التوتر يتصاعد حول الجزر: مناورات خليجية في الإمارات
بدا التوتر العسكري حول الجزر الخليجية الثلاث ضخما بالمقارنة مع حجم الجزر نفسها، إذ ردّت دول الخليج العربية أمس، على إعلان إيران نشر قوات لها في الجزر الخليجية الثلاث المتنازع عليه، بإعلانها عن مناورات خليجية مشتركة لقوات «درع الجزيرة» في الخليج تحت مسمى «جزر الوفاء»، فيما كشفت وزارة الدفاع الفرنسية عن تدريبات عسكرية مشتركة مع القوات الإماراتية. أما على صعيد الملف النووي الايراني، فقد أعلن دبلوماسي إيراني أن بلاده تنظر في اقتراح روسي لوقف التوسع في برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الغربية المفروضة عليها.
إلى ذلك، قتل 4 عناصر من الحرس الثوري الإيراني وأصيب 4 آخرون في قضاء باوة في محافظة كرمانشاه (غرب البلاد) إثر هجوم «إرهابي» نفذه تنظيم «بيجاك» الكردي. وأشار المدير العام للشؤون السياسية والأمنية في المحافظة شهريار حيدري، إلى «ان تنظيم «بيجاك» الإرهابي شن اعتداء غادرا مستغلا وعورة المنطقة ما أدى الى مقتل 4 عناصر من قوات حرس الثورة وإصابة 4 آخرين»، لافتا إلى أن «التنظيم تكبد ايضا خسائر في صفوفه سيعلن عنها في وقت لاحق». وأضاف «في الوقت الحاضر الأمن مستتب في المنطقة».
وأعلنت الإمارات أن قوات «درع الجزيرة» الخليجية المشتركة، تعتزم إجراء تدريب عسكري في الإمارات في 29 و30 نيسان الحالي، تحت تسمية «جزر الوفاء». ومن جانبها كشفت وزارة الدفاع الفرنسية عن انطلاق تدريب عسكري مشترك منتصف نيسان الحالي مع القوات الإماراتية، يحمل اسم «خليج 2012»، في إطار اتفاق الدفاع الذي أبرم بين البلدين في العام 1995 والذي تم تعزيزه في ما بعد.
وأضافت الوزارة أن الجنود الفرنسيين والإماراتيين يعملون بالتعاون على أجهزة مختلفة مثل نظام الأسلحة الإماراتي «ميسترال» و«كروتال» الفرنسي من الجيل الجديد. وتقول الوزارة، كما نقلت صحف فرنسية إن «المراحل التصاعدية في التمرين الثنائي» للتمرين سيستمر حتى 28 نيسان الحالي، وبعدها ستنطلق المرحلة التكتيكية. وتضيف أن التدريب «خليج 2012» سينتهي في 3 أيار المقبل «عندما تنفذ المكونات البرية والجوية والبحرية استعراضات بحضور السلطات المدنية والعسكرية العليا للبلدين».
في المقابل، يشارك مراقبون عسكريون إيرانيون للمرة الأولى، في مناورة عسكرية تركية اليوم تحمل اسم «أسد البحر 2012» في بحر ايجة قرب سواحل محافظة ازمير.
وفي سياق آخر، نقلت وكالة «بلومبرغ» الأميركية عن السفير الايراني في روسيا محمود رضا سجادي قوله إن ايران تنظر في اقتراح روسي بتعليق توسيع برنامجها النووي مقابل وقف العقوبات عليها، وأكد ان إيران ستضمن المحافظة على حقها في إنتاج الطاقة النووية.
من جانبه، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بني غانتس «تسير خطوة وراء خطوة إلى المكان الذي تستطيع فيه أن تقرر إن كانت تريد قنبلة نووية. إنها لم تقرر بعد إذا كانت ستسير تلك المسافة الإضافية».
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انه يجب ان تبقى ايران خاضعة للعقوبات الدولية الى ان توقف تماما تخصيب اليورانيوم متجاوزا بذلك طلبات الامم المتحدة. وقال نتنياهو في مقابلة مع شبكة «سي ان ان» في القدس «يجب ان يوقفوا كل عمليات التخصيب» مشيرا الى انه لن يقبل بقيام ايران بتخصيب اليورانيوم حتى ولو بنسبة 3 في المئة التي تقارب المستوى المطلوب للحصول على طاقة نووية سلمية. واضاف «بعد ان توقفوا كل التخصيب... ستحصلون على قضبان (وقود) من دولة اخرى ستسمح لكم باستخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية». واشار نتنياهو الى انه يجب على ايران ايضا «تفكيك الموقع المحصن تحت الارض» في إشارة الى مفاعل فوردو قرب مدينة قم المقدسة التي يقول مفتشو الامم المتحدة إنه بدأ بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة فيه. وردا على سؤال حول وقع كلامه في وقت لا تستبعد اسرائيل شن عملية عسكرية ضد المنشآت النووية الايرانية اجاب نتنياهو «لست قلقا على صورتنا، همي هو ان نوقف ذلك».
إلى ذلك، وضعت طهران خط تمويل ائتماني بمئة مليون يورو لتشجيع الاستثمارات الايرانية في تونس، كما اعلنت وكالة الانباء التونسية. وذكرت الوكالة ان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الذي اختتم مساء أمس الأول، زيارة استمرت 24 ساعة الى تونس، اعلن ان خط التمويل يهدف إلى «تشجيع المستثمرين الايرانيين على بعث مشاريع شراكة وتنمية في تونس في القطاعات (الاقتصادية) الواعدة لا سيما الفوسفات والبترول وصناعة مكونات السيارات».
وأضافت الوكالة ان المسؤول الايراني «أكد استعداد بلاده لمساندة الاقتصاد التونسي وإنجاح المرحلة الانتقالية (في تونس) من خلال السعي الى تطوير المبادلات التجارية». وكان صالحي اعلن في تصريحات للصحافيين عقب لقاء مع الرئيس التونسي منصف المرزوقي ان العلاقات بين بلاده وتونس «على احسن ما يرام» وما ينقصها هو «تطوير المبادلات التجارية».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد