ارتفاع في أسعار السلع المستوردة وتحسن في أسعار الفروج والبيض واللحوم
لاتزال حملات دعم الليرة تتواصل في كل المحافظات وبأشكال عديدة يبتدعها السوريون كل يوم من خلال إيداع مبالغ مالية في المصارف والبعض تنازل عن جزء من راتبه كوديعة من دون فائدة إلى أن تنقشع الغيمة السوداء التي نجمت عن أحداث التخريب وكل تداعيات المؤامرة التي تتعرض لها سورية.. وقد أدت حملات الدعم إلى إكساب الليرة القوة والمتانة والثبات قدر الإمكان أمام العملات الأخرى.. لكن في كل الأحوال فإن حجم الضغوط الكبيرة التي مورست على الليرة أدت إلى ارتفاع سعر صرف الدولار بالليرة وتالياً عودة ظاهرة السوق السوداء للمتاجرة بالعملات الأجنبية التي كانت قد انتهت في سورية منذ عدة سنوات، فكان سعر صرف اليورو والدولار في تلك الفترة تقريباً موحداً بين محلات الصرافة النظامية وتلك غير المرخصة وفي المصارف.. ويقدر الفارق في سعر صرف الليرة حالياً بين السوق السوداء والمصارف بأكثر من ثلاث ليرات، وهذا الوضع أدى إلى رفع سعر السلع المستوردة وبرر الباعة والتجار ذلك لارتفاع قيمة الدولار علماً أن البضائع والسلع موجودة في المخازن والأسواق السورية قبل أن يطرأ أي تعديل على سعر الصرف.. لكن الجشع واستغلال الأزمات يبقى سلوكاً للبعض ووسيلة لجني أرباح أكبر غير عابئين بمنعكسات هذه السلوكيات على حياة المواطنين ومستوى معاشهم.
وتعد أسعار الحديد العالية خير مثال على ذلك وإذا أردنا تعداد السلع التي ارتفعت أسعارها فإن القائمة تطول وليس آخرها السكر أو الشاي أو السمون.
العقارات
لم يطرأ أي جديد على سوق العقارات فحالة الكساد والجمود وقلة التداول تختلف من منطقة إلى أخرى لكن الوضع يشير إلى أن قطاع العقارات ينتظر انقشاع الغيوم وعودة الحياة إليه، لأن حجم الأموال الموظفة في هذا القطاع تقدر بمئات مليارات الليرات وهي حالياً خارج عملية التداول وعبارة عن هياكل بيتونية.. أما الأسعار فتراجعت في كل المناطق السورية وبنسب وصلت إلى 45% في بعض المناطق..
الخضر والفواكه
يعد الصيف الحالي فريداً من نوعه لجهة أسعار الخضر والفواكه واعتدال أسعارها بل تراجع أسعارها بشكل غير مألوف قياساً بالمواسم السابقة ولا أدل على ذلك إلا أسعار البطاطا والبطيخ الأحمر وكذلك البندورة والكوسا إضافة لأسعار الفواكه مثل المشمش والكرز والدراق.. أما الأسباب فيمكن تحديدها بالفائض الكبير للإنتاج الذي كان يفترض أن يعد لتصديره إلى الأسواق العربية والخارجية عموماً منذ سنوات عديدة.. وهنا يمكن أن نستذكر ما قاله السيد الدكتور عادل سفر رئيس مجلس الوزراء عندما كان وزيراً للزراعة قبل عدة سنوات وملخصه أن فائض الإنتاج الزراعي والبيض في سورية يقدر في كل موسم بين 20- 40%.
الأعلاف والدواجن
حافظت أسعار الأعلاف على ثباتها وعلى ما حققته من ارتفاعات خلال الأشهر الماضية مسببةً الإرباكات والخسائر لمربي الدواجن ما دفعهم إلى تقليص حجم قطيع الدجاج البياض والفروج.. فأسعار الذرة كانت في الشهر السابع في عام 2009 حوالى 11.25 ليرة للكغ والآن 19.25 ليرة أما الصويا فكانت 25.5 والآن 25.5 والشعير كان 9.25 والآن بين 16.5- 20 ليرة. أما أسعار الدواجن فكان صحن البيض في صيف عام 2009 «125» ليرة وسعر كغ الفروج المذبوح والمنظف كان 125 ليرة والآن وبعد عامين ورغم أن نسبة الارتفاع تقارب 100% لكن الأسعار بقيت على حالها أما بالنسبة للكلف فمؤسسة الدواجن تتحدث عن 4.90 ليرات كلفة البيضة الواحدة والقطاع الخاص يقول: خمس ليرات وبالنسبة لسعر صوص الفروج ارتفع من 4 ليرات إلى 20 ليرة أما صوص البياض فارتفع من 10 ليرات إلى 30 ليرة.
اللحوم
ارتفع سعر كغ لحم العواس الحي خلال الأسبوع الماضي بحدود 15 ليرة وذلك بسبب فتح باب التصدير وانتهاء موسم الحصاد الذي يعني توفير مرعى مجاني لمدة تقارب العشرين يوماً.
السياحة
يعد الموسم السياحي الحالي الأقل وإقبالاً قياساً بالمواسم السابقة وذلك لسببين: الأول الضغوط التي تمارس على سورية ومنها تحويل وجهة الأفواج السياحية إلى دول مجاورة والثاني مصادفة شهر رمضان في قلب الموسم السياحي لكن الإغراءات وعوامل التحفيز التي أعلنت عنها العديد من المنشآت السياحية يمكن أن تثمر خلال الأيام القليلة القادمة بالنسبة للسياحة الداخلية.
محمد الرفاعي
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد