البيوت الشامية القديمة فنادق ومطاعم 5 نجوم
برزت في العاصمة السورية دمشق مؤخراً ظاهرة جديدة لم تألفها الحارة الشامية من قبل تتمثل في تحويل البيوت القديمة إلى مطاعم وفنادق واستغل المستثمرون في هذا المجال جمال معمار البيت الدمشقي الذي يمتد تاريخه إلى ثلاثة قرون، وأسهمت مفردات هذا البيت من مساحة واسعة، وباحة كبيرة، وبحيرات وغرف كثيرة، في اختيار هذا النوع من الاستثمار، ويعزو أصحاب التجربة اهتمامهم بالبيت الدمشقي إلى ما يمثله من ثقافة وحضارة وتاريخ عريق.
مايا معمر باشي صاحبة أحد الفنادق تقول: أهمية تحويل البيت الشامي القديم إلى فندق تعود إلى ضرورة تقديم نمط مغاير من الفنادق يختلف عن الفنادق الموجودة وسط صخب وضجيج دمشق الجديدة حيث الاكتظاظ السكاني، وهدير محركات السيارات والتلوث إلى غير ذلك من المنغصات التي يواجهها زوار المدينة، والنموذج المغاير يتمثل في البيت الدمشقي التقليدي، حيث يعيش السائح العربي أو الأجنبي وسط مكان تراثي سبق وان سمع أو قرأ عنه، هنا يعيش الزائر وسط جو هادئ بعيداً عن الضوضاء والضجيج.
ولاستقطاب السياح إلى تلك الفنادق والمطاعم يتم ترميم البيت الدمشقي القديم بكل ما يحتويه،من فتحات سماوية، وزخارف ورسوم تأسر الألباب، حيث يتم ترميم وإبراز هذه التفاصيل بدقة كما هو الأصل بالاستعانة بالعمالِ المهرة، ويبلغ مجمل تكاليف هذهِ العمليات في بعض الحالات مليوناً ونصف المليون دولار كما في حالة فندق مايا معمر باشي التي تؤكد أن الفندق الذي تملكه أول فندقٍ يُقام في أجواءٍ شرقية تبدأ بالبيتِ ذاته، ومفرداتِ الفندقِ النحاسية والخشبية، مروراً بالستائر والتحف التي وضعت بعناية في أرجاءِ الفندق، وصولاً إلى أسماءِ الغرف والأجنحة التي تستوحي الرموز الشرقية المهمة مثلَ هارون الرشيد وعنتر وعبلة وسليمان القانوني، وهو ما يزيد فكرةَ هذه الفنادق قوةً وعمقاً.
محمد الحموي صاحب أحد المطاعم يقول عن التجربة: وضعت قسماً كبيراً من المال الذي جنيته خلال حياتي في ترميم بيتي الخاص وتحويله إلى مطعم عسى أن أحافظ على دمشق القديمة وأجوائها من الاندثار.
ويقول مدير أحد الفنادق في دمشق القديمة: إذا أردت أن تقيم تجربة الفندق اقول انها ناجحة، فمنذ أكثر من عام على افتتاحه أصبح مشهوراً لكثير من السياح الأجانب تحديداً، ورغم وجود الفنادق الضخمة فإن الكثير من السياح يفضلون فنادق دمشق القديمة لأنها أكثر ملاءمة لهم، على اعتبار أن التجول في المدينة القديمة وأسواقها، والاطلاع على أوابدها التاريخية أهم ما يدفع السائح لزيارة دمشق.
نجلاء بكرو
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد