الدم السوري
أتخيل سوريا كبنك كبير للدم، كل قطرة فيه عزيزة على الوطن مهما كانت فصيلتها أو زمرتها.. بنك بإدارة الدولة وملك لعموم المواطنين، متبرعين ومتلقين، ينتقل من شرايين مواطن لآخر كي يستعيده في وقت آخر.. فالبنك هو شبكة التوزيع وأجسادنا هي خزاناته المنفصلة المتصلة، سواء كنا خارج أو داخل حدود هذا الوطن.. ملك الوطن وليس الحكومة أو الحزب أو الطائفة أو غرفة التجارة بالرغم من تصنيفات الزمرة الطائفية والقومية والحزبية والثقافية، فهو ينتقل عبر شرايين الطوائف والقوميات بسلاسة وحكمة تتجاوز فوضى المؤسسات وضيق أفق الطوائف والقوميات..
O- A- B – سلبي – إيجابي.. كله بترول أحمر سوري، سواء سفحه رجل حفظ النظام أو مناوئ للنظام، سائق أرعن أو طبيب جراح، بعثي، إسلامي، قومي، شيوعي، شيعي، سني، مسيحي، يهودي، عربي، كردي، شركسي، تركماني، أرمني، آشوري، كل نقطة تسفح يخسرها خزان الوطن السوري الذي ينبض في قلوبنا وعقولنا على اختلاف مشاربنا وشواربنا.. فهذه النطفة تحمل حمضنا وذاكرتنا وتاريخنا وجينومنا السوري الخالد، فاحقنوا هذا الدم واحموا هذا الخزان المقدس بحكمة العقلاء وإدارة الأذكياء، فالدم ينادي وعلينا أن نحسن الإصغاء..
حكمة اليوم: التودّد نصف العقل، وإضاعة الفرصة غصّة، ومن ضَيَّعه الأقرب أُتيح له الأبعد ..
في عيد الأم: هل لأولاد الحكومة أمهات.. إذاً لا تخونوا حليب أمهاتكم يا أولاد الـ .. نستلة..
تساؤل: أيهما أقرب إلى الله: متدين ناقص الأخلاق أم أخلاقي ضعيف التديّن؟
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد