الجيش يستعد لإنهاء الوجود المسلّح في «كل حمص»
في حين تستعر معارك مسلحي المعارضة في الساحل الشمالي وجنوب البلاد، ممثّلة بهجمات برية وعشرات القذائف التي تمطر بها سماء المدن، يستعد الجيش السوري لبدء عمليته العسكرية داخل أحياء حمص القديمة. العملية العسكرية ستكون بداية النهاية للوجود المسلح في المدينة، بحسب مصدر ميداني، بعد «طرد المسلحين من ريف حمص الغربي». الاستعداد لبدء العملية استهلّه الجيش بعملية أمنية استهدف فيها مركز تجمع قادة الألوية والكتائب التابعة لـ«جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» في حي الحميدية، على خط التماس مع حي جورة الشياح. تم تنفيذ العملية بصاروخ أطلقه الجيش السوري من جورة الشياح إلى مركز التجمّع، ما أدى إلى مقتل 70 مسلحاً على الأقل، بينهم قائد المجلس العسكري في حمص عبد القادر الجمعة وعشرات المقاتلين من «الجيش الإسلامي الحر».
وتضاربت المعلومات في شأن كيفية تنفيذ العملية. مواقع إعلامية معارضة قالت إن المقاتلين كانوا يفخخون ناقلة جند مدرعة، عندما استهدفهم صاروخ «حراري»، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى. بدوره، قال مصدر ميداني في الجيش إن استهداف التجمع جاء بناءً على معلومات عن تحضيرات المسلحين لمباغتة مواقع الجيش بهجمات وتفجيرات، قبيل بدء العملية العسكرية. وتشمل خطة المسلحين إحداث ثغرة للهجوم على حي الإنشاءات، وسط حمص، باعتباره «حيّاً خائناً للثورة»، بهدف توجيه أنظار الجيش عن حصار المسلحين في حمص القديمة. محاولات خرق الأحياء الآمنة تشمل أيضاً حي الدبلان، بعد بدء تجاره حملة شاملة لإعادة فتح السوق الذي شهد أحداثاً أمنية ساخنة منذ أكثر من سنتين. ومن المتوقع أن تشمل العملية العسكرية المقبلة أحياء جورة الشياح والحميدية وبستان الديوان وباب هود، بالإضافة إلى حي الوعر المكتظ بالمدنيين.
ورغم المفاوضات القائمة في حي الوعر لإجراء تسوية من خلال لجان المصالحة الوطنية، بسبب وجود أكثر من 100 ألف مدني داخل الحي الشهير، إلا أن العسكريين لا يستبعدون قيام عملية عسكرية كحلّ أخير بعد فتح ممرات آمنة لإخراج المدنيين. وتقتصر الأعمال العسكرية في الحي المذكور، حتى الآن، على اشتباكات متقطعة في الأبراج المواجهة لقرية الرقة الواقعة تحت سيطرة المسلحين، والتي يتمركز فيها قناصون. كما تستهدف مدفعية الجيش تجمعات المسلحين في الجزيرة الثامنة، وطلعة راكان، ومحيط المدرسة الشرعية مقابل القصر العدلي. ولا تزال لجان المصالحة الوطنية، حتى اللحظة، فاعلة لإدخال وإخراج المدنيين من الحي الشهير وإليه، عبر المفارق المعرّضة للقنص. كما يتركز القنص في الطريق من المشفى العسكري شرق الحي.
مرح ماشي
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد