اعتقال الزيدي «يفجّر» البرلمان العراقي
فجرت قضية اعتقال الصحافي العراقي منتظر الزيدي، الذي قذف الرئيس الأميركي جورج بوش بحذائه، مشادة حامية داخل البرلمان العراقي، أجبرت رئيس البرلمان محمود المشهداني على إعلان استقالته. إلا أن البارز أمس كان »تظاهرة الأحذية« أمام البيت الأبيض، وتم خلالها وضع أحذية عليها أسماء شهداء سقطوا في العراق. كما قام مناهضون للحرب بتعليق أحذية أمام مركز تجنيد لعناصر المارينز، خلال تظاهرة في باركلي في كاليفورنيا. وأعلن تحالف »أوقفوا الحرب« تنظيم »تظاهرة أحذية« أمام السفارة الأميركية في لندن غدا الجمعة.
وقال مستشار النائب الأول لرئيس البرلمان وسام الزبيدي إن نواب الكتلة الصدرية قاطعوا جلسة البرلمان لدراسة مشروع قانون قدمته الحكومة حول انسحاب قوات الاحتلال، غير الأميركية، من العراق في موعد أقصــاه نهاية تموز المقبل.
وأضاف الزبيدي أن نواب الكتلة الصدرية طالبوا بأن يتم بحث قضية الزيدي والاتهامات بتعرضه إلى الضرب خلال اعتقاله، فيما صاح آخرون أن القضية من اختصاص القضاء، ما فجر الجدل، موضحا انه وفيما كان النواب يصرخون على بعضهم البعض، قاطعهم المشهداني بقوله »لا يوجد أي شرف في قيادة هذا البرلمان وأنا أعلن استقالتي«.
وأكد مسؤول في مكتب المشهداني استقالة رئيس البرلمان، إلا انه أشار إلى انه غير متأكد مما إذا كانت جدية، موضحا انه قام بهذا الأمر بسبب غضبه.
وكان من المتوقع أن يظهر منتظر الزيدي أمام قاضي التحقيق في المحكمة المركزية الجنائية، التي تنظر خصوصا في القضايا المتعلقة بالإرهاب، والتي تقع في المنطقة الخضراء، إلا أن القاضي زاره في زنزانته وطلب من عائلته العودة إلى المحكمة بعد ٨ أيام، حسب ما قال شقيق مراسل قناة»البغدادية« ضرغام. وأضاف »هذا الأمر يعني أن شقيقي تعرض إلـــى ضرب مبرح وهم يخافون من أن يفـــجر ظهوره الغضب في المحكمة«.
وكان مستشار الأمن القومي موفق الربيعي أكد، لقناة »السومرية«، أن الزيدي »لم يتعرض لأي معاملة غير إنسانية«، مضيفا »القضاء العراقي له مطلق الحرية في إطلاق سراحه أو إصدار الحكم المناسب عليه«.
وتابع »التعبير عن الرأي يجب ألا يكون بهذه الطريقة الهمجية.
كان يمكن أن يستعمل القلم والصوت والكثير من الوسائل الأخرى ليعبر عن وجهة نظره بطريقة حضارية لكنه فضل اختيار هذه الطريقة الهمجية التي يتبرأ منها الشعب العراقي«.
وأعــــلن ضياء السعدي، نقيب المحامين العراقيين ومحامي الزيدي، أن أكثر من ألف محام عرضوا الدفاع عن موكله.
وقال »يـــوم غد (اليوم) سنتقدم بطلبين: الأول مقابلة المتهم وبالوقت الكـــافي لغرض الاطلاع على أوضاعه الصحية وطلباته ومدعياته لغرض بناء الدفاع القانوني عنه«.
وأضاف »الطــــلب الآخر هو الدعوة إلى إطـــلاق سراحـــه بكفالة تؤمن حضـــوره أمام قاضي التحقـــيق عند الـطلب«.
وتابع »سنطالب بإطلاق سراحه بكفالة لان المواد القانونية أجازت تقديم مـــثل هذا الطــلب ولان التحقيق شارف على الانـــتهاء، ولأنه ليس هناك أي خشية من هروبه«.
وأكد بوش، لشبكة »سي ان ان«، أن على السلطات العراقية عدم »الإفراط في الرد« على الصحافي.
وقال »لا اعرف ما ستفعله« السلطات، مضيفا »عليها الا تتصرف بإفراط« مع الزيدي، مكررا ان حادثة قذفه بالحذاء »كانت احدى اغرب اللحظات خلال رئاسته«.
وخلال زيــــارته للبصرة، طلب رئيس الوزراء البريطـــاني غوردون براون من جنوده ممازحا خــلع أحـذيتهم.
وأوضــــح »سأقول لكم قبل ان ابدأ انه يتوجب علــــيكم خلع أحذيتكم لان اللعبة المفضلة (لدى العراقيين) مؤخرا اصبحت رشق الناس بالأحذية«.
في هذا الوقت، تظاهر عراقيون في شوارع الاعظمية في بغداد والفلوجة للمطالبة بالإفراج عن الزيدي.
وتظاهر عدد من الأتراك أمام السفارة العراقية في أنقرة، وحوالى ١٥٠ صحافيا باكستانيا أمام نادي الصحافة في مدينة لاهور.
كما تـــظاهر ٥٠ شخصا في مدينة كراتشي، وحمـــلوا نموذجا لحذاء بطول ثلاثة أمتار كتب عليه »إلى بوش مع الحب«.
وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، في روما، إن حادث إلقاء الحذاء على بوش يعكس وجود حالة من الغضب لدى قطاعات واسعة من العراقيين والعرب إزاء ما شهدته المنـــطقة على مدار السنوات الماضية من مواجـــهات أســـفرت عن وقوع آلاف الضحايا والـــدمار في الممتلكات العامة والخـاصة.
إلى ذلك، استبعد عدي، شقيق منتظر، أن يكون الحذاء الذي قذف به بوش صنع في لبنان أو تركيا أو الصين.
وقال انــــه »عراقي الصنع مئة في المئة«، موضحا أن الحذاء من إنتاج مصـــنع في بغداد تابع لشـــركة علاء حداد.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد