البحث عن مضادات حيوية.. في المحيطات
بدأ فريق من الباحثين، العمل على اكتشاف مضادات حيوية جديدة تستخرج من أعماق المحيط، في مشروع تبلغ كلفته ثمانية ملايين جنيه استرليني (حوالي 12 مليون دولار أميركي).
ويعمل فريق البحث، الذي يقوده علماء من جامعة «أبردين» في بريطانيا، على الوصول إلى المواد الكيميائية التي لم تكتشف بعد ضمن الحياة داخل الخنادق البحرية في أعماق المحيطات.
ويعتقد الباحثون أن هناك احتمالاً كبيراً لأن يتم التوصل إلى مضادات حيوية في تلك الأماكن العميقة.
ويعمد فريق البحث الدولي إلى استخدام قوارب الصيد لإرسال المعدات، التي ستجمع عينات الرواسب من قاع المحيط وهي متصلة بمجموعة من الكابلات، وسيعمل في ما بعد على استخراج أنواع مميزة من البكتيريا والفطريات من تلك الرواسب، التي سيجري تحليلها وتنقيتها حتى تستخرج منها المضادات الحيوية.
وتبدأ عمليات البحث، التي يموّلها الاتحاد الأوروبي، مع فصل الخريف المقبل للبحث في الخنادق البحرية العميقة القريبة من نيوزيلندا ومياه القطب الجنوبي. كما تشمل عمليات البحث مياه منطقة القطب الشمالي، بالقرب من النروج.
ويشير الباحثون إلى أنّ سبب انطلاق هذا المشروع يأتي نتيجة للوصفات الطبية غير الدقيقة للمضادات الحيوية والاعتماد الزائد على العقاقير الطبية، حيث حدثت زيادة سريعة في الجراثيم المقاومة، ما جعل الخبراء الطبيين يتخوفون من أن تفقد المضادات الحيوية القوية تأثيرها.
من جانبها، قارنت مسؤولة الشؤون الطبية في وزارة الصحة البريطانية سالي ديفيز بين تلك المخاطر ومخاطر الاحتباس الحراري، مؤكدة أن العمليات الروتينية يمكن أن تصبح قاتلة نتيجة للمخاطر الناجمة عن الإصابة بالعدوى التي لا يمكن علاجها.
واعتبر رئيس فريق البحث أستاذ علم الكيمياء في جامعة «أبردين» مارسيل جاسبار أنه «إذا لم يجر القيام بأي شيء لمقاومة تلك المشكلة، فسنعود مرة أخرى إلى حقبة ما قبل المضادات الحيوية خلال فترة تتراوح ما بين عشر سنوات إلى 20 سنة، حيث يمكن للجراثيم والعدوى البسيطة أن تصبح قاتلة»، مضيفاً أنه منذ العام 2003 لم يجر تسجيل أي مضاد حيوي جديد، «ويعود السبب في جزء من ذلك إلى قلة اهتمام شركات الأدوية بإنتاج مضادات حيوية لأن العملية ليست مربحة».
وأوضح جاسبار أنه يتوقع أن يعمل العلماء على بحث العينات في المعمل خلال 18 شهراً، لافتاً إلى أنه في حال اكتشاف عقاقير جديدة للعلاج، فمن الممكن أن تتوافر تلك العقاقير خلال عقد من الزمان.
(«بي بي سي»)
إضافة تعليق جديد