إسـرائيل تتوقع الشلل في الحرب المقبلة: تـل أبـيـب سـتـكون جـبـهـة أمـامـيـة
ودّعت الحكومة الإسرائيلية أمس في اجتماعها الأسبوعي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الجنرال عاموس يادلين الذي سينهي اليوم مهام منصبه. وكانت قيادة الجيش قد عينت بدلا منه الجنرال أفيف كوخابي. وأراد يادلين الذي سبق وخدم كطيار حربي ووصل إلى قيادة الاستخبارات من موقعه في سلاح الجو عدم ترك منصبه من دون رسالة واضحة للقيادة السياسية الإسرائيلية. وأبلغ الحكومة يوم أمس بأنه في المواجهة المقبلة «ستغدو تل أبيب جبهة». وكان رئيس مشروع تطوير الدفاع ضد الصواريخ «حوما» المهندس عوزي روبين، قد أبلغ مؤتمرا علميا للجو والفضاء عقد في القدس قبل أيام، أن تل أبيب ستتعرض في أي حرب مقبلة لهجمات صاروخية مركزة تشل الحياة فيها.
وأشار يادلين الذي تولى منصب قائد الاستخبارات العسكرية لخمس سنوات متتالية، إلى أن «الردع الإسرائيلي بالغ القوة، لكن لا ينبغي للهدوء السائد حاليا أن يضلل أحدا. فالعكس هو الصحيح وأعداؤنا يعاظمون قوتهم ويتسلحون». وبحسب يادلين، فإن «الخطر الأساس اليوم هو إيران، ليس فقط بسبب مشروعها النووي. فإيران تطلق أذرعا أخطبوطية لدعم كل من يعمل ضد إسرائيل. وفي المواجهة المقبلة هناك احتمال بأن تندلع النيران في أكثر من جبهة واحدة، وتنقلب تل أبيب إلى جبهة». وأضاف يادلين ان «هناك صراعا يحاول أيضا المساس بذات وجود إسرائيل. وفي مقابل ذلك، هناك حاجة للاستخبارات وتنظيم الاستعدادات القومية».
وامتدح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يادلين وقال إن «هذا هو المنصب الأعلى في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي. والمنصب يتطلب رؤية استراتيجية إلى جانب الغوص في التفاصيل. وقد أدى عاموس يادلين مهامه على أفضل وجه. وقد عرف كيف يقدم للقيادة الأدوات المناسبة من أجل الاستعداد لمواجهة التغيرات في المنطقة». وأبدى وزراء كثر تقديرهم للجنرال يادلين وأغدقوا عليه الثناء.
وأثنى وزير الدفاع إيهود باراك على يادلين بعدما أجمل خدمته العسكرية التي دامت أربعين عاما. وقال باراك، «خلال ولايته تقدمت شعبة الاستخبارات العسكرية خطوات هائلة إلى الأمام في توفير المواد الاستخباراتية المجموعة وفي مساهمتها في إصابة الأهداف». وأضاف باراك ان الجنرال يادلين «وفر تقويمات استخبارية عميقة في كل ما يتعلق بالمواضيع الاستراتيجية والأمنية. وهذا جنرال يفكر بعمق وصاحب طابع إنساني استثنائي».
وأجمل باراك توصيفه يادلين فقال إنه «خدم في الجيش الإسرائيلي طوال أربعين عاما كطيار، كقائد، كملحق عسكري في واشنطن، كقائد للكليات الحربية. وهذا سجل لشخص صاحب رأس حاد ونظيف عرف كيف يميز بين الغث والسمين. وعائلة يادلين بأجيالها هي عائلة نموذجية في المجتمع الإسرائيلي. وأنا أتمنى للجنرال يادلين طريق النجاح أينما اتجه، ولا بد لنا من أن نلتقي».
ومن المقرر أن يتم اليوم ترفيع خليفة يادلين، أفيف كوخابي، من رتبة عميد إلى رتبة لواء حال تسليمه قيادة شعبة الاستخبارات. وستجري المراسم الرسمية لتسلم المنصب اليوم في قاعدة التدريب التابعة لسلاح الاستخبارات بحضور رئيس الأركان غابي أشكنازي وجميع أعضاء هيئة الأركان. ويحمل كوخابي شهادة بكالوريوس في الفلسفة من الجامعة العبرية، وشهادة ماجستير في الإدارة العامة من جامعة «هارفارد»، وماجستيرأخرى من جامعة «جون هوبكنز» الأميركية.
وكان يادلين قد عرض في مطلع الشهر الحالي تقديراته للموقف في أي حرب مستقبلية أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، وحذر فيها من نتائج الجولة المقبلة من القتال. وقال حينها إن الحرب «ستشمل أكثر من جبهة، اثنتين إن لم يكن أكثر. وستكون الحرب أكثر كثافة، أكثر اتساعا وبإصابات أكبر».
وفي مؤتمر الجو والفضاء الذي عقد قبل أربعة أيام في القدس المحتلة، ألقى مهندس الصواريخ الأشهر في إسرائيل، عوزي روبين محاضرة مقلقة. وقال الرجل الذي ترأس مشروع «حوما» لانتاج صواريخ «حيتس» ان هدف العدو في الحرب المقبلة ضد إسرائيل سيكون مهاجمة المجتمع الإسرائيلي، وليس مهاجمة الجيش الإسرائيلي. وعن طريق استخدام أسلحة دقيقة شديدة القوة، سيحاول أن يخلق لنفسه «تفوقا جويا من دون سلاح جو». ويمكن لقسم من الصواريخ التي يملكها، أن يصل الى حدود إصابة متوسطة لـ200 متر فقط عن الهدف. ووفق حساباته، هناك 13 ألف صاروخ موجهة حاليا نحو معظم المناطق المأهولة في إسرائيل، من عكا إلى النقب. وهناك حوالى 1500 صاروخ مؤهلة لضرب منطقة تل أبيب وهي تحمل ما يصل إلى 1400 طن من المتفجرات.
وعرض روبين في المحاضرة خريطة عليها تقديراته لنتائج صلية من عشرة صواريخ أم 600 الدقيقة الموجهة نحو مقر وزارة الدفاع في تل أبيب وانتشارها في محيط 500 متر. وبحسب كلامه، فإن هذه الصلية قد تشوش القدرة العسكرية لإسرائيل وتلحق أضرارا فادحة وتقتل الكثير من المدنيين. وأشار إلى أن الرد الإسرائيلي يركز على العمليات الهجومية فيما يولي أهمية أقل للعمليات الدفاعية. وأنهى روبين بتهذيب محاضرته قائلا إن قادة الجيش يعترفون بأن «الجبهة الداخلية ستتلقى حقنة من الحرب». وأشار إلى أن هذا قد يكون دافعا جيدا لإعادة النظر في عقيدتنا القتالية.
وأوضح روبين الذي تخصص في دراسة تعاظم قوة كل من سوريا و«حزب الله»، أنه من الضروري الإصغاء لتهديدات الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله مطلع العام الحالي. وأعاد إلى الذاكرة ما قاله نصر الله «إذا دمرتم بناية في الضاحية فسندمر مباني في تل أبيب». واعتبر أن كلاما كهذا قبل عامين كان يعتبر فارغا، لكن «قدرات حزب الله اليوم تبنى. وما يتعرض للخطر عندنا هو موانئنا، كل محطات الطاقة عندنا، مراكز المواصلات، مراكز القيادة المدنية والعسكرية. وفي أوضاع كهذه، أنا لا أعتقد أن بوسعنا مواصلة أكل السوشي في ميدان المدينة في تل أبيب. وكل من يريد الخروج إلى إجازة تزلج على الجليد سيجد أن مطار اللد ليـس فاعــلا إلى هذا الحد، وأن علـيه تأجيل إجازته».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد