استطلاع CNN: الوعي العربي تراجع والخوف من الانظمة تقدم
أظهر استطلاع للرأي أجراه موقع CNN بالعربية مؤخراً، أن الشعوب العربية تخاف من أنظمتها، وتعتقد أنها تحول دون مشاركتها، أي الشعوب، في أي تظاهرات أو احتجاجات ضد الحروب، سواء في المنطقة العربية أو خارجها، في حين تحرص شعوب العالم على التعبير عن رأيها، وهو ما نشهده بأستمرار.
وتأتي هذه الإجابة على سؤال: "هل تعتقد أن عدم مشاركة الشعوب العربية في أي تظاهرات أو احتجاجات مناوئة للحروب، نابع من: خوفها من الأنظمة؟ أم عدم اهتمامها؟ أم تدني مستوى الوعي؟ أم غير ذلك؟"
فقد احتل خيار" الخوف من الأنظمة" المرتبة الأولى في الاستطلاع الذي شمل 2463 شخصاً، وبالتالي الحيلولة دون مشاركة الشعوب في التظاهرات المناوئة للحرب، وهو ما أكده 1672 شخصاً، ويشكلون 68 في المائة من إجمالي المستطلعة آراؤهم.
وجاء هذا الاستطلاع على خلفية دخول الحرب على العراق عامها الخامس، حيث اجتاحت التظاهرات المناوئة للحرب العديد من مدن العالم، وامتدت من طوكيو في اليابان، إلى لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت التظاهرة التي شهدتها العاصمة الإسبانية، الأكبر بين التظاهرات الاحتجاجية، وشارك فيها قرابة 400 ألف متظاهر.
وحول تدني مستوى وعي الشعوب العربية في المرتبة الثانية للأسباب التي تحول دون المشاركة في مثل تلك التظاهرات، وهو ما قاله 405 أشخاص، يشكلون حوالي 16 في المائة من المستطلعين.
ورغم تدني هذه النسبة، نسبياً، يرى مراقبون أنها تظهر أن مستوى الوعي العربي لم يعد كما كان عليه الحال خلال عقود الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، عندما كانت الشعوب العربية تمر بفترة استقلال ومد شعبي وقومي، وكانوا يعتقدون بضرورة التواصل بين شعوب العالم، بحيث كان المواطن العربي يعتقد بضرورة التواصل مع شعوب العالم ومعرفة قضاياهم.
وقال 233 شخصاً، يشكلون تسعة في المائة من عينة الاستطلاع، إن عدم اهتمام الشعوب العربية يمنعهم من المشاركة في مثل تلك التظاهرات والاحتجاجات.
ويبدو أن هذا التوجه، رغم نسبته الضئيلة، له جذوره، إذا لم تخرج أي من الشعوب العربية في أي تظاهرة لها علاقة بقضايا الشعوب الأخرى، ولا حتى في قضايا عالمية تمسهم كما تمس بقية دول العالم، مثل البيئة والعولمة والفقر، بحسب ما يراه المراقبون.
أما النسبة المتبقية، وتمثل 6 في المائة من العينة، وعددهم 153 شخصاً، فقد قالت إن هناك أسباباً أخرى، غير الواردة أعلاه، هي التي تمنع الشعوب من مشاركة العالم اهتماماتها وقضاياها.
ورغم عدم طرح ذلك في السؤال، فقد لوحظ أيضاً غياب المثقفين والفنانين العرب عن مثل تلك التظاهرات. بالمقابل نرى أن العديد من نظرائهم الأجانب شاركوا في التعبير عن احتجاجهم لما يدور من حولهم، بل وقادوا بعض التحركات التي تظهر اهتمامهم بقضايا الشعوب، مثل المخرج الإسباني بيدرو المودفار، الذي شارك في تظاهرة مدريد، وطالب بوقف الحرب على العراق، وإغلاق معتقل غوانتانامو في كوبا.
وشارك في المسيرات القس جيسي جاكسون، والنجمة السينمائية سوزان ساراندون، فضلاً عن الممثلة والناشطة والمناوئة لحرب فيتنام جين فوندا، بجانب بعض من المشرعين الديمقراطيين.
وقد شاركت ساراندون في وقت سابق باحتجاج "يوم الأم"، ضد الحرب على العراق، والذي نظمته جماعة نسائية مناهضة للحرب، تطلق على نفسها اسم "الشيفرة الوردية" Code Pink.
من جهته، لم يتمكن الممثل الأمريكي الحائز على الأوسكار، شون بن، من الابتعاد عن السياسة، فقام في وقت سابق بزيارة طهران، تحت غطاء مراسل صحفي، وذلك لتغطية الانتخابات الإيرانية.
ودعت سفيرة النوايا الحسنة لدى منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، ميا فارو، إلى إرسال فرق لحفظ سلام في تشاد على الفور، لوقف ما أسمته "الإبادة الجماعية"، والناتجة عن الاقتتال المستمر في إقليم دارفور المجاور.
من حهته، حذر جورج كلوني، الممثل والناشط في مجال الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان، الأمم المتحدة من مغبة عدم نشر قوات سلام دولية في إقليم دارفور جنوب السودان، حيث يتخوف من وفاة الملايين فيه، في أول إبادة جماعية في القرن الـ21.
وأنضم نجم البوب البريطاني، ألتون جون، ومعه آني لينوكس، وبوب غولدوف، والنجمة السينمائية إيما تومسون، إلى جملة الموقعين على رسالة تتهم الأسرة الدولية بالتخاذل في اتخاذ موقف تجاه هذه القضية.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد