استنفار اسرائيلي أمني يواكب «الاحتجاج الجوي» بسبب «أسطول الحرية2»
مع اقتراب الموعد المحدّد الذي ضربه ما بين 600 و 1200 مناصر للقضية الفلسطينية للوصول إلى تل أبيب جوا عبر مطار «بن غوريون» (اللّد)، وتزامناً مع تحرك أسطول كسر الحصار عن غزة بحراً، استنفرت السلطات الاسرائيليّة قواها السياسية والأمنية بشكل «هستيري»، وفقاً لصحيفة «معاريف»، حيث أصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أمس، أمراً يُلزم وزير الأمن الداخلي وسلطات الهجرة «بالتصرف بحزم مع الناشطين»، طالباً «محاولة تجنب الاحتكاك غير الضروري».
وقد شدّد نتنياهو، أثناء حديثه مع الصحافيين في المطار قبل القيام بزيارة إلى رومانيا تتعلّق بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، على أن «لكل بلد الحق في منع دخول المفسدين والمستفزين على حدوده».
وفيما ذكرت صحيفة «هآرتس» أن» لدى الشرطة الإسرائيلية معلومات تفيد بأن هؤلاء الناشطين سيحاولون النزول في مطار «بن غوريون» يوم الجمعة (غداً)، وقد يصل أول المسافرين منهم اليوم مساء»، كشفت كل من «هآرتس» و «معاريف» أن قوائم خاصة أعدتها المؤسسة الأمنية تشمل أسماء مسافرين يُشتبه في أنهم «سيشتركون في أعمال الشغب»، سلّمتها وزارة المواصلات الإسرائيلية إلى شركات الطيران الأجنبية، طالبة منها منعهم من المشاركة في «الاحتجاج الجوي».
ونشرت «يديعوت أحرونوت»، نقلاً عن وكالة «وفا» الفلسطينية، أجزاء من بيان الناشطين الذي جاء فيه «نحن حوالى 700 امرأة ورجل وطفل قد تجاوبنا مع النداء الذي وجهته أكثر من 40 جمعية فلسطينية لملاقاة الفلسطينيين في بيت لحم، اعتباراً من الثامن من تموز، كي نظهر لهم أن العالم لا ينساهم».
وكان المنظمون، وفقاً لـ«وفا»، قالوا إن أكثر من 300 فرنسي ووفوداً من بلجيكا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وإيطاليا سيشاركون في هذه العملية التي أطلق عليها اسم «أهلاً وسهلاً في فلسطين» كما برّروا اختيارهم للتاسع من تموز، بعد غد، لبدء الجولة بأنه اليوم الذي قررت فيه محكمة لاهاي الدولية أن الجدار والاستيطان غير قانونيين، ولمصادفته مع اليوم الذي قرّرت فيه المؤسسات الأهلية مقاطعة إسرائيل وسحب استثماراتها منها.
وفي حديث له لصحيفة «معاريف»، قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق أهرونوفيتش، الذي كلفه رئيس الحكومة الإشراف المباشر على جميع «الاستعدادات الرامية إلى كبح أعمال الشغب»، إن «هدف هؤلاء الناشطين هو القيام بأعمال استفزازية غير قانونية من شأنها إلحاق الضرر بشرعية إسرائيل، ولأننا دولة ديموقراطية وذات سيادة فإننا لن نسمح مطلقاً بأعمال كهذه».
أما وزير الأمن العام اسحق أهارونوفيتش، الذي تلقى أوامر من نتنياهو بتنسيق العمل مع قوات الأمن وسلطات المطار للتصدي لهذا المخطط، فقال للصحيفة نفسها «سوف نتحرك ضد هذا التحريض المخطط له، طبقاً للقانون الإسرائيلي والاتفاقات الدولية»، واصفاً الناشطين بـ «المشاغبين».
وكان المنظمون قد اتفقوا على وصول المناصرين إلى المطار في يوم واحد، حيث قرروا أن يخبروا السلطات الإسرائيلية بشكل واضح بأنهم «هنا للتضامن مع الشعب الفلسطيني»، وأن يتحدوا الإجراءات التعسفية التي تنفذها إسرائيل ضد المتضامنين عادة بترحيلهم أو سجنهم.
وفي وقت نقلت «يديعوت أحرونوت» عن مصدر أمني قوله إنه «يجب ألا ننسى أن هؤلاء الناشطين عُزّل»، نقلت كذلك عن الناطق الرسمي باسم الرحلة القادمة من بريطانيا توم إينيس، الذي توقع وصول اكثر من 700 ناشط حوالى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، استغرابه رفض السلطات الاسرائيلية دخول متظاهرين سلميين إلى بيت لحم، كما تشديده على «اننا سياح فقط..لا نهدف إلى الوصول إلى غزة، نريد زيارة أصدقائنا الفلسطينيين فحسب».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد