الجوع يُهدد دول الشرق الاوسط والمغرب العربي منتصف القرن
يُقدر ان يرتفع عدد سكان الشرق الاوسط والمغرب الغربي الى 692 مليون نسمة في السنة 2050، اي 13 في المئة من سكان العالم الذين سيصل عددهم الى 9.2 بليون، ما يزيد الضغوط على موارد الغذاء والماء وحكماً مصادر الطاقة، ما يُهدد سكان المنطقة بالجوع. وحذر الرئيس حسني مبارك امس من ان عدد سكان مصر سيتضاعف، ليرتفع من حوالي 80 مليوناً حالياً الى 160 مليوناً.
لكن توقعات الامم المتحدة الاخيرة التي بنتها على اساس معدلات زيادة السكان اشارت الى ان عدد سكان مصر، اكبر الدول العربية، سيرتفع الى حوالي 121 مليوناً العام 2050، وبنسبة 65 في المئة منذ بداية الالفية الثالثة، يقابلها ارتفاع سكان ايران الى 100 مليون نسمة، بنسبة زيادة 52.7 في المئة، وارتفاع عدد سكان تركيا الى 86 مليون نسمة بنسبة زيادة 31 في المئة.
ووفق مركز دراسات الشرق الاوسط في جامعة هارفارد سيرتفع عدد سكان دول الخليج واليمن الى 123.9 مليون، بنسبة نمو 2.1 في المئة. وسيصل عدد سكان اليمن وحده الى 58 مليونا.
وحذر الرئيس مبارك من ان هذا النمو السكاني قد يعيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية اذا لم تُتخذ اجراءات لحل هذه المشكلة الملحة. وقال في افتتاح «المؤتمر القومي الثاني للسكان» إن مصر «تحتل الآن المرتبة السادسة عشرة بين الدول الاكثر كثافة سكانية على مستوى العالم». وكان عدد سكان مصر في العام 1950 حوالي 21 مليونا، ما يعني انه سيتضاعف ست مرات حتى منتصف القرن الجاري، وفق توقعات الامم المتحدة وجامعة هارفارد وبنسبة 8 اضعاف بحسب الرئيس مبارك الذي قال ان خبراء مصر يتوقعون ان يتجاوز عدد السكان مستوى 100 مليون اعتباراً من العام 2025.
وقال الرئيس المصري: «يزداد تعدادنا كل سنة بحوالي 1.3 مليون طفل ويتوقع الخبراء ان تكسر هذه الزيادة السنوية حاجز المليوني نسمة في غضون اعوام». ودعا الى «حملة قومية تتعامل مع قضية السكان بمختلف أبعادها ومحاورها، وتشارك فيها الدولة ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني»، مضيفاً ان «على هذه الحملة ان تتصدى لتراجع الوعي بقضية السكان خلال السنوات العشر الماضية، وتعيد هذه القضية الى قلب اولوياتنا وتواجه التقدم المحرز في تنفيذ البرنامج القومي للسكان».
ومع النقص المتوقع في الطاقة في منتصف القرن يُعتقد بأن العالم سيواجه مشكلة غذاء اكبر مع عدم توسع المساحات المزروعة بنسبة تكفي لاطعام البلايين من سكان الكرة الارضية.
ويعتقد الباحثون، خصوصاً الدكتور بوب طومسون من جامعة ايلينوي، بأنه مع ارتفاع عدد سكان العالم يجب ان تتضاعف قدرة انتاج الغذاء مرتين حتى السنة 2050، ما يعني ان فاتورة الغذاء المستورد في مختلف انحاء العالم ستتجاوز تريليوني دولار منتصف القرن.
وذكر موقع «داو جونز» ان طومسون يستبعد ان تحقق دول آسيا والشرق الاوسط الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء، خصوصاً مع قلة المشاريع الجديدة للمياه وتغيرات المناخ التي تؤثر سلباً في انتاج الغذاء.
وستصل فاتورة الغذاء المستورد في مصر السنة الجارية وفق التوقعات الرسمية الى 2.67 بليون دولار، ما يعني ان الرقم سيحقق اكثر من خمسة بلايين دولار، وحتى عشرة بلايين، اذا استمر تراجع سعر الدولار الاميركي وغلاء اسعار الغذاء المستورد التي كلفت مصر السنة الجارية 850 مليون دولار اضافية.
ومع ان مصر بنت السد العالي على النيل الا ان مشاريع الري الزراعي لا تزال قاصرة عن انتاج المحاصيل اللازمة لتأمين الغذاء للمصريين.
وتبدو تركيا افضل حالاً خصوصاً مع المشاريع المائية الكبرى، وأهمها سد اتاتورك الذي قد يكون خزان الشرق الاوسط عند اكتماله السنة 2013، اذ سيحوي 48 بليون متر مكعب من المياه وسيؤمن 22 في المئة من حجم الطاقة الكهربائية التركية.
ووفق موقع وكالة الاستخبارات المركزية لا تعاني ايران من مشكلة مائية او حتى مشكلة غذاء وهي قادرة على تصدير الماء الى الدول الجارة المحتاجة، كما خططت قبل اعوام لتصدير المياه الى الكويت عبر انابيب بحرية. وستصل قيمة صادراتها الزراعية نهاية السنة الجارية الى ستة بلايين دولار وهي تنمي قطاعها الزراعي بموازاة مشاريعها المائية.
رفله خرياطي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد