إسرائيل تُعدّ للحرب المقبلة مع حزب اللّه وتتوعّد بــ«نصر» خلال 5 أيّام
أعلن مصدر عسكري إسرائيلي لصحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، أمس، أن «لواء غولاني، وهو أحد ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي، أنهى مناورة استمرت أسبوعاً في مرتفعات الجولان، في محاكاة لحرب شبيهة بحرب قد تواجه فيها إسرائيل سوريا وحزب الله»، مشيراً إلى أن «المناورة شهدت مشاركة أساسية من وحدات من سلاح الجو والمدفعية والمدرعات».
وأشار ضابط إسرائيلي رفيع المستوى، للصحيفة نفسها، إلى أن «الجيش فصل، في الحرب الأخيرة، بين أهداف تابعة لحزب الله وأهداف وطنية لبنانية، لكن بما أن الحزب أصبح شريكاً في الحكومة اللبنانية، ويملك حق النقض لقراراتها، فما من سبب لإجراء فصل في الحرب المقبلة، وعليه فإن أي هجوم يشنّه حزب الله على إسرائيل، هو بالأساس هجوم لبناني عليها».
وأضافت مصادر عسكرية إسرائيلية أنه «من أجل التحضير والاستعداد لحرب محتملة مع حزب الله، وضع الجيش الإسرائيلي خططاً عملية من شأنها أن تؤدي إلى نصر سريع وواضح للحرب، خلال أربعة أو خمسة أيام». وأشارت إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكينازي، «أوصى المجلس الوزاري بإعطاء الجيش ضوءاً أخضر لقصف البنية التحتية اللبنانية بشدة، ما دام حزب الله شريكاً في الحكومة اللبنانية».
وتشير المصادر العسكرية الإسرائيلية إلى أن الخطة التي وضعها جيش الاحتلال «تُنَفَّذ على مرحلتين: في الأولى تُدَمَّر البنية التحتية التابعة لحزب الله بواسطة سلاح الجو، أملاً في أن يؤدي ذلك إلى إنهاء الحرب، الأمر الذي يوجب على سلاح الجو الإسرائيلي الاستمرار في طلعاته الجوية بانتظام فوق لبنان، بهدف جمع معلومات عن الحزب وتعقب شحنات الأسلحة التي تُهَرَّب من سوريا. أما في المرحلة الثانية، فسيعمد الجيش إلى تنفيذ هجوم بري واسع النطاق، على الأرجح إلى نهر الليطاني، حيث يُعتَقَد بوجود غالبية الصواريخ القصيرة المدى التي يملكها حزب الله».
وتتابع المصادر الإسرائيلية نفسها، موضحة أن «الفرق بين الحرب السابقة والمقبلة هو أن الجيش الإسرائيلي لن ينتظر حتى الساعات الأخيرة من الحرب لشن هجومه البري، بل سيعمد إلى ذلك فور اندلاع المواجهة»، مضيفة أن «حزب الله يجد صعوبة في المرحلة الحالية بتعزيز مواقعه في أماكن مفتوحة، بسبب انتشار الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، الأمر الذي أوجب عليه التركيز على القرى الشيعية، حيث أقام مواقع قيادة وسيطرة ونشر فيها منصات صواريخ». ويشير ضابط إسرائيلي رفيع المستوى إلى أنه «في الحرب المقبلة، لن يُستَثنى أحد، وسنمنحهم إنذاراً من 12 ساعة، وبعدها سنقوم بالرد».
وقال قائد سلاح المدفعية في الجيش الإسرائيلي، ميشال بن باروخ، تعليقاً على المناورات في الجولان و«الحرب المقبلة مع حزب الله»، إن «حرب عام 2006، كانت فرصة ضائعة بالنسبة إلى إسرائيل، سببتها الإدارة الفاشلة للحرب من المستويات العليا في الجيش»، مشيراً إلى أن «إسرائيل أطلقت في الحرب أكثر من 170 ألف قذيفة، أي ما يعادل خمسة آلاف قذيفة يومياً، لكنها كانت فقط من أجل التشويش على نشاط حزب الله. أما في الحرب المقبلة، فسيكون هدف القصف تدميرياً».
وبحسب بن باروخ، تتطلب الحرب المقبلة «استخبارات جيدة، وأنظمة قتالية متطورة، من بينها رادار يؤمل أن يدخل الخدمة في العام المقبل، وهو قادر على تحديد موقع منصات الصواريخ ونقل المعلومات عنها إلكترونياً إلى سلاح المدفعية وأنظمة الصواريخ التي تكون منتشرة قريباً من المكان»، مضيفاً أن «هناك تقنية جديدة ستضاف في الحرب، وهي الطائرة من دون طيار التي سيوفرها الجيش للمشاة وكتائب الدبابات، ما يسمح لهم برؤية ما يجري وراء التلال».
وتنقل الصحيفة عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن «إسرائيل في الحرب الأخيرة كانت تدافع عن نفسها، وحالياً لا يخفي الجيش أنه سيعمد في الحرب (المقبلة)، إلى تنفيذ رد غير متكافئ، من اليوم الأول للمواجهة».
وفي ما يتعلق بموعد اندلاع المواجهة مع حزب الله، نقلت الصحيفة عن المصادر نفسها قولها إن «موعد الحرب هو السؤال المركزي، لكن لا إجابة واضحة عنه»، مشيرة إلى أن «الحرب الوقائية على تعاظم حزب الله، ورغم وجود محافل مؤيدة لها في الأركان العامة، إلا أن معقولية حصولها منخفضة». وأكدت أن «الحزب لا يزال يؤمن بتدمير إسرائيل وتبرير وجوده كميليشيا، رغم أنه مشارك في الحكومة، ويتطلع إلى مواجهة جديدة مع إسرائيل، الأمر الذي ألزم الجيش البقاء في حالة تأهب قصوى، تحسباً لهجوم انتقامي يشنه الحزب، رداً على اغتيال (مسؤوله العسكري) عماد مغنية في شباط الماضي».
محمد بدير
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد