أيام فاتح المدرس سبر لتجربته في الفكر والأدب والفن

08-04-2011

أيام فاتح المدرس سبر لتجربته في الفكر والأدب والفن

في إطار فعاليات أيام فاتح المدرس التي يستضيفها غاليري مصطفى علي قدمت الباحثة الأردنية سمر حمارنة مساء أمس تعريفاً للجمهور بالجوانب الأدبية المختلفة التي تشتمل عليها تجربة المدرس الفكرية والأدبية والتي تضاهي إلى حد كبير تجربته الفنية التي اشتهر بها.

وأشارت حمارنة إلى أن المدرس خرج في قصصه عن المألوف وتحول قلمه إلى ريشة تلون الكلمات وأصبحت الورقة قماشة تحتضن مسرحاً تتحرك عليها الأرواح الإنسانية وكما أن ريشته ترسم الوجوه بلا تفاصيل فإن قلمه يحرك شخصيات بلا ملامح مستخدماً تقنية الظلال لإبراز حجم همومها مستشهدة بعدد من قصصه كعود النعنع وخيرو العوج والنهر وغيرها.

وقالت حمارنة إن بعضاً من شعر المدرس يعكس عالمه الفلسفي فدقة استخدامه للكلمة هي تعبير عن فلسفة عميقة وترجمة فكرية لحياة مادية ما زاد من عشقي للغة العربية وإيماني بعمقها واعتبارها وسيلة للتعبير عن الهوية مشيرة إلى محطات من حياة المدرس مثل وفاة والده قبل أن يتجاوز السنتين من عمره وتعلقه الكبير بوالدته وتوجهه للقراءة المكثفة في الحادية عشرة وتعرفه على المدارس الفنية وطفولته في الريف السوري وتأثيرها على علاقته مع عناصر الطبيعة.

أما عن اتجاهه الفني فاستشهدت حمارنة بقوله: لست تعبيريا في اتجاهاتي التشكيلية ولست سرياليا ولست تجريديا.. بكل بساطة أنا رسام سوري عربي حديث أرفض الأخذ بالمفاهيم المستوردة أو المسبقة الصنع أنا شاهد على جمال الأرض والإنسان كما أنا شاهد على أحزان عصري.

كما قرأ الشاعر لقمان ديركي للمدرس مجموعة منتقاة من ديوان القمر الشرقي على شاطئ الغرب ومن ديوان الزمن الشيء بينما قرأ القاص والسيناريست بشار بطرس إحدى قصص الفنان الراحل.

وكانت أيام المدرس افتتحت فعالياتها يوم أمس بمعرض تشكيلي يضم أربع عشرة لوحة تشكيلية للفنان المدرس تم جمعها من الأصدقاء الذين يحتفظون بها.

كما تم عرض الفيلم التسجيلي فاتح المدرس من إخراج عمر أميرلاي ومحمد ملص وأسامة محمد وهو عبارة عن بورتريه للفنان قرب المشاهدين من شخصيته وتجربته وبعض آرائه.

وقالت الباحثة سمر حمارنة صاحبة فكرة أيام فاتح المدرس: إنها دخلت مرسم الفنان المدرس ورصدت بعض أقواله وآرائه المتعلقة بالفن والجمال والإنسان وتعرفت إلى عالمه عن قرب والشخصيات الثقافية المهتمة والمترددة على مرسمه للتعلم منه والاغتناء من ثقافته لافتة إلى أن هذا الاحتكاك عن قرب بالفنان فاتح خلق لديها هاجسا به دفعها فيما بعد لتأليف كتابها عنه بعنوان "لماذا فاتح المدرس" رغبة منها في تقريبه من الجمهور.

بدوره أوضح المخرج ملص أن فيلم فاتح المدرس جزء من مشروع كبير بينه وبين المخرج الراحل أميرلاي في محاولة لنفض الغبار عن مجموعة من الشخصيات التي لعبت دورا مهما على الصعد الثقافية والفكرية والفنية مشيرا إلى أن المشروع لم يكتمل وتم تنفيذ فيلمين فقط أحدهما بمناسبة العام المئوي لميلاد السينما عام السينما السوري والثاني فيلم فاتح المدرس بين عامي 1995 و1996.

وقال ملص: إن اختيار المدرس يرجع لكونه واحدة من هذه القامات العشر التي نعتقد بأنها تستحق الاهتمام والتذكير بها باعتبارها شخصية ثقافية كبيرة عالية الأهمية ليس فقط على صعيد التشكيل بل على أصعدة ثقافية متعددة ومتنوعة كالأدب والموسيقا والفلسفة /فلسفة اللون والضوء/ ومن سيشاهد هذا الفيلم فسيلاحظ أن الموسيقا مؤلفة ومعزوفة من قبل المدرس.

من جانبه أشار الفنان مصطفى علي إلى أن المدرس فنان كبير يستحق التكريم كونه أكثر من مجرد مصور ورسام فقد أنجز الكثير على صعيد جغرافيا الفن والفكر مؤكدا أن أيام فاتح المدرس فرصة أيضا لتعريف الأجيال الجديدة على هذا الفنان التي فاتها ربما الاطلاع على تجربته.

يشار أن أيام فاتح المدرس التي تستمر حتى التاسع من الشهر الحالي تتضمن فعاليات متنوعة تتناول معظم إبداعات هذا الفنان على صعيد فنه وتجربته في القصة القصيرة والشعر فضلا عن نشاط خاص للأطفال والتطرق إلى بعض الآراء النقدية حول تجربته.

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...