الأمطار والسيول تسبب بأضرار في حلب والحسكة والمهاجرين
أدت الأمطار الغزيرة المصحوبة بالبرد التي شهدتها محافظة الرقة أمس إلى تشكل سيول جارفة في الوديان والمسيلات وغمر المناطق المنخفضة وبعض الحقول الزراعية المجاورة بالمياه.
وقال المهندس حسن السليمان مدير زراعة الرقة إن الأمطار شملت معظم مناطق محافظة الرقة واستمرت لساعات متأخرة من الليل وعادت مجدداً للهطول منذ ساعات الصباح الباكر من هذا اليوم وسجلت منطقة بئر محيسن شمال الرقة أعلى معدل هطول حيث وصلت الكميات الهاطلة إلى نحو 28 مليمترا.
وأضاف أن الأمطار الغزيرة المصحوبة بحبات برد تجاوز قطرها 1 سم تسببت بأضرار أدت إلى رقاد كامل لمحصول القمح في الحقول الواقعة في ناحية سلوك ووصلت مساحتها حوالي 5000 دونم مزروعة بالقمح و 5000 دونم أخرى مزروعة بمحصول القطن والتي ستعاد زراعتها من جديد كما تضررت حقول مساحتها نحو 700 دونم مزروعة بالشوندر السكري.
وبين السليمان أنه تم تشكيل لجان فنية على الفور لحصر المساحات المتضررة جراء الهطولات المطرية الربيعية حيث تتابع هذه اللجان أعمالها في كافة مناطق المحافظة.
من جانبه أوضح العقيد فياض العبد الله قائد فوج إطفاء الرقة أن الأمطار غمرت بعض الشوارع في مدينة الرقة وضواحيها والقرى والبلدات البعيدة ما أدى لدخول المياه إلى المنازل المنخفضة ونشوب ثلاثة حرائق لمحولات كهرباء في مدينة الرقة في شارع القوتلي والمنطقة الصناعية وحريق رابع لمنزل في منطقة صراة عجاج أتى على كامل أثاثه ومحتوياته.
وأكد العبد الله أن آليات الإنقاذ وسيارات الإطفاء مصحوبة بالعناصر وآليات الشفط والسحب بالتعاون مع عناصر وآليات الدفاع المدني ومديرية الخدمات الفنية والمؤسسة العامة لاستصلاح الأراضي والشركة العامة للمشاريع المائية قامت بتسليك مجاري الصرف الصحي وفتح الشوارع وأقنية الصرف الزراعي المجاورة للتجمعات السكنية وسحب المياه المتجمعة داخل المنازل المتضررة.
وأوضح العبد الله أن المنازل المتضررة توزعت في كل من مواقع بلدات وقرى سلوك وحمام التركمان وخس عجيل والكرامة والأسدية وكسرة عفنان وغرناطة والجبلي والغوطة وكسرة محمد علي والدلحة والجبلي وحويجة شنان وعدد من شوارع وأحياء مدينة الرقة خاصة في مناطق السكن العشوائي والمخالفات لافتا إلى إخلاء الفوج للعديد من المنازل في قرى الطريفاوي والحسون الواقعة في بادية الكرامة حيث ساعد في تجميع اهالي هذه القرى بالمناطق المرتفعة.
بدوره أوضح فيصل الشيوخ رئيس بلدية سلوك أن الأمطار الغزيرة المصحوبة بالبرد إضافة إلى المياه المندفعة من الأماكن المرتفعة والسيول التي غمرت الأودية والمسيلات أدت إلى غمر المناطق المنخفضة وشوارع البلدة والعديد من البيوت ما أدى إلى هدم تصوينات عدد من المنازل في البلدة و في قريتي الحميرة وكصاص .
وأضاف الشيوخ أن آليات البلدية والخدمات الفنية قامتا بإخلاء المنازل المتضررة وسحب المياه منها وتعزيل وتسليك مجاري الصرف الصحي في الشوارع لافتا إلى حدوث أضرار في البنى التحتية للبلدة.
يذكر أن الامطار التي شهدتها المحافظة منذ ليلة أمس بلغت في الرقة نحو 10 مم وفي تل أبيض 7ر4 مم المنصورة 14 مم الكرامة 5ر6 مم وفي السبخة 17 مم وفي معدان 15 مم وفي جديدة خابور 21 مم وفي الجرنية 3 مم و في عين عيسى 9 مم .
وفي حلب أدت الهطولات المطرية الغزيرة امس إلى حدوث اختناقات مرورية وأضرار مادية.
وقالت المهندسة لمى العمار رئيس مجلس مدينة حلب إن كميات الأمطار الهاطلة على امتداد المحافظة أمس أدت إلى حدوث بعض الاختناقات المرورية في مناطق "جسر العوارض - جسر تشرين - الجندول - باب النيرب - نزلة الفيض" وأضرار مادية نتيجة دخول المياه إلى الأقبية والمنازل والمحال المنخفضة.
