إسرائيل تبلغ الرعاة «أمراً عسكرياً»: منطقة عازلة شمالي مزارع شبعا يُمنع دخولها
يحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي فرض منطقة عازلة إلى الشمال من الخط الحدودي، المعتمد في محور مزارع شبعا المحتلة مع المناطق المحررة المحاذية، من خلال منع مزارعي ورعاة ماشية بلدة شبعا، بقوة السلاح، من الوصول إلى تلك المنطقة الجردية باعتبارها منطقة عسكرية مغلقة.
هذا التوجه بفرض منطقة عازلة، أُبلغ بشكل مباشر عن طريق ضابط مخابراتي إسرائيلي إلى رعاة الماشية، لا سيما إلى من خطفهم جيش الاحتلال من خراج شبعا مؤخراً (من بينهم يوسف رحيل ويوسف زهرة)، ليفرج عنهم وفي وقت لاحق بعد اخضاعهم لتحقيقات مطولة في مواقع عسكرية داخل المزارع المحتلة.
وأشار الضابط نفسه، في حديثه إلى رحيل وزهرة، إلى أن المنطقة الجبلية الواقعة إلى الشمال من الخط الحدودي الوهمي، والمعتمد من قبل «اليونيفيل» والجيش الإسرائيلي وغير المعترف به من قبل الجيش اللبناني، تقع ضمن المنطقة المحتلة ويحظر على اي كان دخولها.
وأكد لهما أنه يمنع على أي مواطن دخول هذه المنطقة العازلة تحت طائلة إطلاق النار من دون سابق إنذار، وطلب منهما إيصال هذه الرسالة، الأشبه بتهديد، إلى كل من يعنيه الأمر.
وبالنسبة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فالمنطقة المعنيّة بقراره تمتد من مرتفعات جبل سدانة غربا وحتى مرتفعات جبل الشيخ شرقا مرورا بمرتفعات الشحل، وبطول يبلغ نحو 15 كلم وبعرض يتراوح ما بين الـ300 والـ800 متر شمال الخط الحدودي.
وشدّدت مصادر أمنية متابعة للوضع الحدودي على أن الجيش الإسرائيلي يُخضع هذه المنطقة لهيمنته العسكرية، من خلال سيطرته عليها بنيران الأسلحة الرشاشة الخفيفة أو عبر كاميرات المراقبة المسلطة باتجاهها، إضافة إلى التوغل فيها عبر عناصر مشاة واقامة كمائن متقدمة بين فترة واخرى.
وبالرغم من أن هذه المنطقة بأكملها تقع ضمن عمل قوات «اليونيفيل»، فهناك 5 نقاط مراقبة عائدة للكتيبة الهندية موزّعة فوق تلال مشرفة عليها ومن مختلف الجهات. فان جيش الاحتلال يقوم بخروق شبه يومية. وتتنوّع هذه الخروق بين تسلل عناصر مشاة يقومون بأعمال مراقبة أو كمائن، وفي حالات عدة ملاحقة وخطف مواطنين او الاستيلاء على مواش، في حين تكتفي قوات «اليونيفيل» بتسجيل هذه الخـــروق مـــن دون أن تتمكن من منـــع ولو واحـــد منها.
وفي السياق عينه، أعلنت قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه أن «زورقاً حربياً تابعاً للعدو الإسرائيلي، أقدم عند الساعة 6,00 من صباح اليوم (أمس)، على خرق المياه الإقليمية اللبنانية مقابل رأس الناقورة لمسافة 10 امتار، ثم عاد باتجاه المياه الإقليمية المحتلة».
اجتماع ثلاثي
خطف الرعاة والخروق الإسرائيلية اليومية إضافةً إلى استمرار احتلال إسرائيـــل للقسم الشمالي اللبـــناني من بلدة الغجر في القطاع الشــرقي، كانت محور الاجتماع الثـــلاثي الذي عقد أمس في مركز قوات «اليونيفـــيل» في منطقة رأس الناقورة (حسين سعد).
وحضر الاجتماع، الذي استمر لأكثر من ثلاث ساعات، ممثلون عن الجيش اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي والقائد العام لقوات «اليونيفيل» الجنرال باولو سييرا ومساعدوه.
طارق أبو حمدان
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد