أوروبـا تُعـدّ لإرسـال قـوات إلـى ليـبـيا

19-04-2011

أوروبـا تُعـدّ لإرسـال قـوات إلـى ليـبـيا

أعلن مسؤولون أوروبيون أمس أن الاتحاد الأوروبي وضع خطة قد تتضمّن إرسال قوات أوروبية إلى مصراتة لحماية المساعدات الإنسانية شرط أن تطلب الأمم المتحدة ذلك. مقاتلون من الثوار في مصراتة أمس (أ ف ب)
في هذا الوقت، تواصلت المعارك الضارية بين الثوار والقوات الموالية للرئيس الليبي معمر القذافي للسيطرة على مدينة مصراتة في غربي البلاد، حيث بدأت تظهر المجازر التي ارتكبتها قوات القذافي فيها طيلة سبعة أسابيع من الحصار، مع الإعلان عن سقوط حوالى ألف قتيل، وثلاثة آلاف جريح فيها، فيما اعتبر نجل القذافي، سيف الإسلام أن القوات الليبية تقاتل «إرهابيين» في مصراتة مثلما قاتلت قوات الاحتلال الأميركي في الفلوجة في العراق، داعياً الأمم المتحدة إلى مساعدة طرابلس في قتالها لتنظيم القاعدة.
وكان الاتحاد الأوروبي وافق مطلع نيسان الحالي على إرسال قوات إلى ليبيا لحماية المساعدات الإنسانية إذا طلبت الامم المتحدة ذلك. وقال المتحدث باسم وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون، ميشال مان «إن دول الاتحاد الـ27 وافقت بالإجماع على مبدأ هذه العملية، موضحاً انه تمت الموافقة على هذا الامر الخميس الماضي». واضاف «انها ليست خطة نهائية للعملية، انها الخطوة الثانية وسنصل الى النهاية عندما يكون هناك طلب من الامم المتحدة».
وقال معارضون ليبيون، أمس، إنهم أحرزوا تقدماً مهماً في شارع طرابلس، الذي يدور صراع مرير بشأنه في مصراتة، التي تحاصرها القوات التابعة للقذافي، بعد ساعات من القتال العنيف. وقال المتحدث باسم الثوار في مصراتة عبد السلام إن «الثوار حققوا تقدماً، ويسيطرون على بعض المناطق التي تحيط بشارع طرابلس، لكن مازال يوجد خطر لأن قناصة (القذافي) على عكس الأيام السابقة يستخدمون الآن قذائف صاروخية (آر بي جي)».
وأصبح شارع طرابلس ميدان معركة رئيساً في الحصار المستمرّ منذ سبعة أسابيع. وقالت مصادر طبية إن نحو ألف شخص قتلوا، وأصيب ثلاثة آلاف، في غضون ستة أسابيع من القتال المتواصل في مصراتة. وأعلن مسؤول إدارة المستشفى الرئيسي في مصراتة الطبيب خالد أبو فلقة إن «80 في المئة من القتلى هم مدنيون».
وحذّرت منظمة خيرية ايطالية، هي المنظمة الأجنبية الوحيدة التي تعمل في مستشفى الحكمة، من أن الوضع في مصراتة بالغ الخطورة. وقالت على موقعها على الانترنت «طوال الأسبوع الماضي نشهد مذابح متنامية للمدنيين بسبب القتال الشديد الذي يقترب من مستشفى الحكمة».
في هذا الوقت، أجلت سفينة مستأجرة نحو ألف شخص من العمال الأجانب والمصابين الليبيين من مصراتة. وقال جيريمي هاسلام، الذي قاد مهمة الإنقاذ التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، «كنا نريد نقل مزيد من الأشخاص إلى خارج (المدينة) لكننا لم نتمكن من ذلك».
