التهمة سردين ؟!
زياد العامر:
إن الهلع السوري من مخالفة الحجر ومن "بالفرع بعالجولك وضعك" دون توضيح أساليب العلاج التي سيتبعونها معه... يذكرني بمقدار التهمة الضخمة التي يحملها كل سوري بداخله .. ويذكرني حين اتصلت أمي في أحد المرات لتقول لي بهلع "إلحق يا أمي .. إبن خالتك لاقطينو عم ينقي الفاصولية المسوسة بالجيش ومن وقتها ما حدا بيعرف شي عنو"
أيضا :
ولدت ك تهمة ...
تذهب إلى عملك وكأنك تهمة...
تركن سيارتك أو تنحشر في سرفيسك كتهمة ..
ترمي كيس الزبالة كتهمة و تغازل حبيبتك كتهمة..
تتزوج كتهمة وتنجب "تهمات" صغير جاهزة...
انت المدان منذ ان سجلك المختار على ال"قيود" .. ربما لهذا يسمونها قيودا أصلا..
تنمو أسنانك اللبنية ومخالبك كتهمة...
تغني هالصيصان شو حلوين ك تهمة..
تبري أقلامك الرصاص النسر بسكين اللحمة ..
تحشر صندويشة المكدوس بزيتها " الحاد" إلى جانب باسم ورباب ..وبابا يعمل حتى نكبر..
بابا الذي يشحد أجار غرفتك الجامعية كتهمة متسولة
تتوظف كتهمة .. تستأجر كتهمة .. تحلق على الصفر كتهمة وتحفظ الخطابات كتهمة ...
تنتقي عروسك ال"موظفة" كتهمة...
تدخل ليلة الدخلة كتهمة..
ويستمر نسل المتهمين ويحفظ نوعهم من الإنقراض...
أيها السوريون المتهمون والموقوفون على ذمة التحقيق منذ سبعة آلاف عام..
وحده الموت هو حكم براءتكم ..
وحدها أكفانكم بيضاء بما يكفي لإقناع القضاة ببياض سجلكم العدلي.
إضافة تعليق جديد