إسرائيل تعزل بلدة الغجر اللبنانية واليونيفيل عاجز
عشية انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان المتوقع اليوم، حسب تأكيدات مصادر القوات الدولية، وامتناع قادة الاحتلال عن تحديد موعد نهائي بهذا الشأن.. هددت تل ابيب لبنان بعدوان آخر في غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر وبحرب تصفيات واغتيالات تطال رمز المقاومة على غرار السياسة الإسرائيلية المتبعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما يؤكد ثبات قادة هذا الكيان على النهج العدواني ومحاولتهم الانتقام من لبنان بعد الهزيمة التي منيت بها القوات الإسرائيلية المعتدية في العدوان الأخير.
فقد لوح وزير ما يسمى البنى التحتية الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر العضو في الحكومة الأمنية المصغرة أمس باحتمال تجدد المعارك مع لبنان.
وقال لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن الانطباع هو أن الحرب يمكن أن تتجدد في غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر، مضيفاً أن الترتيبات التي وضعت لجنوب لبنان بعد الانسحاب الإسرائيلي لن تصمد.
كما أعلن بن اليعازر "أنه يجب تصفية الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في أقرب فرصة"، مجدداً نوايا حكومته العدوانية تجاه لبنان وشعبه.
إلى ذلك قالت ناطقة عسكرية إسرائيلية أمس إن الجيش الإسرائيلي سينسحب اليوم الأحد من مناطق جديدة يحتلها في جنوب لبنان لتسليمها إلى قوة الأمم المتحدة. ورفضت الناطقة توضيح متى سينجز انسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل.
في سياق ثان أكملت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس عملية عزل بلدة الغجر المحتلة بقسميها السوري واللبناني بشكل كامل.
وحولت الإجراءات الإسرائيلية البلدة إلى ما يشبه ثكنة تحيطها الاسلاك الشائكة والخنادق والسواتر الترابية حيث أقامت سواتر ترابية حول الأطراف الشرقية والشمالية والغربية للبلدة وأضافت على بعد أمتار قليلة منها أسلاك شائكة بارتفاع ثلاثة أمتار ومن ثم حفرت خندقا بعمق مترين على طول المسافة المحاذية للأسلاك الشائكة وببعد عشرة أمتار عنها كما واصلت ورش اسرائيلية أشغالها بإصلاح السياج الشائك في المنطقة الواقعة بين الغجر وبلدة الوزاني ومنتزهاتها. وقالت الوكالة اللبنانية للإعلام إن أحياء البلدة باتت معزولة عن الاراضي اللبنانية وخاضعة لسيطرة عسكرية اسرائيلية كاملة، مشيرة الى ان الإجراءات الاسرائيلية تنجز على مرأى من عناصر الكتيبة الهندية الذين يراقبون الأشغال من موقعهم الذي يبعد 500 متر عن بلدة الغجر المحتلة ويكتفون بالتسجيل والمراقبة عبر المناظير، فيما اكتفى أفراد دورية من القوات الفرنسية بمراقبة الأشغال الاسرائيلية في البلدة والتقطوا صورا فوتوغرافية للمنطقة قبل ان يغادروها.
وكانت قوة مدرعة من الكتيبة الفرنسية العاملة في إطار اليونيفيل دخلت أمس منطفة الوزاني/العباسية لأول مرة منذ مجيئها الى الجنوب اللبناني ورابطت لمدة قصيرة من الزمن قبل ان تعود وتتجه الى منطقة العباسية/المجيدية وهي منطقة تخضع لنطاق عمل الكتيبة الهندية العاملة في إطار قوات الطوارئ الدولية منذ العام 2000.
وكان ناطق باسم الحكومة اللبنانية أكد أمس ان قائد قوة يونيفيل الجنرال الفرنسي آلان بيليغريني أبلغ رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ان الجيش الاسرائيلي تعهد باستكمال انسحابه من جنوب لبنان اليوم الاحد، ولكن الجيش الاسرائيلي رفض رغم ذلك تحديد موعد واضح للانسحاب.
وقالت ناطقة عسكرية إن الجيش الاسرائيلي سينسحب الاحد من مناطق جديدة لتسليمها الى قوة يونيفيل، لكنها رفضت تحديد موعد الانسحاب الكامل، متعللة بأسباب "أمنية".
وكان السنيورة طلب من وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الضغط على اسرائيل للانسحاب من الجنوب تطبيقا للقرار 1701 الصادر عن مجلس الامن الدولي.
وقال مسؤولون اسرائيليون إن اسرائيل تنتظر توضيحات حول ما سيقوم به الجيش اللبناني والقوة الدولية في حال رصد مقاومين من حزب الله في الجنوب.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد