البشير يتحدى المحكمة الدولية: حــلّ شــامـل لأزمــة دارفــور

24-07-2008

البشير يتحدى المحكمة الدولية: حــلّ شــامـل لأزمــة دارفــور

حاملاً وعود سلام وازدهار، وخطة »حلّ شامل«، زار الرئيس السوداني عمر البشير، أمس، كبرى مدن دارفور الشمالية والجنوبية، في ما يبدو أنه »تحدٍّ« مزدوج: للجماعات المتمردة على السلطة المركزية في الخرطوم في الإقليم السوداني المضطرب؛ ولمحكمة العدل الدولية التي تدرس منذ أسبوع طلب الادعاء عليه وملاحقته بتهم ارتكاب »جرائم ضد الإنسانية« و«إبادة« في دارفور. البشير يلقي خطاباً أمام مناصريه في الفاشر في دارفور أمس.
تزامن ذلك مع كشف جامعة الدول العربية أخيراً عن تفاصيل »خطة تحرك« تبناها اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم السبت الماضي. وتقضي الخطة بإنشاء محاكم سودانية خاصة لمقاضاة المتهمين بارتكاب »الجرائم مهما كانت« في دارفور، بالتعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية.
وأوضح بيان للجامعة أن الخطة تعطي »الأولوية للتسوية السياسية لقضية دارفور... والاستفادة من جهود دول الجوار«. وأكد مدير مكتب
الأمين العام للجامعة، هشام يوسف، أن السودانيين »وافقوا« على إنشاء المحكمة، وأن البشير نفسه لن يُستثنى من صلاحيتها رغم حصانته الرئاسية، فيما أكدت الجامعة في بيانها أنها ستطلب من مجلس الأمن إيقاف تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في جرائم دارفور.
وتتمثل أهمية هذه الخطة بأن قانون إنشاء المحكمة الجنائية الدولية يمنع تدخلها في بلد معين، إذا وُجد فيه قضاء محلي ينظر في القضية التي تلاحقها المحكمة. وهي تتضمن أيضاً »تعزيز دور قوة يوناميد (الافريقية الدولية المشتركة)... وتأمين التعاون الثلاثي بين السودان والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في تقديم المساعدات الإنسانية لأهل دارفور«.
في هذه الأثناء، احتشد نحو ستة آلاف متظاهر من مناصري الحكومة في الفاشر، من موظفين وأفراد قبائل وطلاب، للترحيب بالزيارة النادرة لرئيسهم، الذي أدى رقصته المعهودة ملوحاً بعصاه يمنة ويسرة في الهواء.
وتحدث البشير عن مبادرة شاملة لحلّ أزمة دارفور، تجمع المشاكل الأمنية والتنموية للإقليم: »سوف نرفع الظلم الذي حدث لأهل دارفور، وسنردّ المظالم ونعطي كل ذي حق حقه... والسودان ماضٍ في خطته لتحقيق السلام في دارفور... والأمن لكل مواطن (نازح) يريد الرجوع، نوفر له خدمات التعليم والصحة والماء«.
وإن أقرّ البشير بوقوع »تجاوزات«، لكنه أكد أن دارفور »ستعود إلى سيرتها الأولى«. وتابع »إن هناك محاولات لتقسيم دارفور إلى أعراق وشعوب، ولكننا لن نسمح لهذه المحاولات بأن تنجح«. لكن هذا الكلام لم يمنع عددا من النازحين من التوجه إلى البشير باللوم على إهمالهم، فردّ بالقول »الحرب أعاقت التنمية، ليس فقط في دارفور، بل في كل السودان«، مؤكداً أن حكومته تبذل أقصى الجهد لحل الأزمة.
وجدد البشير رفض السودان لأي تدخل في شؤونه الداخلية، ولأي »ابتزاز سياسي«، محذراً من أن »السودان قادر على الدفاع عن أرضه ومكتسباته وإنجازاته«. واستعرض إنجازات عهده الاقتصادية والأمنية والديموقراطية، التي »حرّكت الأعداء لإيقاف تلك المسيرة وتعطيلها«. ووصف الكلام عن »إبادة جماعية« و«تطهير عرقي« في دارفور بأنه »افتراءات كاذبة وباطلة«، متسائلاً »إذا كان الأمر كذلك، فلماذا يلجأ مواطنو تلك المناطق للمواقع الآمنة تحت سيطرة القوات النظامية؟«.
وبعد الفاشر، حيث المقر العام لقوة السلام المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، توجه الرئيس السوداني إلى نيالى، كبرى مدن جنوب دارفور، برفقة كبار المسؤولين وعدد كبير من الصحافيين، حيث كان في استقباله آلاف المناصرين. وسيواصل البشير اليوم جولته الأولى منذ عام ونيف ، متوجهاً إلى مدينة الجنينة الغربية.
وانضمت أريتريا أمس إلى الدول الداعمة للبشير، واصفة التهم الموجهة إليه بـ»المهينة«، فيما اتهم »جيش جنوب السودان« القوات الحكومية بمداهمة قرية»وإحراقها« في منطقة أبيي النفطية المضطربة أمس الاول، وهو ما نفته الخرطوم على الفور. وكانت القرية شهدت اشتباكات ضارية في أيار الماضي، أعقبها اتفاق على خريطة طريق لحل الأزمة بقوة مشتركة تحرس المنطقة مع سحب الجيشين منها.

المصدر: وكالات 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...