أنقرة تحضر لعدوان عسكري جديد شمال سورية
مع مواصلته المؤامرة مع الاحتلال الأميركي بشأن ما تسمى «المنطقة الآمنة»، هدد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان مجدداً، بشن عدوان عسكري على الأراضي السورية، وأعلن إنجاز التحضير له بحجة طرد المليشيات الكردية وإقامة تلك المنطقة، لكنه استدرك بأنه لا يريد الصدام مع واشنطن، في مؤشر على حالة التخبط التي يعيشها.
وذكرت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، أن «مركز العمليات المشتركة بخصوص «المنطقة الآمنة»، في قضاء أقجة قلعة، بولاية شانلي أورفة التركية، شهد أمس «تحركات جوية للمرة السادسة»، لافتاً إلى «إقلاع مروحيتين تابعتين للجيش التركي واثنتين عائدتين للقوات الأميركية، من أقجة قلعة، نحو الجانب السوري من الحدود».
وأوضحت، أن «الجولة المشتركة استغرقت نحو ثلاث ساعات، عادت بعدها المروحيتان التركيتان إلى نقطة انطلاقهما، على حين بقيت الأميركيتان في الجانب السوري من الحدود».يشار إلى أن الاحتلالين التركي والأميركي كانا أجريا 5 جولات تحليق مروحي مشتركة، ودورية برية واحدة، ضمن عدوانهما الدائم على أراضي الجمهورية العربية السورية تحت مسمى إقامة «المنطقة الآمنة» في الشمال السوري.
وكانت دمشق وصفت أول دورية سيرت بين الاحتلالين التركي والأميركي بالعدوان الصارخ الرامي إلى إطالة أمد الأزمة السورية.جاءت تلك التطورات، في وقت بدا فيه أردوغان يعاني من حالة تخبط في تصريحاته بخصوص ما يسمى «الآمنة»، فتارة يهدد بشن عدوان عسكري جديد على الأراضي السورية بحجة طرد الميليشيات الكردية المدعومة من واشنطن، وتارة يذكر أنه لا يريد الصدام مع الأخيرة.
ونقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن أردوغان إعلانه في تصريح أدلى به، أمس، قبيل مغادرته إلى مدينة نيويورك الأميركية للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنجاز التحضير لعدوان عسكري جديد شمال سورية ضد المليشيات الكردية، لكنه استدرك أن بلاده لا تريد مواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية، وبالوقت نفسه «لن تتجاهل دعمها للإرهابيين»!وقال أردوغان: «سنطهر أراضي شرق الفرات من التنظيمات الإرهابية التي تتحرش بنا وتخلق المشاكل في منطقتنا، وكلنا ثقة بذلك».
وأضاف: «استعداداتنا انتهت على طول حدودنا مع سورية (لشن عدوان عسكري محتمل)، وكما هو معلوم واشنطن شريكتنا الإستراتيجية، ونحن معاً في الناتو (حلف شمال الأطلسي)، وواصلنا شراكتنا هذه السنوات الطويلة، وليست لدينا رغبة بمواجهة الولايات المتحدة».لكنه وفي مؤشر على مدى التخبط الذي يعيشه، أضاف أردوغان: «لا يمكن لبلاده أن تتجاهل الدعم الذي قدمته أميركا للمنظمات الإرهابية في مكان لم تدع إليه، وتابع: «الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للإرهاب واضح للعيان، و«قوات سورية الديمقراطية – قسد» هي منظمة إرهابية وغطاء لميليشيا «وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني».واعتبر أردوغان أنه واثق من أن الخطوات التي ستخطوها بلاده شمال وشمال شرق سورية (العدوان العسكري) «ستقصم ظهر التنظيم الإرهابي إلى حد كبير».
تصريحات أردوغان جاءت بعد يوم واحد على إعلان وكالة «رويترز» للأنباء، نقلاً عن مصدرين أمنيين، أن أطباء من مدن كبرى في تركيا تم إرسالهم لإقليمين في جنوب البلاد استعداداً لتوغل محتمل في شمال سورية، وأضاف المصدران: إن إجازات الأطباء في المنطقة ألغيت أيضاً.
الوطن
إضافة تعليق جديد