وواصلت قوات القذافي هجماتها على اجدابيا في الشرق التي تسيطر عليها المعارضة، وتريد أن تنطلق منها في هجوم لاستعادة السيطرة على ميناء البريقة النفطي على بعد 80 كيلومتراً إلى الغرب. وقال التلفزيون الليبي إن طائرات لحلف شمال الأطلسي هاجمت بلدة العزيزية جنوبي غربي العاصمة طرابلس، فيما ذكرت وكالة الأنباء الليبية إن غارات «الأطلسي» دمّرت برج الاتصالات الرئيسي في مدينة سرت.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الولايات المتحدة ليس لديها أي خطط للقيام بدور أكثر نشاطاً في الصراع الليبي. وقال رداً على سؤال، عن بعض بواعث القلق في «الأطلسي» بشأن احتمال نفاد عتاده العسكري، إن الولايات المتحدة تعتقد أن الحلف لديه «القدرة والقوة» على إنجاز مهمته في ليبيا. وأضاف «ليس لدينا خطط لتغيير موقفنا».
وقالت رئيسة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس، في بنغازي بعد زيارة طرابلس، إن الحكومة الليبية لم تمنحها ضمانات في ما يتعلق بدعوتها لوقف كامل للعمليات الهجومية لمساعدة جهود الإغاثة. وأضافت إنها تشعر بقلق بالغ تجاه الوضع في مصراتة. وتابعت «ما من أحد لديه أي إدراك بعمق وحجم ما يجري هناك».
من جهته، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في بودابست الى وقف فعلي لإطلاق النار في ليبيا، معرباً عن عزم المنظمة الدولية على توسيع نطاق مساعداتها الانسانية ليشمل طرابلس. واضاف ان «ليبيا تحتاج بعد التوصل الى وقف لاطلاق النار الى جهود كبيرة لاحلال السلام والحفاظ عليه واعادة الاعمار».
وقال سيف الإسلام، في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» نشرت أمس، إن العالم دخل حرباً مع ليبيا دون الاستناد إلى شيء سوى الشائعات والدعاية. وأضاف إن «القضية الأكبر تتعلق بالإرهابيين والميليشيات المسلحة، ما إن يتم التخلص منهم فإن كل شيء سيحلّ».
وتابع ان القوات الحكومية تطارد «إرهابيين» في مصراتة مثلما فعلت القوات الأميركية في الفلوجة بالعراق. ونفى استهداف المدنيين وقتلهم في مصراتة، وشبهها بالتقارير التي أفادت عن وجود أسلحة دمار شامل في العراق وكانت مبرراً لاجتياحه. وقال «الأمر مثل (مسألة) أسلحة الدمار الشامل تماماً. اذهبوا وهاجموا العراق. اذهبوا وهاجموا ليبيا. الأمر مماثل».
وأكد سيف الإسلام وجود عناصر من تنظيم القاعدة في صفوف الثوار، معتبراً أن على الأمم المتحدة ان تساعد ليبيا على التصدي للقاعدة. وقال انه بعد طرد «الارهابيين» من مصراتة وبنغازي سيتم اقرار دستور جديد في البلاد يحدّ من دور معمر القذافي. واضاف «المسألة الكبرى المطروحة هي الإرهابيون والميليشيا المسلحة. وبعدما نتخلص منهم، فإن جميع المسائل ستلقى حلاً».
وفي حين أعلن رئيس مجلس أوروبا هرمان فان رومبوي أنه «تجب مواصلة الضغط العسكري» في ليبيا، مؤكداً أن رحيل معمر القذافي «هو الهدف الرئيسي» للتحالف الدولي، اعتبر وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري أن الحل في ليبيا «لا يمكن ان يكون عسكرياً» وان على الشعب الليبي ان يختار المستقبل الذي يريده عبر الطرق الدبلوماسية.
في هذا الوقت، اتصل الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما هاتفياً بالقذافي، كما أعلن المتحدث باسمه بعد فشل الهدنة التي فاوض في شأنها في ليبيا في إطار وفد من الاتحاد الافريقي. ويصل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل اليوم الى روما للقاء كبار المسؤولين الإيطاليين ورئيس الحكومة، كما أعلنت وزارة الخارجية.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...