التقرير الاستخباري الأمريكي حول مهددات الأمن القومي لعام 2009

23-03-2009

التقرير الاستخباري الأمريكي حول مهددات الأمن القومي لعام 2009

الجمل: أعدت أجهزة المخابرات الأمريكية تقرير التخمين الدوري الخاص بالمخاطر الماثلة والمحتملة الداخلية والخارجية التي تهدد الأمن القومي الأمريكي. هذا، وتجدر الإشارة إلى أن أجهزة المخابرات الأمريكية نشرت الجزء غير السري من هذا التقرير.
* أبرز الملاحظات:
أشرف على إعداد التقرير مدير مجمع المخابرات الأمريكي السابق، ولكن وضع اللمسات الأخيرة والتوقيع النهائي عليه تم بواسطة الأدميرال دينيس بلير المدير الجديد لمجتمع المخابرات الأمريكي.
تقرير التخمين الاستخباري الصادر مؤخراً تضمن فصلاً كاملاً عن البرنامج النووي الإيراني، وما هو جدير بالملاحظة أن المعلومات والتسريبات أكدت أن محتوى التخمين المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني يتطابق تماماً مع محتوى التخمين السابق، الذي أثار ضجة كبرى بسبب اعتراض الإسرائيليين وجماعات اللوبي الإسرائيلي وصور الإدارة الأمريكية آنذاك عليه.
* الخطوط والمحاور الواردة في التقرير:
برغم تطابق محتوى تخمينات مطلع عام 2008 مع محتوى تخمينات مطلع عام 2009 فإن هناك قدراً من الاختلاف بين الاثنين وعلى هذه الخلفية يمكن الإشارة إلى الجوانب المتطابقة والجوانب المتخالفة على النحو الآتي:
• كرر تقرير عام 2009 ما ورد في تقرير عام 2008 لجهة الاعتماد على المعلومات الاستخبارية الأمريكية السابقة القائلة أن طهران أوقفت في عام 2003 برنامجها النووي للأغراض العسكرية، ولكن التقرير الجديد أضاف قائلاً أن إيقاف إيران برنامجها النووي للأغراض العسكرية استمر حتى منتصف عام 2007 بحسب المعلومات المؤكدة ولكن خلال الفترة الممتدة من منتصف عام 2007 حتى لحظة إعداد التخمين فإنه لا تتوافر أية معلومات كافية تفيد لجهة الإجابة الدقيقة على السؤال القائل: هل استأنفت طهران توظيف برنامجها النووي لجهة بناء قدرات عسكرية نووية أم لا؟
• أضاف تقرير التخمين الجديد نقطة تفيد لجهة قياس ومعايرة الشكوك المتعلقة بالنوايا الحقيقية الإيرانية إزاء مستقبل وحاضر البرنامج النووي الإيراني وبشكل قاطع أكد التخمين أن إيران أصبحت قادرة على استخدام وتوظيف برنامجها النووي للأغراض العسكرية إذا قررت ذلك، ولكن ما هو غير معروف يتمثل في المعلومات التي تفيد بشكل قاطع: هل قررت طهران استخدام برنامجها النووي للأغراض العسكرية في الفترة الممتدة من منتصف عام 2007 حتى لحظة إعداد التخمين أم لا؟
• أكد التقرير الجديد نفس ما أكده التقرير القديم لجهة القول أن إيران أصبحت حالياً تملك التكنولوجيا والقدرات العلمية الكافية لتطوير القدرات العسكرية النووية، ولكن ما أضافه التخمين الجديد يتمثل في أنه من غير المعروف بشكل مؤكد للمخابرات الأمريكية إذا كانت إيران توظف هذه القدرات التكنولوجية التي بحوزتها لإنتاج وتطوير القدرات النووية العسكرية.
• تطرق تقرير التخمين الجديد إلى نفس ما كان قد تطرق إليه التقرير القديم لجهة القول أن إيران ستكون قادرة على إنتاج يورانيوم مخصّب يتميز بالجودة العالية وبكميات ستكون كافية لتطوير القدرات العسكرية النووية، ولكن تقرير التخمين الاستخباري الأخير كان أكثر تحديداً لجهة تقديمه جدولاً زمنياً تضمن تحديداً مفصلاً لسيناريو تطوير القدرات النووية الإيرانية خلال الفترة المقبلة ومن أبرز ما جاء في الجدول أن إيران ستصل إلى إنتاج اليورانيوم المخصب العالي الجودة خلال عام 2010 القادم أو بعده بقليل وإنتاجه بكميات وفيرة كافية لبناء القدرات العسكرية النووية سيكون إما في عام 2015 أو قبله بقليل.