التغيير الحقيقي يعتمد على إيقاف المستفيدين من خطة الإنقاذ
لفهم معنى نتائج الانتخابات الأمريكية من المفيد الالتفاف إلى اللحظة التي تغير فيها كل شيء بالنسبة لحملة أوباما . لقد كانت دون نقاش اللحظة التي ضربت فيها الأزمة الاقتصادية وول ستريت .
حتى تلك النقطة لم تبد الأمور جيدة تماما لباراك أوباما . بالكاد شكل المؤتمر الديمقراطي الوطني تقدما , فيما بدا أن تعيين سارة بيلين قد حول الزخم بشكل حاسم إلى جون ماكين .
عندها انهارت فاني ماي و فريدي ماك ( عملاقا الرهن العقاري – المترجم ) , و تبعهما عملاق التأمين آ إي جي , و بعده الأخوة ليمان . في لحظة الدوار الاقتصادي هذه وجد أوباما لغة جديدة . بوضوح شديد حوًل هذه الحملة إلى استفتاء على سياسات عدم التدخل و التحرير التي سيطرت على الخطاب الاقتصادي السائد منذ رونالد ريغان . قال أن خصمه يمثل هذا تماما بينما يقف هو إلى جانب اتجاه جديد , اتجاه سيعيد بناء الاقتصاد من القاعدة إلى الأعلى , و ليس من الأعلى إلى الأسفل . توقف أوباما عند هذه الرسالة لبقية الحملة و كما رأينا فقد تكلل هذا بالنجاح .
السؤال الآن هو فيم إذا كان أوباما سيمتلك ما يكفي من الجرأة ليأخذ الأفكار التي فازت له بالانتخابات و يحولها إلى سياسة . أو فيم إذا كان سيستخدم الأزمة الاقتصادية ليبرر التحرك إلى ما يسميه المراقبون "الوسط" ( إذا كان هناك شيئا أثبتته الانتخابات فهو أن الوسط الحقيقي هو أقرب إلى اليسار من عنوانه المعلن مسبقا ) . يمكن التنبؤ أن أوباما يقع بالفعل تحت ضغط هائل ليتخلى عن وعوده الانتخابية , خاصة تلك التي تتعلق برفع الضرائب على الأغنياء و فرض ضوابط بيئية على ملوثي البيئة . إننا نسمع طوال اليوم من شبكات رأس المال أنه في ضوء الأزمة الاقتصادية فإن الشركات تحتاج إلى ضرائب أقل و ضوابط اقل – بكلمات أخرى نفس الشيء ( تعبير تقصد به المؤلفة نفس السياسات الماضية – المترجم ) .
الأمل الوحيد للرئيس المقبل لمقاومة هذه الحملة التي تشنها النخب هو أن تتمكن الحركة القاعدية الضخمة التي قادته إلى الفوز من البقاء نشيطة , متجمعة و متأهبة – و قبل أي شيء , نقدية . الآن و قد تم الفوز بالانتخابات يجب أن تكون المهمة الجديدة لهذه الحركة واضحة : إلزام أوباما بصوت عال بوعوده الانتخابية , و جعل الديمقراطيين يعرفون أنه ستكون هناك تبعات للخيانة .
الأمر الأول للبزنس ( أي رأس المال أو الشركة – المترجم ) – الذي لا يمكنه الانتظار حتى التنصيب – يجب إيقاف السرقة التي تجري و التي تعرف ب"خطة الإنقاذ الاقتصادية" . لقد قضيت الشهر الأخير أتفحص المخارج و صراعات المصالح الموجودة في خطط وزارة المالية الأمريكية . نتائج هذا البحث يمكن الحصول عليها في مقال رئيسي نشر للتو في جريدة الرولينغ ستون , المستفيدون من خطة الإنقاذ بالإضافة إلى عمودي الوطني الأخير , سلب ( غنيمة ) بوش الأخيرة .
يذهب كل من هذين المقالين إلى أن "خطة الإنقاذ" البالغة 700 مليار دولار يجب أن تعتبر السرقة الأخيرة لإدارة بوش . ليس فقط أنها تحول مليارات الدولارات من الثروة العامة إلى أيدي الشركات المرتبطة سياسيا ( أحد خصائص بوش ) , بل إنها تنقل عبء دين ضخم كهذا إلى الإدارة القادمة الأمر الذي سيجعل القيام باستثمارات حقيقية في البنية التحتية الخضراء و الرعاية الصحية الشاملة أقرب للمستحيل . إذا لم يتم إيقاف هذا النهب الأخير ( و نعم ما يزال هناك وقت ) يمكننا أن ننسى ما يتعلق بقيام أوباما بأشياء جيدة في الجوانب الأكثر تقدمية من برنامج حملته , دعك من الأمل أنه سيقدم للبلد نوعا ما من العقد الجديد الأخضر الإجمالي .
قارئو عقيدة الصدمة يعرفون أن السرقات الرهيبة عادة ما تقع أثناء فترات الانتقال السياسي الدرامي . عندما تتغير المجتمعات بسرعة , يركز الإعلام و الناس بشكل طبيعي على السياسات الكبيرة "ب" – التي تحظى بأكبر الاهتمام , أي ما الذي يقال في الحديث الأقرب . في تلك الأثناء , و في منجاة من الرقابة العامة فإن السياسات بعيدة المدى المؤيدة للشركات تثبت في مكانها مقللة بشكل دراماتيكي من الاحتمالات المستقبلية للتغيير الحقيقي .
ليس من المتأخر بعد إيقاف السرقة التي تجري , لكن لا يمكن الانتظار حتى التنصيب . عدة مبادرات كبرى لتحويل طبيعة خطة الإنقاذ تتقدم بالفعل , بما في ذلك bailoutmainstreer.com . أضيف اسمي إلى "دعوة للفعل : وقت لأمريكا خضراء في القرن 21" و أدعوكم لتفعلوا نفس الشيء .
إيقاف المستفيدين من خطة الإنقاذ يدور عن أشياء أكبر من مجرد المال . إنه يتعلق بالديمقراطية . إنها , على وجه التحديد , تتعلق بما إذا كان الأمريكيون سيكونون قادرين على القيام بالتغيير الذي صوتوا من أجله للتو بشكل نهائي هكذا.
الجمل- ترجمة : مازن كم الماز
ناعومي كلاين
نقلا عن www.zcommunications.org/znet/ViewArticle/19399
إضافة تعليق جديد