أنباء عن إرسال تركيا ألف جندي لتأمين «المنطقة الآمنة»
كشفت القوات التركية عن حصيلة عملية «درع الفرات» منذ أن بدأت وحتى الآن، وسط أنباء عن إرسال أنقرة 1000 جندي إلى سورية لتأمين ما تسمى «المنطقة الآمنة» التي تسعى لتأسيسها في شمال سورية، وجددت التأكيد أنها لن تشارك في أي حملة عسكرية محتملة على محافظة الرقة ضد تنظيم داعش يشارك فيها «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي.
ونقل موقع «عربي 21» الإلكتروني الداعم للمعارضة، عن صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، تأكيدها أن الجيش التركي، بمشاته ومدرعاته وقواته الجوية، من بينهم 1000 من القوات الخاصة، يتعمقون في سورية مع مقاتلي «الميليشيات المسلحة» لتأسيس ما تسمى «منطقة آمنة» على طول الحدود.
واعتبرت الصحيفة، أن عملية «درع الفرات» تمثل بالنسبة لأنقرة توتراً متزايداً مع واشنطن، حيث هاجمت القوات التركية المقاتلين الأكراد الذين يعتبرون حلفاء أميركا الرئيسيين في القتال ضد تنظيم داعش، المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، فيما تجاهلت روسيا عملياتها منشغلة بالهجوم الكثيف على حلب.
وحذرت واشنطن أنقرة من الهجوم على «قوات سورية الديمقراطية»، التي تمثل «وحدات حماية الشعب» التابعة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» عمادها، إلا أن تركيا تجاهلتها، بحسب الصحيفة، التي أشارت إلى نية القوات التركية الهجوم على منبج.
من جانب آخر، اعتبر رئيس هيئة الأركان التركية خلوصي أكار في تصريحات له لدى لقائه بالصحفيين عقب مشاركته في افتتاح الدورة التشريعية الـ26 للبرلمان التركي، أن بلاده لن تشارك في أي حملة عسكرية محتملة على محافظة الرقة (معقل داعش) في حال شارك فيها «حزب الاتحاد الديمقراطي» (فرع حزب العمال الكردستاني في سورية)، مشيراً إلى أن أي طرف يتعاون مع «الديمقراطي» لن يحظى بدعم ومساندة تركيا لهذه الحملة.
وكان البرلمان التركي قد صدق أول أمس، على مذكرة تقدمت بها حكومة العدالة والتنمية لتمديد صلاحية الجيش والقوات المسلحة التركية لمدة 13 شهراً إضافياً لتنفيذ عمليات خارج الحدود في سورية والعراق، حسب «ترك برس».
وفي الأسبوع الماضي قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: «بالطبع إذا أرادت الولايات المتحدة أن تشارك «وحدات الحماية» و«الديمقراطي» في عملية الرقة، فلن نشارك فيها.
واستمر أردوغان بانتقاد الولايات المتحدة لدعم الأكراد، قائلاً: «إذا كنتم تظنون أنكم تستطيعون إنهاء داعش مع الأكراد فلن تستطيعوا ذلك»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة أسقطت قبل ثلاثة أيام حمولة طائرتين من الأسلحة لمدينة عين العرب لهذه التنظيمات «الإرهابية»، حسب قوله.
إلا أن الولايات المتحدة ما زالت ترى «قوات سورية الديمقراطية» و«وحدات الحماية « مكونا أساسيا بالحملة ضد داعش، وهو ما أوضحته لأنقرة في لقاءات مؤخراً.
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي، الجنرال جوزيف دنفورد، إن تسليح المقاتلين الأكراد سينجح ضد داعش، مشيراً إلى أن هذا النجاح يمكن أن يستمر في الرقة.
بدوره قال الأكاديمي والعضو الكبير في مركز الأبحاث التركي «سيتا» المقرب من الحكومة التركية، طلحة كوس: إن «الروس لا يعارضون ما تقوم به تركيا في شمال سورية، جزئياً لأنهم يركزون على حلب الآن، لكن لأن ما تقوم به حلب لا يؤذي مصالحهم المباشرة»، مشيراً إلى أن تركيا تنظر لما تقوم به أميركا على أنه تهديد لمصالحها. من جانبها، قالت المحللة التركية مع «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» مروة طاهر أوجلو: إن «تركيا ستتحرك بشكل مستقل أكثر عن الولايات المتحدة في سورية»، مضيفة: إن «الصورة تزداد تعقيداً»، معتبرة أن هذا يعتمد كثيراً على التواصل بين موسكو وأنقرة.
وهذا التحرك، بعيداً عن الولايات المتحدة، سيتضمن محاولة تأسيس ما تسمى «منطقة آمنة» داخل سورية، وهو ما اقترحته أنقرة طويلاً ورفضته الولايات المتحدة والغرب، حسب الصحيفة.
وقال أردوغان: «كجزء من عملية درع الفرات، سيتم إخلاء منطقة بمساحة 900 كم من الإرهاب»، مضيفاً: إن هذه المنطقة ستتوسع جنوباً، لتصل إلى مساحة 5000 كم مربع، كجزء من «منطقة آمنة».
في الأثناء، وحسب موقع «ترك برس» الإلكتروني التركي، ذكر بيان صادر عن القوات التركية، أن عملية «درع الفرات» منذ أن بدأت في 24 آب الماضي حتى اليوم مكنت ما اسماها «المعارضة المعتدلة» من السيطرة على مساحة داخل الأراضي السورية تبلغ 960 كيلو متر، وأن القوات التركية استهدفت خلال 40 يوماً، من بدء عملية «درع الفرات» 1657 موقعاً إرهابياً، كما بلغ إطلاق النار من القوات التركية لأهداف تابعة للتنظيمات الإرهابية 6 آلاف، و319، وفقاً للبيان. ولفت البيان الانتباه إلى أن عدد المواقع التابعة لتنظيم داعش، المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، والتي استهدفت مؤخراً من الجيش التركي بلغ 79 موقعاً، ووصل عدد الأعيرة النارية التي أطلقت على المواقع تلك 281.
وكالات
إضافة تعليق جديد