الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة تعدّ سيناريوات الحرب المقبلة
في إطار استعداداتها المتواصلة منذ عدوان تموز لتجهيز العمق المدني الإسرائيلي لأهوال الحرب المقبلة، وزّعت قيادة الجبهة الداخلية على كل البلديات في إسرائيل كتيّباً يتضمن آخر تحديث لسيناريوات الحرب وخسائرها المتوقعة في المناطق المختلفة. وأفادت صحيفة «إسرائيل اليوم» بأن 256 سلطة محلية في إسرائيل تلقّت خلال الأيام الأخيرة من قيادة الجبهة الداخلية وثيقة تعرض بالتفصيل سيناريوات الحرب في النطاق الجغرافي لكل بلدية، بهدف مساعدتها على تركيز استعداداتها للمخاطر المتوقعة خلال الحرب. وبحسب الصحيفة، تلخص الوثيقة تقديرات القيادة المسؤولة عن حماية العمق الإسرائيلي بشأن عدد الإصابات التي من المتوقع أن تسجل في كل نطاق بلدي خلال حرب شاملة. وتتضمن أيضاً تقديرات لعدد البيوت التي من المتوقع أن تتضرر، إضافة إلى عدد الصواريخ المتوقع سقوطها في النطاق البلدي. وأشارت الصحيفة إلى أن السيناريوات التي وُزعت على البلديات تتطرق إلى حرب تشتعل على جبهات عدة بنحو متزامن ويحصل فيها إطلاق صواريخ من لبنان وسوريا وإيران وغزة باتجاه العمق الإسرائيلي.
وقالت «إسرائيل اليوم» إنها حصلت على نسخ للسيناريوات المتعلقة بثلاث مدن كبرى في إسرائيل، هي حيفا وتل أبيب وبئر السبع. ووفقاً للصحيفة، فإن هذه السيناريوات تكشف أن منطقة الوسط ستكون عرضة للتهديدات بنسبة لا تقل عن المنطقة الشمالية خلال الحرب.
ويشير السيناريو المتعلق بمدينة حيفا إلى أنّ من المتوقع سقوط عشرات الصواريخ على المدينة خلال حرب «بوتيرة تقليدية» تمتد لفترة شهر، وأن هذه الصواريخ ستُسقط مئات الإصابات وعشرات القتلى. أما المواقع الاستراتيجية التي ستكون عرضة للاستهداف في المدينة، فهي القواعد العسكرية والمنشآت التي تتضمن مواد كيميائية خطيرة. ويقدّم السيناريو الحربي لكبرى مدن شمال إسرائيل تشريحاً لعدد من المواضيع، مثل خدمات تزويد المياه والوقود والمواد الأساسية لسكان المدينة خلال الحرب، إضافة إلى الخدمات المصرفية والبريدية والمواصلات العامة وغير ذلك. والغاية من هذه المعطيات هي أن تتمكن البلدية من إعداد خطط الصمود المناسبة لحالات الطوارئ. أما في تل أبيب، فإن الوضع سيكون، وفقاً للسيناريو الخاص بالمدينة، أكثر خطورة مما سيكون عليه الحال في حيفا. ويفترض السيناريو المذكور أن الأهداف التي ستكون عرضة للقصف خلال الحرب في المدينة هي المعسكرات التابعة للجيش، إضافة إلى محطة «ريدينغ» الرئيسية لتوليد الكهرباء. ويتوقع السيناريو الخاص بتل أبيب سقوط مئات الصواريخ من الحجم المتوسط وعشرات الصواريخ من الحجم الثقيل. أما بالنسبة إلى الأضرار، فيقدر السيناريو تضرر مئات البيوت ومقتل مئات الأشخاص. ويتوقع السيناريو أيضاً تضرر البنى التحتية الحيوية المتعلقة بالماء والكهرباء والصرف الصحي والغاز. وتتضمن الوثيقة الخاصة ببلدية تل أبيب جملة من النصائح عن كيفية مواجهة وضع تتعطل فيه شبكات الخدمة العامة المختلفة.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن الولايات المتحدة زوّدت سلاح الجو الإسرائيلي بمجموعة من قنابل «جي بي يو 39» الذكية الصغيرة القطر التي تتمتع بقدرات كبيرة على اختراق التحصينات.
وقالت الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي تلقى أخيراً دفعة من هذه القنابل التي تتمتع بقدرة تصويب فائقة. ويبلغ وزن قنبلة «جي بي يو 39» 113.6 كيلوغراماًَ، وهي من إنتاج شركة «بوينغ»، وهي من الأسلحة الرخيصة نسبياً مقارنة بقدراتها العالية في التصويب والأضرار الجانبية الضئيلة التي تسببها هجماتها.
محمد بدير
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد