الرسالة الروسية لتركيا
محمد صالح الفتيح: لفت نظري منذ بداية توافد الطائرات الروسية إلى مطار حميميم هو وصول الطائرة سوخوي-30 إس إم (Su-30SM) وذلك لأنها طائرة مصممة للمهام الجوية بالرغم من قدرتها أيضاً على التعامل مع الأهداف الأرضية. بدا وجود تلك الطائرة غريباً وخصوصاً مع وجود عدد كبير من الطائرات المخصصة بشكل رئيسي للقصف الأرضي أي أن وجود السوخوي 30 لم يكن له داعي ولاسيما مع وجود عدد من الطائرات الأكثر تفوقاً في مجال القصف الأرضي.
بعد معاينة الصور ومقاطع الفيديو التي نشرت خلال الأيام الثلاثة الماضية والتي كانت تظهر طائرة السوخوي 30 وهي محملة فقط بصواريخ جو-جو، تأكدت أن هذه الطائرة لم ترسل إلى سورية للمشاركة في القصف الأرضي وإنما تحسباً للمشاركة في اشتباكات جوية. ولكن السؤال التالي كان: اشتباكات جوية مع من؟
اليوم، وبعد حادثة اختراق الطائرة الروسية للمجال الجوي التركي، تصبح الصورة أكثر اكتمالاً. الروس كانوا مستعدين لتوجيه رسائل تحذيرية واضحة للحكومة التركية. اختراق الطائرة الروسية للمجال الجوي التركي لم يكن له مبرر عسكري له علاقة بمهاجمة مواقع المسلحين على الأرض ولاسيما أن الطائرات الروسية تستخدم صواريخ وقنابل موجهة قادرة على إصابة أهداف على مسافات تبعد 10 إلى 20 كم عن الطائرة القاذفة. أي أن الطائرة الروسية تستطيع، لو أرادت، قصف هدف على خط الحدود السورية التركية وهي لاتزال بعيدة عن خط الحدود نحو 10 إلى 20 كم.
إذاً الطائرة الروسية اخترقت المجال الحوي التركي لتوجيه رسالة سياسية بالدرجة الأولى. ومن الجدير بالملاحظة هنا أن الحكومة الروسية لم تقدم اعتذاراً وإنما اكتفت بالقول أنها قدمت لأنقرة "الايضاحات الضرورية".
تظهر الصور ومقاطع الفيديو التي نشرت خلال الأيام الماضية أن طائرة السوخوي 30 كانت محملة فقط بصواريخ جو-جو من نوعي R-27 (اقرب لهيكل الطائرة في الصور المرفقة) و R-73 (بقرب حافة الجناح في الصورة). ويبلغ مدى الصاروخ R-27 مايتراوح بين 80 و 130 كيلومتراً والصاروخ موجه بالرادار أما الصاروخ R-73 فيتراوح مداه بين 20 و 40 كيلومتراً وهو مزود بباحث حراري. ومن الجدير بالذكر أن طائرات السوخوي 30 تتفوق بشكل كبير على طائرات الإف-16 التي يمتلكها سلاح الجو التركي ومع سحب بطاريات الدفاع الجوي الأطلسية من الحدود التركية تصبح المواجهة شبه محسومة لصالح السوخوي 30
إضافة تعليق جديد