استبيان خاص حول العنف في محيط فتياتنا
تؤسس مرحلة المراهقة عند الفتيات لمراحل أخرى تشكل شخصية المرأة وغالبا ما ترسم الملامح الرئيسية لسلوكياتها داخل الأسرة وفي حياتها العامة. العنف.. المشكلات العائلية.. العاطفية.. الدراسية... التحرش الجنسي هي قضايا تهدد فتياتنا في هذه المرحلة العمرية والوقوف عليها يبدو محاولة لكسر الصمت لدى الفتاة وإظهار المزيد من الاهتمام للقضايا التي تدور الفتاة في فلكها ويتجاوز تأثيرها واقعنا الآني إلى ما هو أبعد وأخطر.
الاستطلاع التالي هو محاولة للتعرف على أبرز المشكلات التي تواجه الفتيات في سن المراهقة، سواء أكانت عائلية أو في نطاق الدراسة أو العلاقات الاجتماعية، لذلك كان من الضروري التوجه إلى الفتيات أنفسهن بشكل مباشر لاستيضاحهن حول تفاصيل هذه المشكلات.
ولأن الفتيات في سن الدراسة الثانوية هنّ المراهقات الأكثر نضجاً، فقد توجّهنا بالأسئلة إليهن، ونظرا لحساسية هذه المسائل بالنسبة لهن فقد توخينا تجنب السؤال عن أية معلومات شخصية، من أجل وضع اليد على أبرز المشكلات التي تعاني منها الفتيات في العائلة و المدرسة، وفي الشارع.
تم اعتماد ثلاثة محاور رئيسة و هي العائلة.. المدرسة والشارع وقد تم توزيع الاستبيان على عينة غير منتظمة من الفتيات من عمر 16 إلى 18 سنة في مناطق مختلفة من سورية وصل عددهن قرابة الـ 100 فتاة. وكانت النتائج على الشكل التالي:
أ – العائلة:
1- المشاكل التي تعاني الفتاة منها أكثر:
1-مشاكل دراسية:35% 2- مشاكل عائلية:35% 3 - مشاكل عاطفية:23% 4- مشاكل مع المدرسين و المدرسات:7% 5- مشاكل في العلاقة مع الزملاء و الزميلات في المدرسة:7% 6- مشاكل مع الأصدقاء و الصديقات:5%.
(هنالك 8% من الفتيات يعانين من مشكلات عائلية و عاطفية معا، فيما 4% يعانين من مشكلات دراسية وعاطفية بالتساوي).
2- الطريقة الأمثل لحل المشاكل الدراسية:
1- عن طريق الدروس الخصوصية:26% 2- الحوار مع الإدارة لمعالجة المشكلة:25% 3- طلب المساعدة من أستاذ المادة مباشرة:41% 4- تغيير المدرسة8%.
3- الأمر الأكثر خطورة الذي تعاني منه في المنزل:
1- الضجر:47% 2- الانشغال طوال الوقت في الدراسة:8% 3- مشاكل مستمرة و متفاقمة بين الأم و الأب:12% 4- ضجيج الإخوة:19% 5- وجود أسلوب عنيف لحل المشكلات لدى الأب:9% 6- العنف من قبل أحد الإخوة:5%.
4-أسلوب حل المشكلات بين الأب و الأم:
1- العنف:3% 2- الصراخ بصوت عال:20% 3- تجاهلها وتركها ليحلها الوقت:21% 4- النقاش مع العائلة جميعها لحلها:29% 5- نقاش المشكلة بينهما ودون مشاركة أحد:27%.
5- رد فعل الأب في حال وقوع مشكلة بين الإخوة:
1- نقاشها مع جميع أفراد الأسرة:30% 2- نقاشها مع الطرف المعني:43% 3- فرض وجهة نظره لحلها:20% 4- حلها بالقوة:7%.
6- دور الأم في حال وقوع مشكلة في المنزل:
1- الحياد:14% 2- مساند إلى جانب الأب دوما:21% 3- تستخدم عاطفتها و حنانها للتأثير باتجاه حل ما:65%.
7- الشخص الأقرب في المنزل و الذي تبوح له بعواطفها و مشاكلها:
1- الأب:2% 2- الأم:40% 3- الأخت:34% 4- الأخ:3% 5- لا أحد ممن سبق:21%.
ب – المدرسة:
8- الشخص الأقرب في المدرسة الذي تبوح له بعواطفها و مشاكلها؟
1- مدرّسة:9%. 2- مدرّس:0% 3- الموجّه:0% 4- الموجّهة:0% 5- زميل:6% 6- زميلة:81% 7- المرشدة النفسية:4%.
9- قيام المرشد أو المرشدة النفسية في بالدور الذي تحتاجه الفتاة في الاستماع إليها:
1- نعم:18% 2- لا:46% 3- غالبا:13% 4- أحيانا23%.
10- قيام المرشد أو المرشدة النفسية في بالدور الذي تحتاجه الفتاة في حل مشكلاتها:
- نعم.:9% 2- لا:58% 3- غالبا:4% 4- أحيانا:29%.
11- قيام المدرسة بأنشطة تستطيع من خلالها التعبير عن نفسها وعن آمالها ومشكلاتها:
1- نعم:29% 2- لا:71%.
12- العلاقة مع المدرسات:
1- ممتازة:27% 2- جيدة جدا:24% 3- جيدة:28% 4- مقبولة:16% 5- غير جيدة:5% 6- سيئة:0%.
13- العلاقة مع المدرسين:
1- ممتازة:26% 2- جيدة جدا:29% 3- جيدة:26% 4- مقبولة:14% 5- غير جيدة:3% 6- سيئة:2%.
14- تعرض إحدى زميلات المدرسة للعنف من قبل أحد الأساتذة يوما:
1- نعم:45% 2- لا:55%.
15- تعرض الفتاة ذاتها لمثل هذا العنف:
1- نعم:18% 2- لا:82%.
16-معاناة إحدى الزميلات من العنف من قبل أحد زملاء المدرسة يوما:
1- نعم:79% 2- لا:21%.
17- تعرض الفتاة ذاتها لمثل هذا العنف:
1- نعم:44%. 2- لا:56%.
18 - كيفية القيام بالمواجهة حينها أو في حال حدوثه الآن:
1- عدم إخبار أحد:18% 2- إخبار إحدى الزميلات:11% 3- إخبار عائلتها:21% 4- إخبار إدارة المدرسة:9% 5- الرد عليه بحزم عبر الكلام:11% 6- الرد عليه عبر صفعه:4%.
ب – الشارع:
19- معاناة إحدى الصديقات من العنف من قبل أحدهم في الشارع:
1- نعم:75% 2- لا:25%.
20- تعرض الفتاة ذاتها لمثل هذا العنف:
1- نعم:60% 2- لا:40%.
21- كيفية القيام بالمواجهة حينها أو في حال حدوثه الآن:
1 - صمتت و لم تخبري أحدا:28% 2- إخبار إحدى الزميلات:27% 3- إخبار عائلتها:22% 4- التوجه بشكوى للشرطة:1% 5- الرد عليه بحزم عبر الكلام:11% 6- الرد عليه عبر صفعه:2%.
بإلقاء نظرة على هذه النتائج، يتضح أن المشكلات العائلية والدراسية هي أبرز مشكلات الفتيات في هذا العمر (حسب هذا الاستبيان)، فقد وصلت النسبة إلى 35 % وهي نسبة عالية خاصة أن 8% من الفتيات كن يواجهن مشكلات مزدوجة عائلية وعاطفية وهو الأمر الذي يرجح الافتراض بأن المشكلات العائلية المرتفعة تؤدي بالضرورة إلى أن تقوم بالفتاة بالبحث عن مناخ أكثر هدوء وأقل مشاكل خارج نطاق الأسرة الأمر الذي يوقعها في مشكلات عاطفية جراء هذا البحث وهو ما يفسر نسبة الـ23% من الفتيات اللواتي يواجهن مشكلات عاطفية.
طريقة حل المشكلات الدراسية التي تواجه الفتيات توزعت على ثلاثة أقسام رئيسة تقريباً الأولى كانت ترى الحل في الدروس الخصوصية وهي نسبة 26% وهذا يلقي الضوء على عدم كفاية التعليم الرسمي مما دفع ربع المستطلع رأيهن من الفتيات للاعتقاد بحاجتهن إلى اللجوء إلى دروس خصوصية في حين اعتقدت 25% منهن أن الأمر يمكن معالجته عن طريق الحوار مع إدارة المدرسة وهذه النسبة تعبر عن نوع من الثقة بين الفتيات والإدارة وهي مسألة ايجابية، في حين أن 41 % من الفتيات رأين أن اللجوء لأستاذ المادة نفسه هو أفضل حل لتجاوز المشكلات الدراسية. 8% فقط فكرن بأن تغيير المدرسة قد يكون حلا للمشكلات الدراسية.
الشعور بالضجر كان أبرز المشكلات التي تواجه الفتيات في المنزل بمقدار47% وهي نسبة عالية في ضوء توفر وسائل ترفيه كالتلفاز أو الكومبيوتر أو الانترنيت وهنا فاتنا توجيه سؤال حول ما إذا كانت هذه الوسائل متاحة لهم أم أن الأسرة تحدد ساعات أو أوقات للسماح للفتيات بالجلوس أمام التلفاز او استخدام الكومبيوتر خلال فترات الدراسة. في حين كان ضجيج الأخوة المشكلة الثانية في ترتيب المشاكل داخل الأسرة وهو يعبر عن مناخ غير مثالي لنحو 19% من الفتيات في منازلهن قد تكون ضيق المساكن أو زيادة عدد أفراد الأسرة. كما جاءت مشكلات العنف والشجار بين الوالدين داخل الأسرة في مراتب متأخرة نسبياً.
