الجيش يستعد لتغيير تكتيكاته الميدانية واستخدام أسلحة أكثر ملاءمة لحرب الشوارع

17-12-2012

الجيش يستعد لتغيير تكتيكاته الميدانية واستخدام أسلحة أكثر ملاءمة لحرب الشوارع

 عادت عاصمة الشمال حلب إلى الأضواء الميدانية من جديد بعد أن خفت نجمها في الأسابيع الأخيرة على وقع الحديث عن معارك ضواحي العاصمة دمشق وطريق مطار دمشق الدولي والقرى القريبة من المطار الدولي.

منذ شهر مضى كانت معارك حلب بين الجيش السوري والمليشيات المسلحة تراوح مكانها من حيث حالة التقدم أو التراجع لكلا الطرفين، لكن ومع محاولة المعارضة المسلحة كسر جمود حالة الاشتباكات العسكرية عبر محاولة ثالثة من لاستحضار "معركة دمشق" وزج مئات المقاتلين المتمرسين لا سيما من جبه النصرة إلى ضواحي دمشق الجنوبية والقرى القريبة منها كـ "داريا، وبيت سحم ، وعقربا، والحجيرة" سحبت المؤسسة العسكرية بعض وحدات الجيش السورية التي كانت متمركزة في حلب شمالاً إلى بعض البلدات الدمشقية جنوباً.

المعارضة المسلحة تلقفت الخطوة ـ وإن كانت غير كبيرة أو حيوية ـ وزجت بمزيد من مقاتليها من ريف إدلب إلى عمق المواجهات داخل عديد الأحياء في حلب، ولا سيما باتجاه كلية المشاة العسكرية وكلية الشؤون الإدارية العسكرية.

الجيش السوري يحقق ضربات مركزة في بلدات جنوب العاصمة دمشق السابقة الذكر والبلدات المحيطة بمطار دمشق الدولي وتحديداً قرى "حران العواميد، والغسولة، والهيجانة وغيرها"، نظراً للأهمية من الناحيتين العسكرية الاستراتيجية والسياسية الخاصة التي تحملها عملية الحسم من عدمه في هذه المحاور.

لكن مليشيات المعارضة مدعومة بمئات المقاتلين من لواء التوحيد الذين قد تدرب كثير من مقاتليه داخل الأراضي التركية شنت هجمات واسعة على مناطق حيوية في حلب كانت حتى وقت قصير مضى محرّمة على مقاتلي المعارضة.

مصدر عسكري سوري يؤكد لـ "القدس العربي" أن الجيش السوري لم يُشرك حتى الآن أية وحدات أو أسلحة أو وسائل قتال جديدة غير التي يستخدمها منذ أكثر من خمسة أشهر رغم التطور النوعي في طبيعة المواجهات الدائرة مع مَن سماهم المصدر بـ "المجموعات الإرهابية" التي بدأت تستخدم أسلحة أكثر تطوراً وتأثيراً في الأسابيع الأخيرة وصلت لهم من ليبيا عبر الحدود التركية وفق قول المصدر.

المصدر أيضاً لم يكشف لـ "القدس العربي" ماهيّة الوحدات أو الأسلحة الجديدة التي لم يُشركها أو يستخدمها بعد الجيش السوري في معاركه حتى الآن، لكن يُلمح إلى وحدات أكثر تدريباً وقدرة على "حرب الشوارع والعصابات" وأسلحة "متوسطة" أكثر جدوى في هذا النوع من الحروب، ويُضيف المصدر: العاصمة دمشق محصنة ضد أي خرق عسكري ولا يمكن أن تشهد أية دخول مسلح للمعارضة لكنها قد تشهد خروقات أمنية، قد نلجأ لتكتيكات جديدة مدعومة بعناصر من النخبة لاحقاً.

تفيد المعلومات الواردة من محافظة حلب أن قوات الجيش السوري تزحف نحو كلية الشؤون الإدارية لفك الحصار عن عشرات الجنود الموجودين داخل الكلية والذين يخوضون مواجهات شرسة مع مقاتلي لواء التوحيد الذين دخلوا إلى أجزاء من الكلية المذكورة، وعلى ذات المحور يسعى الجيش السوري لمؤازرة جنوده الموجودين في كلية المشاة ومحاولة تحرير الأجزاء التي سقطت بيد مقاتلي لواء التوحيد.

مصادر ميدانية تقول أن تنسيقاً على مستوى التكتيك والمعلومات والإمداد يجري حالياً بين لواء التوحيد النسخة "الحلبية" لتنظيم القاعدة وبين "جبهة النصرة" أبرز أذرع تنظيم القاعدة في سورية والتي تنشط قتالياً في ريف دمشق وعدد من ضواحي العاصمة بشكل كبير.

                                                                                                               كامل صقر: القدس العربي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...