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن تخمينات وزارة الخارجية الأمريكية وتحديداً الدائرة المسؤولة والمعنية بشؤون سياسة ضبط التسلح وحظر انتشار الأسلحة النووية وبهذا الخصوص أشارت تقارير ودراسات الخارجية الأمريكية إلى أن عام 2013 سيكون بمثابة العام الحاسم لإنتاج إيران لليورانيوم المخصب وبالكميات الكافية لباء قدراتها النووية العسكرية، وبكلمات أخرى فإن الاستنتاجات التي توصل إليها تقرير الخارجية الأمريكية تقع في منتصف الفاصل الزمني بين الحد الأدنى والأقصى لجدول تخمين المخابرات الأمريكية الأخير، وهذا معناه أن تخمين الخارجية الأمريكية يقع فعلاً ضمن تخمين المخابرات الأمريكية.
* التخمين الجديد واستقراء المخاطر المستقبلية:
تطرق التخمين الاستخباري الأمريكي إلى المخاطر التي يمكن أن تواجهها المصالح الأمريكية من جراء ظهور إيران نووية، ويرى التخمين بأن امتلاك إيران لأسلحة الدمار الشامل النووية سيشكل تحدياً إضافياً بالغ الخطورة للنفوذ الأمريكي في الشرقين الأوسط والأدنى وقد أشار التخمين الاستخباري بهذا الخصوص إلى النقاط الآتية:
• تقوم إيران حالياً بإجراء تطوير البرنامج النووي ضمن مجالين على الأقل الأول يتمثل في تخصيب اليورانيوم والثاني في تطوير القدرات الصاروخية.
• المعلومات المتوافرة تقول أن إيران ليس لديها الكميات الكافية من اليورانيوم الخام لتقوم بتخصيبه بما يتيح لها الكميات الكافية من اليورانيوم العالي النقاء لبناء القدرات النووية، ولكن هذه المعلومات يشوبها قدر كبير من الشكوك وعدم المصداقية لجهة أنها غير كافية للتأكيد بأن إيران قد استطاعت بالأساس قبل فترة كافية من القيام بالحصول على كميات كبيرة من خام اليورانيوم بما يكفي حاجتها المطلوبة.
هذا، وعموماً، ما تزال الدوائر الإسرائيلية أكثر انتقاداً لأداء أجهزة المخابرات الأمريكية إزاء ملف البرنامج النووي الإيراني ولم ينحصر الخلاف حول مدى مصداقية المعلومات المتاحة لدى كل طرف بحيث تزعم تخمينات المخابرات الأمريكية من جهة أن إيران ما تزال بعيدة نسبياً عن مرحلة الوصول إلى القدرات النووية العسكرية ومن الأخرى تزعم تخمينات المخابرات الإسرائيلية أن إيران على وشك امتلاك القدرات النووية العسكرية وقد أدت فجوة الخلافات بين التخمينات الاستخبارية الأمريكية والإسرائيلية إلى خلافات داخل إدارة بوش الجمهورية السابقة، بين جناح المطالب باعتماد معلومات التخمينات الاستخبارية الإسرائيلية كأساس لتقدير الموقف وصنع القرار الأمريكي إزاء إيران وبين جناح وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت غيتز الذي كان يطالب باعتماد معلومات وتخمينات المخابرات الأمريكية.
الآن، بدأ يظهر إلى السطح خلاف إسرائيلي – أمريكي جديد وهذه المرة بين وزارة الدفاع الأمريكية ووزارة الدفاع الإسرائيلية وتقول المعلومات والتسريبات أن تل أبيب طالبت على لسان وزير دفاعها الجنرال إيهود باراك ورئيس أركانها الجنرال غابي أشكينازي من الولايات المتحدة بضرورة تزويد الجيش الإسرائيلي بطائرات إف-22 التي يقول الإسرائيليون بأنها الوسيلة الوحيدة المضمونة لتنفيذ العملية العسكرية ضد إيران لأن هذه الطائرات هي الوحيدة القادرة على تفادي الرادار الروسي إس-300 كما يقول الإسرائيليون أنه طوال ما كانت طهران تمتلك هذا الرادار فإنها لن تهتم بقدرات سلاح الجو الإسرائيلي ولكن في حالة حصول الإسرائيليين على طائرات إف-22 فإن إيران ستفهم أن رادار إس-300 لن يجدي نفعاً في الدفاع عن منشآتها النووية وبالتالي فسوف يكون أمام طهران إما التخلي عن البرنامج النووي أو مواجهة الضربة العسكرية الجوية.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...