أهالي ريف دير الزور ينتفضون ضد «قسد» والانفلات الأمني يتمدد شرق الفرات
واصل أبناء ريف دير الزور الغربي احتجاجاتهم وتظاهراتهم ضد «قوات سورية الديمقراطية –قسد»، وطالبوها بالرحيل عن المنطقة، في وقت تزايدت حالة الفلتان الأمني في مناطق سيطرة «قسد».
وفي التفاصيل، فقد شهد ريف دير الزور الغربي، خروج تظاهرة كبيرة ضد «قسد»، على خلفية مداهمة دورية تابعة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي، با يا دا» الكردي، متخفية بزي مدني محل صرافة في قرية الصعوة غربي دير الزور، بقصد السرقة واختطاف مالك المحل للحصول على فدية مالية، وهو ما لم ينجح بسبب نجاح صاحب محل الصرافة بالهرب. وفق ما ذكر موقع «الخابور» الإلكتروني المعارض. وأضاف الموقع: إن المئات من أبناء القرية تظاهروا، وقاموا بقطع الطرق الرئيسية وإشعال الإطارات، مطالبين برحيل «با يا دا» والميليشيات الأخرى التي تتستر بها وتديرها من «قسد» إلى ما يسمى بالاستخبارات «الأسايش».
ولفتت المصادر، أن «با يا دا» أرسل وفداً من ما يسمى «مكتب العلاقات العامة» لتهدئة الأهالي، مع وعود بضبط الجانب الأمني. وتعتبر «وحدات حماية الشعب» الكردية الذراع المسلح لـ«با يا دا»، وتشكل العمود العمود الفقري لـ«قسد» المدعومة من «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا بزعم محاربة الإرهاب.
تأتي انتفاضة أهالي ريف دير الزور الغربي بعد يوم واحد من إضراب معلمي مدرسة «الحرية» في بلدة غرانيج شرق دير الزور التي تسيطر عليها «قسد» عن العمل احتجاجاً على معاقبة سبعة من زملائهم.وتجدر الإشارة إلى أن «قسد» تواجه حالة رفض شعبية واسعة، حيث خرجت عدة تظاهرات احتجاجاً على سوء الأوضاع المعيشية وسوء المعاملة، على حين ردت «قسد» بشن حملة اعتقالات.
من جانب آخر، مشطت وحدة من الهندسة في الجيش العربي السوري، أمس، محيط دوار البانوراما على المدخل الجنوبي لمدينة دير الزور والذي يتخذه الأهالي مكاناً للتنزه والرحلات خلال فصل الربيع، بحسب وكالة «سانا» للأنباء.
ونقلت الوكالة عن أحد خبراء تفكيك الألغام في وحدات الهندسة بالجيش قوله: إن «وحدات الهندسة أجرت كشفاً أولياً عبر مسح كامل للمنطقة الممتدة من دوار البانوراما باتجاه الجنوب الغربي وصولاً إلى تلة أم عبود على جانبي الطريق الدولي دير الزور- تدمر ولاسيما الطرق الترابية والأماكن المنبسطة والمنحدرات ووضعت بعد تحديد الأماكن التي زرع الإرهابيون فيها الألغام خارطة للتحرك والبدء بإزالتها بشكل آمن واحترافي». وأوضح، أن عناصر الهندسة فجروا بوساطة كاسحة ألغام عدداً كبيراً من الألغام المضادة للأفراد والدروع بعضها أميركي الصنع، كما تم تفكيك عدد منها بعد تحديد أماكنها من قبل مجموعة من عناصر المشاة عبر أسياخ السبر وكاشفات الألغام.
من جانبه، أشار رئيس مجلس مدينة دير الزور رائد منديل إلى أن تنظيف دوار البانوراما من مخلفات الإرهابيين يوفر بيئة آمنة لأهالي دير الزور الذين اعتادوا على ارتياد المنطقة في فصل الربيع ويجنب المدنيين مخاطر الألغام التي تسببت في الفترة الماضية بحصد أرواح وإصابة العشرات من المدنيين. من جهة ثانية، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أن هناك المزيد من الانفلات الأمني ضمن مناطق سيطرة «قسد» في قطاع دير الزور، حيث انفجرت دراجة نارية مفخخة قرب حاجز قرية الحصان في الريف الغربي لدير الزور، وسط معلومات عن سقوط خسائر بشرية جراء الانفجار، في حين قام مسلحان مجهولان تقلهما دراجة نارية، بتصفية مسلح من «قسد» في قرية الشنان بريف دير الزور، بإطلاق النار عليه.
وفي السياق، قام مسلحون مجهولون بتفجير عبوة ناسفة على أطراف قرية أبو حردوب بريف دير الزور الشرقي، الخاضعة لسيطرة «قسد»، عقبه إطلاق نار كثيف من قبل قوات الأخيرة المتمركزة في القرية، من دون معلومات عن خسائر بشرية، وفق «المرصد».
على خط موازٍ، أصيب مسلحان من «حماية الشعب» بجروح بالغة، نتيجة انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون في محافظة الرقة، حسبما نقلت مواقع إلكترونية معارضة عن مصدر من «قسد»، قال: إن «العنصرين نقلا إلى المركز الصحي العسكري في حي الرميلة بمدينة الرقة نتيجة إصابتهما بانفجار العبوة التي استهدفت سيارتهما التي كانا يستقلانها قرب قرية الحكومية».
وتكررت خلال الأسابيع الماضية عمليات التصفيات والانفجارات عبر قنابل وعبوات ناسفة وسيارات مفخخة في المناطق الخاضعة لسيطرة «قسد» واستهدفت معظمها مسلحي «قسد» والميليشيات التابعة لها والأشخاص المرتبطين بها، على حين طال بعضها مدنيين، وتبنى تنظيم داعش الإرهابي بعضاً منها، على حين سجلت معظمها ضد مجهولين.وعادة ما تتذرع «قسد» والميليشيات التابعة لها، بهذه الاستهدافات، للقيام بعمليات اعتقال ومداهمات.
الوطن
إضافة تعليق جديد