استهلاك المولات تغيير «المعنى» أم «المبنى»؟!
زبائن خمس نجوم!!
بعد انتشار المولات التجارية بشكل واسع في دول الجوار وجذبها للعديد من المتسوقين السوريين على مدى سنوات أخذت هذه الظاهرة بالتوسع والانتشار في السوق السوري وباتت تشكل مقصداً لشرائح مختلفة من المستهلكين الذين وجدوا فيها احتياجاتهم من مختلف المواد إلى جانب توافر عوامل جذب فيها كنظافة المكان وأساليب العرض المغرية وتنوع المعروضات وخدمات الترفيه للأطفال والمطاعم.
ورغم الارتفاع الملحوظ لأغلبية المواد والسلع المعروضة بهذه المولات واستقطابها لطبقة محددة بالمجتمع ما فوق الوسط فإنها تشهد حركة نشطة ولاسيما في أيام العطل حيث نرى اكتظاظاً بالزبائن ولا تكاد تجد مكاناً لركن سيارتك فيها.
وقد وجد العديد من مرتادي هذه المولات من المواطنين أنها توفر الوقت الذي يمكن أن يقضيه رب الأسرة أو سيدته في التنقل من سوق لآخر لشراء المواد الغذائية أو الألبسة أو المواد المنزلية أو ألعاب الأطفال لا بل يمكن لهم وبيوم واحد التبضع بكل هذه المواد وتسلية الأطفال لتوافر ألعاب ترفيهية بالمولات وتناول وجبة طعام.
وبالمقابل يؤكد هؤلاء ضرورة التنوع أكثر بنوعية المواد المعروضة من حيث أسعارها كأن يتم افتتاح مولات ذات طابع شعبي أكثر يناسب ذوي الدخل المحدود وتنتشر في مختلف المناطق والأحياء وهذا الأمر معمول به في العديد من الدول حيث نجد مولات تتوافر فيها مواد وسلع بنوعية عالية وماركات لها زبائنها ومولات أخرى تضم نوعيات أخرى بأسعار مقبولة تلبي أذواق وجيوب الأغلبية العظمى من شرائح المجتمع ونحن في سورية وكما هو معروف الدخول لدينا لا تكاد تكفي احتياجات الأسرة الأساسية من غذاء وكساء فكيف الحال إذا كنا سنرتاد هذه المولات.
ويبرر القائمون على هذه المولات ارتفاع الأسعار فيها لغلاء استثمارها والضرائب المفروضة عليها ومع ذلك فهم يجدون أن نسبة الإقبال عليها رغم حداثة وجودها في السوق السوري جيدة بالنسبة لهم لأن المولات لا تزال حتى الآن تستقطب شريحة محددة بالمجتمع.
وحول رؤية قطاع الأعمال في سورية لانتشار ظاهرة المولات في السوق السوري يرى نائب رئيس غرفة تجارة دمشق بهاء الدين حسن أن وجود المولات التجارية رغم حداثته مهم وضروري ويلبي حاجة كنا نفتقدها في أسواقنا وتشكل في عالم التجارة شيئاً مهماً خاصة لجهة التسويق كما أنها تخدم المستهلك الذي يجد فيها كل احتياجاته الضرورية.
وأعتقد أن السنوات القليلة القادمة ستشهد ازدياداً وتنوعاً بعدد المولات لا يقتصر فقط على المحافظات الكبرى كدمشق وحلب بل سيشمل أغلبية المحافظات ونلمس تشجعاً من قبل المستثمرين العرب والأجانب للاستثمار فيها وخاصة الجانب التركي الذي أبدى رغبة في إحداثها لتسويق البضائع التركية أو المشاركة في إقامتها وتقديم الخدمات التسويقية فيها.
وتمنى حسن أن تنتهج المولات التجارية في سورية سياسة التسويق والبيع المتبعة في الدول الأوروبية من حيث توافر سعر مقبول وموحد للبضائع لأن الأسعار المتداولة بالمولات حالياً مرتفعة ولا تتوافق مع الدخول في سورية وبذلك نخسر شرائح عديدة يمكن أن تستقطبها المولات بحال توافر مواد وسلع فيها بأسعار مقبولة وموحدة.
ورأت سيدة الأعمال ربا عبود في انتشار المولات التجارية ظاهرة جيدة لناحية اعتبارها تجمعاً اقتصادياً مهماً يعرف المستهلك بكل المنتجات وبخيارات واسعة وهي مفيدة للسيدة العاملة التي لا تجد في كثير من الأحيان الوقت الكافي للتبضع فتخصص يوماً بالأسبوع للتوجه لأحد المولات والحصول على احتياجاتها مع إمكانية ترفيه الأطفال في أماكن اللعب المخصصة فيها.
وبالمقابل تجد عبود أن المولات التجارية في سورية تحاكي طبقة محددة بالمجتمع هي الطبقة الميسورة كما أن وجودها في أماكن بعيدة نسبياً عن المدينة يتطلب وسيلة نقل وهذه غير متوافرة لدى أغلبية الأسر.
من جانبها بينت سيدة الأعمال مروة الأيتوني أن دخول المولات التجارية للسوق السوري تأخر رغم ضرورته للمواطن والصناعي والتاجر ونأمل في أن تنمو المولات باتجاه تشجيع الصناعة الوطنية لمختلف المواد ومحاولة الترويج لها ولا مانع من توافر مواد مستوردة إذا كنا نفتقدها بالسوق، واعتبرت الأسعار في المولات مرتفعة وتنعكس سلباً على المواطن.
إغراءات وتخفيضات وهمية
تنامت ظاهرة المولات التجارية في سورية بشكل مطرد حتى أصبحت مقصداً للترفيه والتسوق لمختلف الفئات العمرية ولاسيما أنها أثرت في حياة الأفراد بعد أن انتشرت في السنوات الأخيرة في معظم الأماكن.
حتى إنها باتت تشكل منفذاً استهلاكياً واجتماعياً للكثير من سيدات البيوت اللواتي يقصدن المول إما للتسوق أو للقاء القريبات والجارات حتى إن زيارة المول تحولت إلى هوس ومباهاة وإلى مكان للترفيه والتسلية وتناول المشروبات والوجبات أكثر من حاجة للشراء والتسوق.
استطلعنا آراء المواطنين حول هذه الظاهرة الاجتماعية التي قالوا إنها أصبحت موضة؟!
بعضهم رأى أنها ظاهرة حضارية لكنها وصلت متأخرة، وعامل مساعد على الخروج من الروتين للترفيه عن النفس على الرغم من أنها تدفع الزبون إلى شراء ما يحتاجه وما لا يحتاجه من خلال إغراءات وتخفيضات قد تكون وهمية.
وهناك من يرى أنها غيرت طريقة التسوق إلى الأفضل فالأسرة التي كانت تحتاج إلى أربعة أو خمسة أيام لشراء حاجتها كاملة أصبحت تحصل عليها في جولة تسوق واحدة ناهيك عن أن ظاهرة المولات- حسب رأيهم- مفيدة لما تقدمه من عروض جديدة وتخفيضات على الأسعار عبر العروض المنافسة والأناقة في عرض البضائع سواء كانت غذائية أو كمالية أو حتى ضرورية.
في حين يرى آخرون أن هذه العروض والأسعار المخفضة ليست إلا إغراءات لجذب المواطن والتي هي في الحقيقة عروض تقدمها المولات من فترة إلى أخرى بعضها حقيقي ومعظمها يعود لزيادة حجم الكمية الموجودة في مستودعات المول وقرب فترة انتهاء صلاحيتها، إضافة إلى عروض أخرى، اشترِ الأولى وخذ الثانية مجاناً...الخ.
فئة أخرى من الذين يقصدون المولات يجدون أنها فرصة لمشاهدة الناس والتعرف عليهم والاطلاع على السلع ببلاش وبمكان فيه كل وسائل الرفاهية دون ضجيج السيارات والشوارع. ولم يخف بعضهم وقوعهم في فخ الشراء لحاجات وسلع لم يكن يقصد شراءها أو إنه حتى لم يعهد استهلاكها، الأمر الذي يدفعهم لدفع مبالغ كبيرة لم تكن بالحسبان وقضاء بقية الشهر في أزمة مالية.
