الاوسكار: جوائز الروح المستقلة، بين الامس واليوم
ربع قرن مضى على تأسيس مجموعة صغيرة من صناع الافلام متواضعة الميزانية في الولايات المتحدة، رابطة اطلقوا عليها اسم Friends of Indies او "اصدقاء المستلقين".
الرابطة سعت الى تكريم الاعمال السينمائية المستقلة من خلال تنظيمها حفلا سنويا تمنح خلاله جوائز رمزية للعاملين في مجال صناعة هذا النوع من الافلام.
مناسبة لاكتشاف المواهب الجديدة
حفل جوائز الروح المستقلة او Independent Spirit Awards، كان قبل خمسة وعشرين عاما، مناسبة لاكتشاف المواهب الجديدة في عالم صناعة السنيما الامريكية المتواضعة الميزانية.
مواهب، كانت في السنوات الاولى لانطلاق الحفل، تكرّم بالحصول على جائزة رمزية، هي عبارة عن رباط حذاء، للدلالة على نجاح المستقلين في تحقيق ابداع فني بميزانية وكأنها مجازا، تقارب سعر هذا الرباط.
لكن مع الوقت، تغيرّ مفهوم استقلالية الافلام وبات اكثر تعقيدا.
تغيّر مفهوم استقلالية الافلام
فكثير من الافلام التي تصنف على انها مستقلة في ايامنا هذه، هي افلام انتجت بميزانية اجمالية لا تتعدى العشرين مليون دولار.
ولا مانع ان تكون من انتاج استوديوهات تجارية معروفة، شرط ان يساهم في انتاجها كذلك، مصدر مستقل واحد على الاقل.
ما يعني ان معظم الاعمال التي تنتجها هوليوود حاليا، باتت تتطابق مع شروط هذه الفئة، حسب وصف الناقد السينمائي ليونارد مالتين.
وفي الواقع، عدد كبير من الافلام التي تتنافس على جوائز الاوسكار هذا العام، هي نفسها التي هيمنت على جوائز الروح المستقلة.
ابرزها كان فيلم بريشس للمخرج لي دانييلز، والذي فاز بخمس جوائز مستقلة، وهو يتنافس في ٧ آذار مارس على ست من جوائز الاكاديمية.
هوليوود تتنافس مع المستقلين اذن، وهو ما يرى فيه الممثل المستقل سليمان سي سافان عائقا امام المواهب الجديدة التي لطالما عولت على المهرجانات المستقلة للعبور الى عالم الاحتراف السينمائي.
ويتخوف سافان بأن يكون حفل الاعمال المستقلة الذي كان ينظر اليه في السابق على انه منجم لاكتشاف المواهب الثمينة والمغمورة، قد تحول اليوم، الى مجردّ احتفال تكميلي لتكريم اعمال من انتاج استوديوهات هوليوود التجارية.
تماهي الحدود بين التجاري والمستقل
الجوائز المستقلة لم تعد تشكل اذن في نظر البعض، بوابة عبور الى الشهرة كما كانت في الماضي، حين ساهم حفل الجوائز المستقلة تحديدا، في اكتشاف مواهب سينمائية باتت اليوم من اعمدة هوليوود، ابرزها المخرجين مارتن سكورسيزي، واوليفر ستون، وكوينتن تارانتينو.
ولكن تماهي الحدود بين المستقل والأفلام الكبيرة قد يكون فيه حسب رأي مراقبين، ضمان بأن الميزانيات الضخمة لأفلام التقنيات المتطورة لا تُخرج الأعمال صاحبة الأفكار الفنية الملتزمة والقدرة الإنتاجية المتواضعة، من المنافسة.
يذكر ان حفل جوائز الروح المستقلة يضم 17 فئة، منها فئة جائزة أحسن فيلم التي تمنح للمنتجين، وقد فاز بها هذا العام، فيلم بريشس المبني على قصة حقيقية لمراهقة امريكية من اصول افريقية، تتعرض للاعتداء الجنسي من قبل والدها.
أما جائزة أحسن فيلم أول فتمنح للمنتج والمخرج معا، وقد حصل عليها ايضا فليم بريشس، الذي كان الفائز الاكبر في حفل مساء الجمعة ٥ مارس، والذي اقيم في لوس انجلس، بحضور عدد كبير من ابرز نجوم هوليوود.
اما جائزة چون كاساڤيتيس الخاصة بالأفلام دون نصف المليون ميزانية، والتي تمنح للكاتب والمخرج والمنتج معا، فكانت هذه السنة من نصيب فيلم Humpday للمخرجة المستقلة لين شالتون.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد