع في بيتنا العديد من الفنانين، أهم مايميز السراج أنه لايقبل التهاون في التنفيذ أو التلحين الموسيقي. ‏

وتحدث الصحفي أحمد بوبس عن التكوين الموسيقي للسراج قائلاً: ‏

أهم عوامل التكوين الموسيقي لدى السراج هي: ‏

1 ـ الموهبة الفطرية ‏

2 ـ التراث الغنائي الشعبي الحموي مثل اللالا ـ سكابا يادموع العين ـ وسليمى. ‏

3 ـ تعليمه الموسيقي وتعرفه على المقامات ومبادئ العزف على العود على يد موسيقين كبار امثال عازف العود الشهير عمر نقشبندي. ‏

4 ـ تأثره بتراث الموسيقار عبد الوهاب، ولكن دون ان تذوب شخصيته في شخصية عبد الوهاب. ‏

وتحدث الأستاذ غسان كلاس قائلاً: ‏

هو رائد من لّحن القصيدة، كان له اهتمام كبير بالشعر المقفى الموزون، أرّخ للحياة الوطنية لم يترك مناسبة إلا ولحن لها وغناها، غنى لفلسطين غنى لبطولات رد العدوان الثلاثي ، غنى للوحدة، وغنى للحركة التصحيحية، أرخ للكثير من المحافظات من خلال التعبير عبر سياق أغانيه عن عادات وتراث أهلها، وبالإضافة لطبيعتها. ‏

وفي نهاية مداخلات المشاركين بالندوة، عرض د. نبيل اللو من ضمن إصدار قصائد وطن تسجيلا لأغنية قديمة بعنوان «بربك عودي». ‏

وتسجيلاً لأغنية «ليالي الشتاء» وهي أول أغنية مسجلة للتلفزيون العربي السوري في عام 1964. ‏

في نهاية الندوة استمع المجتمعون الى شهادات من أصدقاء الموسيقار الراحل فأدلى الصحفي جان ألكسان بشهادته قائلاً: ‏

نجيب السراج لم يكن فنانا عادياً، كان فناناً استثنائياً، عند اجتماعي بالموسيقار عبد الوهاب حدثته عن تأثر السراج به، فقال لي أنه يختلف عن الذي عملته ففيه تتميز روح بلاد الشام، ويذكر الصحفي ألكسان بألم وحزن شديد إهمال كل من نقابة الفنانين وهيئة الإذاعة والتلفزيون للسراج أثناء فترة مرضه وحتى أثناء تشيعيه. ‏

من هنا أنا سعيد بهذا التكريم وأشكر القيمين على هذه الندوة وعلى هذا التكريم، لأني أعتبره بمنزلة تكفير من قبل زملائه ونقابة الفنانين وهيئة الإذاعة والتلفزيون على التقصير الكبير. ‏

وشارك بالشهادات كل من الملحن سهيل عرفة، ود. بشير بلح المغترب المتخصص بالعلوم الكونية، وموفق بيك قريب الراحل الذي اتحف المجتمعين بقصيدة جميلة بصوته العذب ذكّرت الجمهور بمدى اهتمام الكبار امثال السراج وغيرهم بعذوبة وعراقة الفن الأصيل. ‏

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...