الإيمان بعيد الحب مصيره الموت في «حياة أخرى»

20-10-2009

الإيمان بعيد الحب مصيره الموت في «حياة أخرى»

أقدمت فضائية «روتانا خليجية» على خطوة جديدة تمثلت في إنتاج سلسلة حلقات يبدأ عرضها أول الأسبوع وتنتهي بانتهائه، متنوعة الجنسيات والمواضيع. لكن هل تكللت هذه الخطوة بالنجاح؟ لا يشي المسلسل السوري «حياة أخرى» (إخراج سيف شيخ نجيب) الذي عرض مؤخراً بذلك، إذ لم تستطع كاتبته لبنى مشلح أن تبني أحداثاً ومصائر لشخصياته، بعيـــداً عن أحداث ومصائر شخصيات «أهل الغرام» الذي شاركت زهير قنوع في كتابة الجزء الأول منه.
بدا ذلك من خلال مصير «الكوبلات» (الثنائيات) الخمسة التي قدمتها من العشاق والتي انتهت بالإخفاق من دون تسويغ درامي ومنطقي. بقي الاستثناء علاقة سادسة، وهي الأقدم، توافر لها فعلاً دوافع الإخفاق وجسدتها ضحى الدبس وأيمن بهنسي، حيث أفسد المال الرجل ودفعه إلى الزواج مرة ثانية والانفصال عن زوجته، مخلفاً لها ابنة (قمر خلف) التي تحلم بالارتباط بحبيبها (محمد قنوع) في يوم عــيد الحب، وهو ما لا ينجح أيضاً، فيتأجل الأمر إلى العام التالي.
للوهلة الأولى، يعتقد المشاهد أن الكاتبة لعبت على حدث عيد الحب لتجعل من بهجة ليلته فرصة لعدم تكرار انفصال عائلة أخرى جسدها فادي صبيح وديمة قندلفت، إلاّ أنها ومن دون أن تدخل في أسباب برود الحب فجأة لدى الزوج وتفضيله حياة اللهو وتعاطي «الحشيشة»(!)، كان بانتظار العلاقة، كما كل العلاقات في المسلسل، مصير قدري مضحك أكثر مما هو مقنع من الجهة الدرامية والمنطقية. فعلى طريقة المصادفة تقرر شخصية صبيح، الاحتفاء بليلة عيد الحب في المطعم الذي تعمل به شخصية قنوع (الذي يتمكن من إيقاد رماد الحب في قلبه تجاه زوجته ويصطحبه معه ليقدما تهنئة العيد في المنزل)، والمصادفة ذاتها تدفعهما للركوب في سيارة أجرة صاحبها (محمد آل رشي) تزوج امرأته (أناهيد فياض) من غير حب، وكنتيجة لسرعته في القيادة يدهس بوّاب إحدى البنايات!. يصاب السائق بانهيار عصبي، بينما تصاب شخصية صبيح ببعض الكدمات، ورغم ذلك يكتشف الطبيب قطــعة «الحشيشة» في جيب الأخير ويسلمها إلى الشــرطة. وهــنا يتجلى عدم مطـــابقة الحــوار مع الحـــدث، فإصـــابة الأخــير بالكدمات لا تعني فقــدانه للوعي، ولا قدرة الطبيب على تفتيش ملابسه!
الخاتمة لم تــأت مقــــنعة درامياً، بالضبط كما معظم القصص. كما لو ان الكاتبة تبنــت شعاراً واحـــداً عمـــلت عليه هو هدم الإيمان بعيد الحب، هدم كـــان ليكون جذاباً درامـــياً لكنه ارتكب الكثــير من «الانتقام» من شخصياته ففقدت الحبكة مغزاها!
تعرضه قناة «روتانا خليجية» عند الساعة السادسة مساء من السبت إلى الجمعة.

نضال بشارة

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...