ألمانيا تدعو إلى نظام اقتصادي رأسمالي اجتماعي عالمي
أعلنت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل مساء الجمعة أمام منتدى دافوس "ضرورة اعتماد ميثاق اقتصادي عالمي جديد تلتزم به دول العالم، وإنشاء "مجلس اقتصاد دولي" تابع للأمم المتحدة على غرار مجلس الأمن.
وركزت ميركل على ضرورة اعتماد "نظام سوق اقتصادي اجتماعي" يغطي عدم وجود هيكل دولي فعال، على أن تستعرض محاوره في قمة مجموعة العشرين التي ستشهدها العاصمة البريطانية لندن في الثاني من أبريل/ نيسان المقبل.
ووصفت المستشارة الألمانية رؤيتها للنظام المالي الاقتصادي العالمي الجديد على أنه مشابه لما اعتمدته ألمانيا الغربية (سابقا) بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية.
- وقالت إن هذا هو الطريق الثالث بين الرأسمالية واقتصاد الدولة، "لأن الدولة هي حارس النظام الاجتماعي، مشيرة إلى أن التنافس الاقتصادي يحتاج إلى نوع من المسؤولية الاجتماعية"، حسب رأيها.
وفي انتقاد غير مألوف لليبرالية قالت ميركل "إن حرية الفرد يمكن تقييدها إذا سلبت حرية الآخرين"، كما انتقدت بلهجة غير مسبوقة الولايات المتحدة معربة عن قلقها من الدعم المالي الحكومي الأميركي لقطاع صناعة السيارات.
ولخصت ميركل الحل الألماني في أنه "يجمع بين الحرية والعدالة الاجتماعية والنمو الاقتصادي المستديم".
وفصلت هذا الحل في خمس نقاط تعتمد على اتباع اقتصاد السوق، ونظام مالي عالمي ثابت وفعال، يتحمل مسؤوليته أمام بقية المجالات الاقتصادية الأخرى، إضافة إلى اقتصاد عالمي مفتوح، واستخدام مستدام للموارد ومكافحة الفقر.
وستدعو المستشارة الألمانية مندوبين من صندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لمناقشة أفكارها معهم.
وجاءت كلمة ميركل التي تأخرت 4 ساعات كاملة عن موعدها المحدد بعد جلسة شارك فيها رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، وأكد فيها ضرورة التمسك بالعولمة، وعدم اتخاذ الأزمة الراهنة ذريعة للعودة إلى الاقتصاد الوطني القومي، واصفا العلاج بأنه تحسين إدارة اقتصاد العولمة.
ولم تتضح الجهة التي ينتقدها رئيس الوزراء البريطاني عندما ندد بالتفكير في الحلول الإقليمية، خاصة أن بلاده تفكر كل يوم مجددا في دعم بنوكها خشية الانهيار.
وفي حين أكد بروان على استحالة معالجة الأزمة الراهنة بنفس الأنظمة والمؤسسات التي تعود أعمارها إلى منتصف القرن العشرين، دافع عن سياسات صندوق النقد الدولي التي رأى نظيره من كوريا الجنوبية هان سيونغ سو أنها سببت إغراق العديد من الدول النامية في الديون وإرهاق الشعوب بالضرائب.
وبينما تحاول ميركل من خلال هذا الطرح تأكيد زعامة ألمانيا كقاطرة اقتصاد أوروبا والعالم، يسعى براون إلى الإمساك بجميع الخيوط في يد بريطانيا.
- اختار الأمين العالم للأمم المتحدة بان كي مون التذكير بمشكلات الدول النامية والدول الأكثر فقرا في العالم، وقال إن حصر التفكير في حلول الأزمة المالية والاقتصادية العالمية سيؤدي إلى إهمال مشكلات مكافحة الفقر.
وقال إن الفقراء سيعانون أكثر من أي وقت مضى بسبب تكالب الدول المانحة على معالجة اقتصاداتها الخاصة.
وليس من الواضح مدى استعداد الدول المانحة لتلبية نداء كي مون، لأن التاريخ يدلنا على أنه "عندما تشتد المخاطر لا يفكر الأقوياء إلا في إنقاذ أنفسهم أولا".
تامر أبو العينيين
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد