إعادة معلمي حلب إلى مدارسهم مع الصيف القادم

طلب وزير التربية في تعميم أصدره بتاريخ 19/3/2013 من مديريات التربية في جميع المحافظات السورية إعادة جميع المعلمين والعاملين من ملاك مديرية التربية في حلب إلى مراكز عملهم الأصلية في حلب اعتباراً من 29/6/2017.
تابعنا هذا الموضوع مع وزارة التربية وتواصلنا مع مدير التربية في حلب إبراهيم ماسو الذي أكد أهمية هذا التعميم لأنه يساهم في عودة العملية التربوية في المحافظة إلى طريقها الصحيح بعد أن عانت أكثر من 3 آلاف مدرسة من خروجها الكامل من العمل التربوي منها 2700 مدرسة مدمرة بشكل كامل وكان عدد المدارس في 2010 يصل إلى 4040 مدرسة تضم 1.263 مليون طالب وطالبة اليوم هناك 903 مدارس تضم 400 ألف طالب فقط.
وبين ماسو أن خروج هذه المدارس بطلابها وكوادرها التربوية أدى إلى ارتفاع الفاقد التعليمي بشكل كبير حيث عاد من كان في الصف السادس قبل خمس سنوات إلى الصف نفسه وهو يفترض أن يكون في الحادي عشر، ليس هذا فقط بل عاد بمستوى تعليمي لا يتجاوز الصف الثاني وهذا وجدناه من خلال متابعتنا اليومية لأوضاع التلاميذ الذين عادوا إلى مدارسهم في الأحياء المحررة في مدينة حلب.
مضيفاً: إن هذا الأمر يحتم علينا جميعاً بذل المزيد من الجهود لتعويض الفاقد التعليمي على أطفالنا وهذا لا يمكن أن يتوافر إلا بعودة الكوادر التربوية المؤهلة وممن اكتسبت الخبرة التربوية الطويلة وهذا أحد مبررات هذا التعميم بشكل أساسي إضافة إلى عودة افتتاح المدارس في المناطق المحررة ، وتم خلال الفترة الماضية وبجهود محافظ حلب إعادة افتتاح 38 مدرسة في الأحياء المحررة في مدينة حلب فقط انضم إليها ما يقارب 26 ألف طالب وطالبة بعد أن تم توفير مستلزمات العملية التربوية لهذه المدارس ولكن فيما يتعلق في الكوادر التربوية لم تكن كافية ولذلك تم تعيين 300 معلم وكيل في هذه المدارس ومعروف أن أداء المعلم الوكيل لا يمكن أن يرتقي إلى مستوى ما يقدمه المعلم المؤهل وصاحب الخبرة وخصوصاً مع الفاقد التعليمي الكبير نتيجة غياب الطلاب عن مدارسهم وتعويض هذا الفاقد يحتاج إلى معلم خبير في هذا الجانب. وعن وضع العملية التربوية في الأحياء المحررة في مدينة حلب بشكل خاص وعن المحافظة بشكل عام قال ماسو: في مدينة حلب فقط 422 مدرسة خارج الخدمة خلال الأزمة منها 267 مدرسة مدمرة بشكل كامل، نتيجة الحاجة الماسة وبدء عودة الأهالي وبدعم مطلق من محافظ حلب تم وضع خطة إسعافية عاجلة لإعادة 50 مدرسة واستقبال الأطفال فيها وخلال الشهر القادم سيصل عدد المدارس المفتتحة في المدينة إلى 50 مدرسة، وهناك خطة إسعافية متوسطة لعودة 100 مدرسة مع بداية العام الدراسي القادم .
أما الخطة الطويلة فتقتضي عودة جميع المدارس في إطار مشروع إعادة الإعمار، أما في الريف فقد تم إعادة افتتاح 259 مدرسة في منطقة منبج بعد خروج داعش منها التحق فيها خلال الفترة الماضية أكثر من 70 ألف طالب وطالبة وتتوافر فيها جميع المستلزمات التعليمية، اليوم وبعد تحرير معظم الريف الشرقي لمحافظة حلب نحن بحاجة إلى إعادة افتتاح كل ما نستطيع من المدارس لتأمين عودة أطفالنا إلى مدارسهم التي حرموا منها منذ 5 سنوات وهذا يحتاج إلى تعاون كبير من المجتمع الأهلي في إعادة تأهيل هذه المدارس وعودة جميع المعلمين الذين حددوا مراكز عملهم خلال السنوات الماضية خارج محافظة حلب ويصل عددهم إلى 7 آلاف معلم وعامل تربوي من جميع الفئات والاختصاصات التربوية.
وشدد ماسو على ضرورة التزام المعلمين في العودة إلى مدارسهم للمساهمة في عودة العملية التربوية في جميع مدننا وقرانا وتعويض أطفالنا عما فاتهم من تعليم خلال السنوات الماضية.

محمود الصالح

المصدر: الوطن