إسرائيل تتوقع تسخين جبهة لبنان

حذر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي الجنرال عاموس يدلين، في جلسة الحكومة أمس، من احتمال تسخين الجبهة في كل من لبنان وغزة، مؤكدا أن سوريا خرجت مؤخرا من العزلة الدولية التي عاشت فيها في السنوات الأخيرة.
إلى ذلك، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت انه يتعين على الدولة العبرية أن تفخر بصفقة تبادل الأسرى مع حزب الله، وتم خلالها إعادة خمسة أسرى لبنانيين و١٩٧ جثة مقابل الحصول على رفات الجنديين الداد ريغيف وايهود غولدفاسر.
وقال اولمرت »بعد وقت قصير من انتهاء (حرب لبنان الثانية)، قدّرنا أن (الجنديين ميتان)، لكن كان من واجبنا أن نبذل كل ما بوسعنا لإعادتهما، لأنه لم يكن لدينا أي دليل قاطع بأنهما ميتان فعلا. ولذلك تعين علينا العمل كما لو كانا على قيد الحياة. جرت نقاشات هنا (في الحكومة) وسجالات في منتديات شعبية، أثارت أسئلة صعبة حول الثمن الذي يتعين على إسرائيل أن تدفعه لإعادة الجنديين«.
وأضاف اولمرت »قيمنا تختلف عن قيم أعدائنا. ما قد يعتبره البعض ضعفا، هو قاعدة تضامننا وأساس القوة الأخلاقية لإسرائيل« موضحا »حتى بعودة الجنديين المختطفين ودفنهما، يجب أن نشعر بالفخر، لان لدينا واجبا أخلاقيا لإعادة الجنود، وليس فقط أن نرسلهم إلى ساحة القتال«.
وقدم يدلين للحكومة الإسرائيلية تقديرا للوضع على الجبهتين اللبنانية والفلسطينية بعد إتمام عملية تبادل الأسرى مع حزب الله، وحث على تسريع مفاوضات التبادل مع حركة حماس.
وشدد يدلين في استعراضه على بقاء خطر قيام حزب الله بتنفيذ عمليات ضد إسرائيل في ظل بقاء عدد من القضايا »مفتوحة« بينه وبين إسرائيل. وقال للوزراء إن »احتمالات وقوع أعمال إرهابية مفتوحة على حد سواء في الجبهة الشمالية وفي غزة... ويأتي هذا الاحتمال استمرارا لتصريحات حزب الله بالثأر لاغتيال (القائد العسكري في حزب الله عماد) مغنية، فهذه مواضيع لا تزال مفتوحة من ناحية حزب الله الذي يتهم إسرائيل بمواصلة انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار. كما أن في غزة منظمات لا تشارك في التهدئة وتخطط لعمليات جدية«. واعتبر أن بين القضايا المفتوحة بين حزب الله وإسرائيل »قضايا مثل مزارع شبعا، كفرشوبا، وقرية الغجر واغتيال مغنية«.
وأوضح يدلين للوزراء الإسرائيليين أن هناك أصواتا أخرى في العالم العربي تنتقد صفقة التبادل مع حزب الله الأسبوع الماضي. وقال »في العالم العربي أصوات أخرى تنتقد واقع أنه من أجل (سمير) القنطار تضرر لبنان اقتصاديا بشكل بالغ جدا... وهناك من يقول أن الأمر يتعلق بصفقة قاسية من جانب حزب الله«، و»بين أمور عدة فإن المنتقدين في العالم العربي يزعمون بأن لبنان دفع الثمن تدمير عشرات الألوف من البيوت، والمساس بآلاف الناس مما لا يستوي مع الإفراج عن القاتل القنطار«.
ومع ذلك لاحظ يدلين أن الدول »المعادية« تخشى من الصدام في المنطقة ومن عمليات الجيش الإسرائيلي. وقال إن »أعداء إسرائيل يخشون من صيف ساخن، وهم غير معنيين بحرب خلال ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش، وليس قبل إتمام تسلحهم. ولدى أعداء إسرائيل تقدير بأن هناك احتمالا لأن تقدم إسرائيل على خطوة عسكرية لا تفضي إلى حرب، بل إلى عملية محدودة«.
وأشار يدلين إلى الخطر الإيراني، معتبرا أن طهران تواصل سياسة التحدي والعمل على تحقيق تقدم تكنولوجي نووي. وعرض للتغييرات في الوضع الدبلوماسي العالمي إزاء إيران، بما في ذلك انضمام الولايات المتحدة إلى محادثات جنيف أمس الأول.
وفي ما يخص سوريا، قال يدلين إن »سوريا خرجت من عزلتها الدولية، رغم أنها تساعد في زيادة قوة حزب الله. سوريا تتخذ خطوات للتقارب مع العالم الغربي، كما ظهر في باريس (قمة الاتحاد من اجل المتوسط)، لكنها تواصل المحافظة على ارتباطها بمحور الشر كإيران وما شابه«.
وتحدث يدلين عن المحادثات غير المباشرة الجارية، بوساطة تركيا، مع سوريا، معتبرا أنها ساعدت دمشق في الخروج من عزلتها الدولية.
وخلص يدلين إلى أنه رغم إطلاق عدد من صواريخ القسام من غزة إلا أن رجال حماس ملتزمون بالتهدئة. وقال »هذا التنظيم أفلح في فرض وقف النار في الجانب الفلسطيني«. وأبدى تقديره أن استمرار إغلاق المعابر يضعف من احتمال بقاء التهدئة. وأقر بأن مصر تبذل جهدا فعليا لمنع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، وأنه جراء ذلك انخفض معدل التهريب.
من جانبه، أكد وزير الدفاع ايهود باراك أقوال يدلين بخصوص التهدئة في غزة، معتبرا أن هذا الوضع يفتح إمكان التباحث بشأن صفقة تبادل أسرى لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت.

المصدر: السفير