ارتفاع تكاليف صيد أسماك البحار دفع الصيادين إلى تهريبها
كشف المهندس حسان السباهي المكلف تسيير أمور الهيئة العامة للثروة السمكية في سورية عن التراجع الكبير في إنتاج الأسماك، مراجعاً سبب ذلك إلى خروج مصادر كبيرة عن الخدمة، ووقوعها تحت سيطرة الجماعات الإرهابية المسلحة وبشكل خاص أحواض الفرات في محافظة الرقة. و أكدَّ السباهي أن ما كان يتم قطافه من الرقة يشكل نسبة 85% من مصادر أسماك المياه العذبة مشيراً إلى أن نسبة الإنتاج من الأسماك تصل إلى 15000 طن في المياه العذبة 13000 طن كان في أحواض الفرات. ولكن اقتصار تسويق هذه الكميات حالياً في الأسواق المحلية للمحافظة والمناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم الإرهابي داعش أدى إلى حدوث نقص كبير في الكمية المعروضة مقارنة بالطلب عليها.
أما بالنسبة لأسماك البحار فقد بين السباهي أن الكميات المنتجة ما زالت محافظة على وجودها حيث تصل إلى 2000 طن في العام ويعود ذلك إلى إجراءات الحماية التي اتخذتها الهيئة لحماية الثروة السمكية في البحر.
وعن ارتفاع الأسعار بالمجمل للأسماك في الأسواق، والارتفاع الكبير جداً لبعض الأنواع رأى السباهي أن ذلك يعود إلى ارتفاع تكاليف الصيد في البحار من تجهيزات (قوارب ومحروقات وشباك…) هذا ما دفع العديد من الصيادين إلى تهريب بعض الأنواع إلى أسواق لبنان وبشكل خاص غالية الثمن منها لتعويض التكلفة وتجنب الخسارة، كأسماك السلطان إبراهيم التي يصل سعر الكيلو الواحد منها بين 15-20 ألف ل.س. مشيراً إلى أن هذا السعر غير ملائم بالمجمل للقوة الشرائية المحلية.
أما بالنسبة لأسعار أسماك المياه العذبة (الكارب- المشط بشكل خاص) فأشار السباهي إلى أنها جيدة ومقبولة إلى حد ما مقارنة مع غيرها من البروتينات لافتاً إلى أن سعر الكيلو الواحد يتراوح بين 800-1000ل.س في السوق المحلية، ويعود ذلك لانخفاض تكاليف إنتاجها وتتركز مصادر إنتاجها في الساحل السوري وجزء ومن منطقة سهل الغاب.
وأضاف السباهي: خلال الفترة الحالية يتم قطاف هذه الأنواع وذلك يتأثر أيضاً بظروف العرض والطلب عليها لذا يتم عادة القطف بالكميات الكبيرة في المناسبات.
وعن تعويض الخسائر التي تعرضت لها السوق المحلية شدد السباهي على ضرورة تسيير جميع إجازات الاستيراد التي يتم تقديمها للهيئة لتخفيض حالة اللاتوازن التي يتعرض لها السوق. وعن الإحصائيات المتوقعة لهذا العام لكميات الإنتاج أشار السباهي إلى أن إنتاج أسماك البحار محافظة نوعاً ما على كمياتها وتتراوح أنواعها من 20-30 نوعاً حسب الموسم. أما أسماك المياه العذبة فلا توجد إحصائيات دقيقة معلنة وتقتصر على الكارب والمشط بشكل أساسي.
وفي السياق لفت السباهي إلى إنتاج العام الماضي حيث وصل إنتاج أسماك البحار إلى 1940 طناً وبالمقابل 600 طن من المياه العذبة والمزارع المحلية الخاصة والحكومية.
قصي المحمد
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد