التخلص من الكيميائي السوري يمهد الطريق لـ«جنيف 2» ومنطقة خالية من «الدمار الشامل»
بالترافق مع بدء مهمة خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس عن ارتياحه لسير العمل على إتلاف الأسلحة الكيميائية السورية، واعتبر أنه يسير «على الطريق الصحيح». وبدا أن الوقت بات مناسباً، كي يوجه بوتين شكره للولايات المتحدة والدول التي دعمت مبادرته لتدمير تلك الأسلحة، وأيضاً تلك الدول التي كانت «تميل إلى الحل العسكري»، لكنها «وافقت على الاقتراح بشأن حل القضية بطريقة سلمية».
وأكدت الدبلوماسية الروسية أن نزع الأسلحة الكيميائية السورية سيعطي زخماً يدفع «نحو الاتفاق على تسوية سياسية للأزمة السورية وعقد مؤتمر «جنيف-2»، وسيمهد الطريق إلى هدف أبعد وهو إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، على حين اقترحت نظيرتها الإيرانية انضمام جميع الأطراف الإقليمية لمعاهدة حظر الكيماوي أسوة بدمشق، ذاكرة بشكل خاص إسرائيل.
وخلال مشاركته في منتدى «روسيا تنادي!» الاستثماري، اعتبر بوتين أن تنسيق الخطوات بين الدول المشاركة في عملية التسوية في سورية قد يسمح بتجنب سيناريو استخدام القوة في هذا البلد، وقال: «أعتقد أنه إذا كنا نواصل العمل بمثل هذا المستوى من التنسيق، فلن يكون هناك حاجة إلى استخدام القوة وزيادة عدد المتضررين والضحايا على الأرض السورية التي عانت طويلاً».
وأعرب عن ارتياحه لسير العمل على إتلاف الأسلحة الكيميائية السورية. وقال: «نظراً لسير العمل المتعلق بتدمير الأسلحة الكيميائية السورية، أصبحت لدينا كل الأسس للاعتقاد أننا على الطريق الصحيح».
ولفت الرئيس الروسي إلى أن الفضل في وضع خطة تدمير الأسلحة الكيميائية السورية يعود ليس إلى روسيا فحسب، «بل إلى الولايات المتحدة والرئيس باراك أوباما الذي اتخذ القرار بهذا الشأن، كما أنه جاء نتيجة لجهودنا الجماعية في مجلس الأمن الدولي».
وأشاد في هذا الخصوص بالموقف الثابت للصين والهند والبرازيل والأرجنتين وإندونيسيا. كما أعرب عن شكره للدول التي كانت تميل إلى الحل العسكري، لكنها وافقت على الاقتراح بشأن حل القضية بطريقة سلمية، مشيراً بشكل خاص إلى فرنسا وبريطانيا وتركيا.
بدوره، أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن نزع الأسلحة الكيميائية السورية سيمهد الطريق أمام التعامل مع مشكلة أصعب تتمثل بالوصول إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.
وفي مقابلة مع «روسيا اليوم»، قال تشوركين إن نزع الكيميائي السوري «سيعطي زخماً سياسياً يساعدنا على التحرك من الاتفاق بشأن الأسلحة الكيميائية في سورية نحو الاتفاق على تسوية سياسية للأزمة السورية وعقد مؤتمر جنيف -2».
من جهته، رأى رئيس مجلس الدوما (النواب) الروسي سيرغي ناريشكين، أن مبادرة بوتين بشأن الأسلحة الكيماوية السورية تؤكد إمكانية التسوية السلمية للأزمة السورية.
وأمام دورة الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، عزا ناريشكين لجوء موسكو ثلاث مرات إلى الفيتو في مجلس الأمن الدولي، إلى عدم إمكانية سكوت روسيا عن غياب العدالة، والقبول بالاعتداء على الضعيف.
وقال: «منذ البداية، دافعت موسكو عن تسوية سلمية للأزمة السورية بالغة الصعوبة... واعتبرنا، ولا نزال، أن إمكانيات التسوية السلمية لأي أزمة حادة لا تكون مستنفدة.. وإن كان هناك من سيقول إنه يجب اللجوء بداية إلى سبل غير دبلوماسية وتوجيه ضربة عسكرية إلى بلد مستقل.. فإننا لا نتفق مع ذلك».
وأضاف رئيس مجلس الدوما قائلاً: إن «إمكانية التسوية السلمية للمسألة السورية تؤكدها المبادرة الروسية.. مبادرة الرئيس الروسي بشأن وضع الأسلحة الكيميائية في الأراضي السورية تحت رقابة دولية.. وجميعنا يرى كيف يبدأ تفعيل هذه المبادرة».
وجدد ناريشكين تأكيد الموقف الروسي بشأن ضرورة تسوية الأزمة في سورية سياسياً، مشيراً إلى أن موسكو كانت دائماً تصر على عقد مؤتمر «جنيف-2» بحضور ممثلي السلطات السورية والمعارضة.
وأضاف: «في إطار هذه العملية يجب حل قضية اللاجئين السوريين». وأكد أن اللاجئين يحتاجون إلى مساعدات عاجلة، وأن «روسيا كانت ولا تزال تقدم مثل هذه المساعدات، وستواصل تقديمها بالطبع».
في طهران، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن بلادها قدمت مقترحاً لانضمام الدول والأطراف، التي لم تنضم حتى الآن إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية.
وقالت أفخم في معرض ردها على سؤال حول المقترح الذي قدمته إيران بشأن انضمام سورية إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية: «بما أن قرار المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وضع إجراءات تتجاوز قرارات والتزامات معاهدة الأسلحة الكيميائية حول سورية، فقد تم إدراج ملحق في نص الفقرة ذات الصلة، والتي بناء عليها اتخذ هذا القرار في ظروف سورية الخاصة والاستثنائية ولا يؤدي إلى إحداث سابقة لمستقبل معاهدة الأسلحة الكيميائية».
وأضافت قائلةً: «نظراً لانضمام سورية إلى المعاهدة، مازالت هنالك في منطقة الشرق الأوسط بعض الأطراف ومنها الكيان الإسرائيلي، كحالات وحيدة، لم تنضم للمعاهدة، لذا فإن الجمهورية الإسلامية في إيران اقترحت أن تقوم الدول غير المنضمة للتصديق على المعاهدة على وجه السرعة وهو إجراء يصب في مسار أمن المنطقة والنظام الدولي».
ولم تستبعد إسرائيل أن تنضم لمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية. وقبل أيام أكد الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أن الحكومة الإسرائيلية ستنظر بجدية إلى هكذا إجراء.
الوطن
إضافة تعليق جديد