الدراما السورية التاريخية آتية وبالجملة

15-10-2009

الدراما السورية التاريخية آتية وبالجملة

لا يمكن الجزم بما يمكن أن تقدمه الدراما السورية العام المقبل، فالسوق الإنتاجية التي تحكمها عقلية «بحسب السوق، سوق» لا يُراهن عليها، وقد وجب علينا أن ننتظر في كل مرة، ما يعلن عن مشاريع درامية بوشر تصويرها، حتى نستطيع أن نرسم ملامح عامة لجديد كل موسم درامي. غير أن الثابت في كل عام، هو أن شكل الإنتاج الدرامي للموسم المقبل يأتي غالباً رداً على معطيات تسويق الأعمال في موسم سابق، ووفق هذا الأمر استطعنا في كل مرة أن نتوقع (بحذر) الكثير عن جديد الدراما السورية! لقطة من «صدق وعده».
مبدئياً، ما رشح حتى الآن من أعمال للموسم الدرامي المقبل (2010)، جاء رداً عن سؤال أثرناه في الموسم الدرامي 2009 عن غياب الأعمال التاريخية السورية واقتصارها على عمل وحيد هو «صدق وعده» للمخرج محمد عزيزية والكاتب عثمان جحا. جاء الرد الإنتاجي بثلاثة أعمال تاريخية دفعة واحدة، أُعلن عنها وبوشر بتنفيذها ما ان هدأت فورة سباق المسلسلات الرمضانية، بل استبقت شركة «سورية الدولية» انتهاء الموسم الدرامي 2009 بالإعلان عن بدء المخرج المثنى صبح تصوير أحداث المسلسل التاريخي «القعقاع» في المغرب لصالح تلفزيون قطر.
يتناول المسلسل الذي كتبه محمود الجعفوري سيرة حياة الصحابي القعقاع بن عمرو التميمي الذي شارك في معركتي «اليرموك» و«القادسية» الشهيرتين، ويجسد أدوار البطولة فيه نخبة من نجوم الدراما السورية منهم الفنانون سلوم حداد ونضال نجم ومنى واصف وباسل خياط.. بالإضافة إلى عدد كبير من الممثلين المغاربة بينهم النجم محمد مفتاح الذي سبق وتعرفنا اليه في أعمال حاتم علي التاريخية.
بعد البدء بتصوير «القعقاع»، أعلنت شركة «المسار الدولية للإنتاج الفني» السورية البدء في تصوير أحداث المسلسل التاريخي «رايات الحق» للكاتب محمود عبد الكريم، يعرض لمرحلة حروب الردة وبدايات الفتح العربي الإسلامي للعراق وبلاد الشام من إخراج الأردني محمود الدوامنة، بينما يجسد أدوار البطولة فيه نجوم من سوريا والأردن والعراق ولبنان .
وكان المخرج السوري أحمد إبراهيم أحمد قد أعلن عن قيامه بالتحضير لمسلسل جديد للكاتبين وفيق خنسة وعاطف صقر، يستعرض سيرة حاتم الطائي الذي يضرب به المثل بالكرم. ومن خلال استعراض سيرة حاتم سيعرض العمل لنمط الحياة الذي كان سائدا في العصر الجاهلي، ولا سيما الصراع بين قبيلتي الغساسنة والمناذرة ودور الروم والفرس فيه، كما سيتناول العمل سيرة عدد من شعراء المعلقات الذين عاصروا حاتم الطائي.
المسلسلات الثلاثة تعد للعرض في رمضان 2010، لتشكل على الأقل، حصيلة مقنعة للدراما السورية التاريخية للعام المقبل من ناحية الكم، أما النوع فيبقى الحكم النهائي عليه رهن العرض، مع العلم بأن اثنين من المسلسلات الثلاثة السابقة سيقف خلفهما اسمان إخراجيان سبق لهما أن تمرسا على تنفيذ أعمال تاريخية ضخمة مشابهة، فقد سبق للمخرج المثنى صبح (كمخرج مساعد)، وللمخرج أحمد إبراهيم أحمد (كمدير تصوير وإضاءة) أن عملا إلى جانب المخرج حاتم علي في معظم أعماله التاريخية التي شكلت علامة فارقة في تاريخ الدراما السورية. وها قد تولى الاثنان مهمة إخراج أعمال مشابهة، فهل سيتجاوزان ما قدمه حاتم علي أم يحافظان عليه أم أنهم سيهدران ما اطلعا عليه؟.

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...