انخفاض مؤشر استخدام العنف كوسيلة لحل المشاكل كان تعبيرا إيجابيا إذا لم تتجاوز هذه النسبة عتبة الـ 3% . وفي المقابل أظهر الاستطلاع أن الأب يهتم بالنقاش عموما، وإن كان الصراخ أسلوبا لحل المشكلات عند نحو 20% من العينة.
في السؤال السادس حول دور الأم في حل المشكلات قالت نحو 65% من الفتيات أن الأم تعتمد على عاطفتها لترجيح حل أو "هدنة" ما. وفي سؤال آخر كانت الأم الشخص الأقرب في المنزل بنسبة 40%، ومن ثم الأخت 34% في حين اختار 3% من الفتيات فقط الأخ كشخص مقرب يمكن البوح له بمشكلاتها وهذا يعبر أزمة ثقة تاريخية بين البنت والولد في هذه المرحلة العمرية بالذات. كما أن نسبة 20% من الفتيات قلن بأنهن لا يجدن في أي من أفراد الأسرة شخصا مقرّباً لها.
أما في المدرسة فيبدو جليا أن المرشدة النفسية لا تزال بعيدة من أن تكون مصدر ثقة بالنسبة للفتيات وهذا ما يفسر بنسبة 4% فقط يلجأن لها لطلب المساعدة، وهو الأمر الذي لا يجب تفسيره على أنه نقص أو ضعف أو قلة تأهيل المرشدة بقدر ما يمكن تفسيره على أنه تجربة جديدة لما يتم تقبلها بعد في مدارسنا وأحيانا أخرى يفسر وكأنه تخوف من فقدان الدور التقليدي للمديرة أو الموجهة اللواتي يقللن من شان المرشدة التي غالبا ما تكون شابة في مقتبل العمر. وهو ما ينعكس على حالة الرضا عند الفتيات عن دور المرشدة إذا قالت 58% من العينة أنهن غير راضيات عن الدور الذي تقوم به المرشدة في الاستماع لها ولمشكلاتها. وهذا الأمر يجعل من زميلات الفتاة الأقرب لها، فإنها إما أن تخبرها أو تلتزم الصمت في مواجهة المشكلات.
وفي سؤال حول تعرض إحدى الزميلات للعنف من قبل المدرس والمقصود بالعنف هنا اللفظي أو الجسدي أو النفسي. فإن 45% من العينة قلن إن زميلات لهن اختبرن هذا النوع من العنف وان الصمت كان الطريقة التي واجه نحو 18% من العينة به هذا العنف، في حين أخبر نحو 21% منهن أسرهن، وأن 11% منهن اخترن الرد عليه بحزم و 11 % فقط لجأن لإخبار زميلات لهن. أما بالنسبة لتعرض الفتيات للعنف من قبل زملاء المدرسة فقد قال نحو 44% أنهن تعرضن لهذا النوع من العنف وان 21% منهن أبلغن أسرهن بالموضوع.
وبلغة الأرقام الواضحة فإن فتاة من اثنتين تقول أن صديقة لها تعرضت للعنف من قبل أحد الأساتذة، فيما واحدة من بين كل خمسة فتيات بنسبة 18% تقول أن أستاذا قد تعرض لها بأحد أشكال العنف.
وفي أشكال العنف التي تتعرض لها الفتيات في الشارع جاءت نتيجة الاستطلاع لتؤكد أن 60% من الفتيات تعرضن لأحد أشكال العنف في الشارع، وأنه 28% منهن فضلن عدم إخبار الأهل وهذه نسبة مرتفعة ربما تعود لعدم معرفة الشخص الذي مارس العنف تجاههن كون الاعتداء وقع الشارع وبقيت الطريقة التقليدية في الإسرار إلى الزميلة المقربة في مرتبة عالية حيث قالت نحو 27 % أنه قمن بإخبار زميلات لهن عن ذلك، في حين فضل نحو 22% منهن إبلاغ العائلة بهذه الإساءة.
فقط 2% من العينة قررن اللجوء إلى العنف في الرد على الإساءة التي وجهت لهن عندما عالجن الأمر بتوجيه صفعة للمعتدي.
يحسن هذا الاستطلاع معرفتنا بالقضايا التي تؤرق حال الفتيات وتضعنا أمام جملة ظروف تجعل مهمة الفتاة أكثر صعوبة في التأقلم مع الوسط العائلي والاجتماعي والمدرسي الذي تعيش فيه. وإذا كانت مشكلات المرحلة العمرية" المراهقة" شر لا بد منه لكل منا، فمن الهام العمل على عدم إغراق الفتاة بالمزيد من المشكلات الأخرى التي من شانها تكريس حالة التمييز التي تعاني منها أصلاً.
إحدى الفتيات كتبت لنا في نهاية استمارتها "أحب دائما أن أكون وحيدة، كل ما يحدث معي أخبؤه في قلبي، وهذا هو الأفضل"..
فهل من الأفضل حقا أن تبقى وحيدة؟
هنادي زحلوط
المصدر: مجلة ثرى
إضافة تعليق جديد