إحدى السيدات قالت إنها تشعر بالسعادة لدى زيارتها إلى المول وترى في ذلك نوعاً من أنواع التنزه والاستجمام إضافة إلى وظيفته الأساسية وهي التسوق ولكنها لم تتجاهل بأن زيارة المولات قد غيرت النمط الاستهلاكي لدى المواطنين الذين ازداد حجم إنفاقهم على سلع مختلفة مثل الملابس وأدوات التجميل وغيرها على حساب الغذاء الأمر الذي ساهم إلى حد ما في تعزيز ظاهرة المولات.
المدير المساعد بقسم التسويق في مول دامسكينو (أنس الخرفان) قال: إن المول مركز تسوق يلبي احتياجات المواطنين ويؤمن لهم خدمات شاملة كلها تحت سقف واحد والجميل فيه أنه يجمع بين التسوق والترفيه معاً في جو محمي وآمن. مشيراً إلى أن هناك إقبالاً كبيراً من المواطنين على زيارة المول ويرتاده يومياً ما يعادل وسطياً من 7 إلى 10 آلاف زائر قسم منهم عرب وأجانب.
وأضاف إن مساحات الترفيه والخدمات المقدمة تناسب جميع الشرائع العمرية وإن المول يضم محال تجارية لأهم وأكبر الماركات العالمية والعربية والسورية وهي مصنعة بجودة عالية جداً وتنافس السوق الخارجي ومنها يطرح لأول مرة بالأسواق.. ويلبي كل احتياجات ومتطلبات المتسوق من ألبسة وأدوات كهربائية ومنزلية وغذائية إضافة إلى ملاهي الأطفال والمطاعم. وحول فرص العمل التي وفرها المول أضاف الخرفان إنه تم تشغيل نحو 1500 موظف في هذا المول الأمر الذي يؤكد أن ظاهرة المولات قد عملت على تشغيل العمالة من كوادر تم استقطابها وإخضاعها لدورات مكثفة الأمر الذي يفتح أمامها آفاقاً كبيرة في مجال التسويق والبيع.
سهلت التسوق
انتشرت في السنوات القليلة الماضية مجموعة من المولات التجارية التي تعتبر أسلوباً جديداً للتسوق بهدف تأمين خدمة نوعية للمواطن من حيث إنها تجمع كل ما يحتاجه في مكان واحد لكن بقي القسم الأكبر من المواطنين يفضلون التسوق من الأسواق العادية باعتبار أن أسعارها منخفضة أكثر من الأسعار في المولات. وأكد عدد من أصحاب محلات وكالات الألبسة في المولات أن هناك إقبالاً جيداً على التسوق ضمن المول ويعود ذلك إلى عدة عوامل مثل توفير كل ما يحتاجه المواطن ضمن المول الواحد وساعات العمل التي تزيد على الأسواق العادية وأن الأرباح في المول يحكمها موقع المحل ونسبة المبيعات تختلف بين مول وآخر حسب موقع المول.
أما ما يتعلق بالأسعار العالية في المول مقارنة بالأسواق الأخرى فأكدوا أن المحل في المول يخضع لعدة عوامل حيث تكون كلفة الاستثمارات بالمول عالية ويختلف ذلك تبعا للمساحة والموقع إضافة إلى أجرة المحل الذي يفوق مليوناً ونصف مليون ليرة وهذا أقل مبلغ كما أن المركز يأخذ نسبة من الأرباح وأن مساحة المحل في المول تتطلب عدداً أكثر من الموظفين الأمر الذي يتطلب أعباء وتكاليف أكبر إضافة إلى أن الشركات الأم هي التي تقوم بتحديد التسعيرة في مختلف الدول وخاصة بعد أن أصبحت هناك ظاهرة التسوق عبر الانترنت.
ويقول أصحاب محلات ماركات في المولات لها فروع في الأسواق: إن الأسعار هي نفسها لأن خلاف ذلك يفقد الشركات صاحبة الوكالة مصداقيتها وزبائنها. أما محلات الماركات الإيطالية والفرنسية التي ليس لها فروع أخرى والتي تبدأ أسعار الألبسة فيها من 30 ألفاً لتصل إلى ما فوق 100 ألف ليرة سورية وأسعار الجلديات التي تصل إلى 80 ألفاً فيؤكد العاملون في هذه المحلات أن لديهم زبائن محددين يتراوح عددهم بين 200 زبون لبعض المحلات و500 لبعضها الآخر، كما أنهم يستقطبون السوريين المقيمين في الخارج الذين لا يستغربون هذه الأسعار المرتفعة إضافة إلى السياح الأجانب والعرب.
وعندما استطلعنا آراء المواطنين عن أهمية هذه المولات وما تقدمه للناس تفاوتت الآراء بين مؤيد ومنتقد لها.
ورأى البعض أن المولات التجارية سهلت التسوق حيث تجمع كل المحلات الاحتياجات في مكان واحد لكن التسوق في الأسواق العادية لا يزال يحتفظ بالحصة الأكبر فضلا عن ارتفاع الأسعار في المولات الذي يعتبر الدافع الأكبر للتوجه إلى الأسواق العادية.
المستهلك يدفع ثمن «المكان» و«الماركة»!
سلسلة من المولات التجارية انتشرت في سورية بأسلوب جديد للتسوق في وقت مازال رائجاً فيه أن تكون الأسواق التجارية مؤلفة من شارع ومحال تجارية على جانبيه، ليبدأ المجمع التجاري أو المول الانتشار في معظم المناطق ساعياً إلى ابتلاع الأسواق التقليدية ومنافستها عبر نمط استهلاكي جديد أكثر جاذبية، وتستعد حالياً مولات جديدة للانطلاق فمن أين ستحصل على حصتها في سوق الاستهلاك؟
(شام سيتي سنتر) (دامسكينو) و(تاون سنتر) و(سكي لاند) و(سيتي مول) و(كارفور) وغيرها من المولات الكبيرة والمتوسطة الحجم تستعد مجموعة جديدة من المجمعات التجارية للانطلاق في دمشق وبعض المدن التي تعد أهدافاً استثمارية ذات قابلية وجاذبية.
انتشار ظاهرة المولات يعكس تغيراً جديداً في العادات والأنماط الاستهلاكية الجديدة ويطرح أسئلة عدة عن هذه الظاهرة ومداها المتاح قبل بلوغ السوق مرحلة الإشباع الاستثماري فهل تنافس المولات بعضها أم تنافس الأسواق التقليدية فقط؟
مدير التسويق في أحد المولات يقول: إن المنافسة بين المولات تعتمد على من يقدم خدمات متميزة لا توجد في مول آخر أو في السوق العادية إضافة إلى النشاطات التسويقية التي تعرف على المول فأحد عناصر قوة المول هي شموليته فدوره يتلخص في تنظيم الأسواق والماركات التجارية وكفاية أي منطقة بالنسبة إلى حاجتها الاستهلاكية والترفيهية وهذا يسهم في عادات استهلاكية جديدة فالتبضع منذ عشر سنوات يختلف كثيراً عما هو عليه اليوم وقدرة المركز التجاري على المنافسة أكبر تقليدي فالمول لا يقوم على فكرة التسوق فقط وإنما هناك محال الملابس والأثاث والمجوهرات والأغذية ومراكز التجميل وذلك كله ضمن جو معتدل حيث لا برد في الشتاء أو حر في الصيف إضافة إلى مواقف السيارات الضخمة التي تخفف على المواطن الزحمة التي قد يواجهها في أماكن التسوق العادية ليعمل المول وفق مفهوم الكل تحت سقف واحد والمستهلك يستسيغ وجود موقف سيارات ومقهى ومطعم وصالة ألعاب للأولاد وحتى سينما وبنك ومواد غذائية كلها تحت سقف واحد.
هل يأخذ المول نسبة من الأرباح؟ وما سبب ارتفاع الأسعار في المولات عن السوق العادية؟ يقول مدير التسويق: كل مول له سياسة معينة فهناك مولات تعطي المحال استثماراً ومولات أخرى تدخل شريكاً مع المحل وتأخذ نسبة من الأرباح. وبالنسبة لارتفاع الأسعار في المولات فهي ليست مرتفعة بالنسبة للسوق العادية ولكنها مرتفعة إجمالاً في سورية بسبب تكلفة الجمارك العالية على المنتجات المستوردة مشيراً إلى أن هناك اتفاقاً مسبقاً بين المول وبين المحال حول ضرورة أن تكون الأسعار في المول هي ذاتها في فروعهم الأخرى لكن بعض الماركات التي لا توجد لها فروع في السوق العادية فأن أسعارها قد تكون مرتفعة إضافة إلى أن الأصناف الموجودة في المول هي في معظمها أجنبية ما يجعل الأسعار مرتفعة بالمقارنة مع السوق العادية التي تتعامل مع البضاعة الوطنية أكثر من الأجنبية.
ويضيف مدير التسويق: إن المول يستهدف الطبقة الوسطى والغنية ولا يستهدف الطبقة الفقيرة لأن تكلفة استثمار المول مرتفعة وعالية فالسعر يتحدد بناء على نوع المصلحة والطابق والمحل بحيث تصل كلفة استثمار المتر الواحد إلى 20 ألف ليرة وسطياً وبشكل عام آجار الاستثمار داخل المول أرخص من آجار الاستثمار في السوق العادية.
وعن متوسط فاتورة شراء زبون المول يقول مدير التسويق:
هناك زبائن متكررون يومياً للمول فلا نستطيع أن نحسب التسوق فالمول فيه المطاعم والألعاب والسوبر ماركت والكثير من الزبائن يأتي لأجل تناول الطعام فقط فهناك زبون يصرف 200 أو300 ليرة وزبون آخر يصرف 25 ألف ليرة وتعتبر 2000 ليرة وسطياً هي فاتورة زبون المول.
بضائع الماركات أبرز المبيعات
بحسب بعض الآراء فإن الأسعار في المولات تزيد عن الأسعار الرائجة في الأسواق بمقدار لا يقل عن النصف على حين ترى آراء أخرى أن الأسعار طبيعية جداً توازي الأسواق الشعبية ولا تزيد عنها بليرة سورية واحدة، وفي هذا الإطار يقول رئيس مجلس إدارة مجموعة درويش التجارية فهد درويش الذي تستثمر مجموعته اثنين من المولات في مدينة حلب (رويال مول والشهباء مول): إن المولات باتت ضرورة ملحة للأسرة السورية من نواح عدة يبرز منها تجميع الأسواق كلها في بناء واحد بحيث تتمكن الأسرة من اقتناء حاجياتها دون الحاجة إلى زيارة بضع أسواق إضافة إلى أن المولات التجارية تقدم المنتجات بأسعار الأسواق الشعبية نفسها هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن اقتناء السلع المتنوعة يكون متاحا للأسرة على مدار السنة وبجو من الراحة ففي الصيف تكون المولات مبردة تبريداً مركزياً كما تكون مدفأة في الشتاء، إضافة إلى وجود مرائب خاصة للمولات تركن فيها سيارات الزوار وهي ناحية شديدة الأهمية في ضوء الاختناقات المرورية وأزمة مواقف السيارات الحاصلة في المدن السورية الرئيسية.أما بالنسبة للعادات الاستهلاكية للأسرة السورية لجهة ثباتها أو تغيرها تأسيساً على ما تتضمنه المولات من بضائع وسلع أجنبية وعربية مستوردة بعكس المحال في الأسواق العادية التي تتضمن السلع المحلية بالدرجة الأولى قال فهد درويش: من الواضح تماماً في حركة السلع والبضائع ضمن المولات أن مبيعات العطور ومستحضرات التجميل والملبوسات من الماركات ذاتها هي الأولى من حيث حجم المبيعات ولا يوازيها في ذلك إلا الأدوات الكهربائية المنزلية على اعتبار أن وكالات الماركات الأجنبية الأصلية تفتتح لنفسها محال ضمن المولات وهي ناحية باتت متأصلة في العادات الشرائية للمواطن السوري على اعتبار أن الوكالات عندما تبيع فإن البيع يتضمن الكفالة لمدة محددة يتفق عليها بحسب السوق المحلية ومعطياتها لكل بلد، مضيفاً: إن من العادات الاستهلاكية الأخرى للأسرة السورية بات الحضور ضمن المطاعم والمقاهي الموجودة ضمن المولات باعتبارها مصممة بطريقة تجذب الزبون وتقدم له الخدمات المختلفة عن المحال الأخرى وبطبيعة الحال تكون أسعارها متناسبة مع ما تقدمه من خدمات.
هناء ديب / هناء غانم / وسام محمود/ محمد عمر الخطيب / مازن خير بك
المصدر: الوطن السورية
التعليقات
أنا بشوفو مكان
بالنسبة لنوعية
إضافة تعليق جديد