بدوره أوضح المهندس وائل علوان مدير عام شركة الصرف الصحي بالمحافظة أن أعمال ضخ المياه من الاقبية والمنازل المتضررة استمرت حتى ساعة متأخرة من الليلة الماضية مشيرا إلى أن كميات الهطول بلغت 65 مم خلال نصف ساعة بينما الطاقة الاستيعابية لشبكات الصرف الصحي مصممة لاستيعاب 20 مم خلال نفس الزمن.
هذا وقد بينت إدارة المرور في وزارة الداخلية أن جميع الطرق المؤدية إلى محافظة الحسكة سالكة عدا طريق القامشلي تل تمر بموقع قرية عين العبد وطريق الدرباسية الحسكة موقع تل بيدر وطريق تل بيدر قرية جميلو وطريق خربة الرحمانية علوني تل بيدر غير سالكة بسبب انجراف الطريق نتيجة السيول .
وأشارت الإدارة في نشرتها الصادرة اليوم إلى انه تم تحويل طريق الحسكة دير الزور إلى جسر الحدادية في بلدة العريشة نتيجة تحطم موقع جسر المليبية .
وفي محافظة طرطوس ذكرت أن جميع الطرق في المحافظة سالكة عدا طريق القدموس مصياف سالكة بصعوبة بسبب الضباب الكثيف.
من جهة أخرى أدت الأمطار الأخيرة التي هطلت في دمشق أول من أمس الخميس وبشكل غزير إلى غرق ثلاثة منازل وثمانية محال تجارية بمياه الصرف الصحي في حي المصطبة المقابلة لقسم شرطة الصالحية الجادة الثالثة في منطقة المهاجرين بدمشق دون وقوع أضرار بشرية.
وأثناء زيارتنا للمنطقة المذكورة أفاد الجيران في المكان ويقومون بتنظيف البيوت والشارع من بقايا الأوساخ والردميات أن الأهالي من النساء والأطفال خرجوا من بيوتهم إلى الشارع وهم في حالة ذهول يبكون ما حل بهم من مصيبة أصابت بيوتهم بأضرار جسيمة وضاعت معها أشياء كثيرة أفنوا جل عمرهم في توفيرها لأسرهم وأبنائهم ولم يكلف أحد من مسؤولي المحافظة أنفسهم للنظر بحالة هذه الأسر والوقوف على احتياجاتهم ومطالبهم إثر هذا الحادث المؤسف وتأمين المأوى المناسب كأبسط الحلول المؤقتة ريثما تعود منازلهم إلى حالتها الطبيعية قبل الحادثة علماً أن أحد هذه البيوت تضرر بشكل كامل.
وبحسب أهالي المنطقة وأصحاب البيوت المتضررة فإن أحد البيوت فاض بمياه الصرف الصحي إلى ارتفاع قارب المترين ما دعا الجيران إلى اللجوء لكسر إحدى النوافذ المطلة على الشارع العام لإنقاذ أصحابه حيث تحولت النافذة إلى قناة لتصريف مياه الأمطار والصرف الصحي من داخل البيت إلى الشارع بعد أن تجمعت المياه في كل أرجاء المنزل من خلال إحدى فتحات الصرف الخاصة بالمنزل والتي تحولت إلى نبع تفور منها مياه الصرف بشكل غزير.
منزل آخر تعرضت أرضيته وبلاطه للعطب بشكل كامل أيضاً من آثار الصرف الصحي وأدت هذه المياه أيضاً إلى تضرر جدران أحد المنازل وتشقق بعضها وعطب الكثير من التجهيزات الكهربائية والتمديدات الصحية عدا التلف في الأثاث الذي لم ينج منزل منها.
حضر في يوم الحادثة عناصر الدفاع المدني والإطفاء وعدد من عمال المحافظة لإزالة آثار الردميات وبقايا الأوساخ الناتجة عن فيضان الصرف الصحي وحضر إلى المكان أمس عناصر شركة الصرف الصحي بدمشق الذين أحدثوا حفرة كبيرة أمام المنازل المتضررة لمعالجة أنابيب الصرف الصحي في الحي المذكور والذي وجهت الاتهامات من قبل أهالي الحي إليه في حصول هذه المشكلة الكبيرة.
وكان أهالي الحي عزوا هذا الموضوع إلى مشكلة الصرف الصحي ومتعهد مشروع صيانته قبل نحو شهر من الآن في حي المصطبة حيث انتقل المتعهد إلى حي آخر دون أن يقوم بإزالة وترحيل المخلفات والأنقاض من حي المصطبة التي بقيت نحو شهر في الحارات قبل أن تؤدي وتسهم في انسداد مجارير الصرف الصحي في المنطقة وأدت إلى ما أدت إليه ويحمل الأهالي المسؤولية أيضاً إلى جهاز الإشراف وإلى شركة الصرف الصحي والبلدية والمحافظة حيث ينال كل منهم نصيبه من المسؤولية.
المصدر: الوطن+ سانا
إضافة تعليق جديد