أين أصبحت الصين في لعبة توازن القوى مع أمريكا وروسيا
الجمل: تعاني المعلومات الاستخبارية الغربية من فجوة كبيرة في الاعتبارات المتعلقة بتقدير القدرات العسكرية الصينية، وفي هذا الصدد يقول الأمريكي جيمس لويس في شهادته أمام الكونغرس الأمريكي، بوجود ثلاثة تطورات أدت إلى تشكيل بيئة الصراعات المسلحة، وهي:
- استخدام القوات الأمريكية للتكنولوجيات المتطورة في حرب الخليج الأولى.
- اهتمام القوى العالمية الأخرى بتطوير قدراتها العسكرية بما يعزز قدرتها في منافسة القوى العسكرية الأمريكية المتطورة.
- تطوير أنواع جديدة من الأسلحة، وظهور أساليب جديدة من الهجمات.
وعلى أساس اعتبارات هذه التطورات الثلاثة، عملت الصين من أجل تحديث قدراتها العسكرية وفقاً للمبادئ الآتية:
- استخدام المزيد من التطبيقات العلمية والتكنولوجية.
- ترقية حركة البحث العلمي في الاتجاهات التي تدعم القوات العسكرية.
- تفادي التورط في أي مواجهات مباشرة أو غير مباشرة مع الولايات المتحدة وحلفائها.
- عدم القيام بأي تدريبات أو مناورات عسكرية تكشف القدرات العسكرية الصينية الجديدة.
- السرية المطلقة في كل شيء، بما يشمل مراكز البحث العلمي والصناعة والاستخدامات.
أبرز محاور تطوير القدرات العسكرية الصينية خلال الخمسة عشر عاماً الماضية تتمثل في الآتي:
• محور التحديث:
نفذ الصينيون برنامجاً هدف إلى تغيير الجيش الصيني عن طريق إخراجه من نفوذ دائرة المبادئ الأيديولوجية التي وضعها ماوتسي تونغ إلى المجالات الآتية:
- دائرة القدرة الإقليمية: حيث استطاع الصينيون بناء جيش قادر على الآتي:
* غزو واحتلال تايوان خلال 6 ساعات.
* هزيمة القوات الأمريكية في أي حرب قادمة ضد الصين يكون مسرحها حصراً في منطقة شرق آسيا.
- دائرة القدرة الدولية: وحالياً يعمل الصينيون على إكمال الجزء الثاني من برنامج التحديث والمتعلق بالقدرة العسكرية الدولية، وذلك من أجل:
* التفوق على كل القدرات العسكرية الآسيوية.
* معادلة القوة العسكرية الأمريكية.
* العمل من أجل التفوق على القوة العسكرية الأمريكية، باستخدام القفزات التجاوزية، وذلك عن طريق الاختراعات العسكرية التي تؤدي إلى التقدم عدة خطوات دفعة واحدة.
• محور الحرب اللامتماثلة:
في الوقت الذي تقوم فيه الصين بتطوير قدراتها العسكرية غير التقليدية، فهي تقوم أيضاً بتطوير قدراتها العسكرية التقليدية في خوض الحروب المرتفعة أو المنخفضة الشدة، وذلك بحيث تكون القوات الصينية قادرة على حسم عمليات التمرد والعصيان وحرب العصابات بقوة وحسم.
• محور الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية:
بدأت الصين قبل عشرة سنوات تنفيذ برنامج الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية، وبالفعل حققت نجاحاً ملموساً، والآن هناك اعتقاد بأن الصينيين يملكون حالياً أنواعاً أخرى من الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية، ولكنهم يرفضون الإعلان والكشف عنها في الوقت الحالي.
• محور الحرب المعلوماتية:
برنامج تطوير قدرات الحرب المعلوماتية الصيني يقوم على الآتي:
- التفوق في جمع وتخزين وحماية وتأمين المعلومات.
- التفوق في القدرة على تدمير معلومات الأطراف الأخرى عند حدوث المواجهات.
وحالياً يعمل الصينيون على بناء شبكة انترنت عملاقة، تتميز بقدرتها الهائلة على تخزين المعلومات، وأيضاً تتميز بالأمان والحماية العالية إزاء عمليات التخريب والاستهداف المعلوماتي.
وعموماً فإن سباق التسلح الدائر بين الصين والولايات المتحدة وروسيا، هو سباق سوف تحسمه الكثير من الجوانب، والتي تأتي في مقدمتها:
- الاعتبارات المتعلقة باستخدامات التكنولوجيا المتطورة.
- الاعتبارات المتعلقة بالسرية، وذلك على النحو الذي يؤدي إلى تحقيق المفاجأة التي تؤدي بدورها إلى إرباك الأطراف المنافسة الأخرى، (مثلما حدث في تجربة الصاروخ الصيني المضاد للأقمار الصناعية).
- الاعتبارات المتعلقة بالعمليات التقليدية منخفضة الشدة والتي تتمثل في مواجهة عمليات حرب العصابات والتمرد المسلح والحرب في المناطق المأهولة.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد