ألعاب الاطفال المستوردة تغزو الأسواق المحلية وتحول المنتج إلى مستورد

14-12-2011

ألعاب الاطفال المستوردة تغزو الأسواق المحلية وتحول المنتج إلى مستورد

يلاحظ في الآونة الأخيرة ان تجارة العاب الاطفال اصبحت من اكثر أنواع التجارة رواجاً وربحاً باعتبارها تمتلك سوقاً واسعة حيث يجد الزبون نفسه أمام خيارات كثيرة وأسماء من الصعب احصائها مثل سبايدرمان وبن تن وسبونج بوب وبات مان واليويو وستروبوري وفلة ولولو كاتي ودوراً.. وغيرها وتتدرج الأسعار من الرخيص الذي يناسب شريحة ذوي الدخل المحدود وصولا إلى باهظ الثمن.

وتصنع الألعاب المستوردة من أسوأ أنواع المواد البلاستيكية وإلا كيف ستصل آلاف أنواع الألعاب إلى الطفل المستهلك بسعر 10 أو 15 ليرة سورية فقط إن لم تكن تكلفتها في بلد المنشأ أقل من ليرة واحدة فقط وتتنوع من الألعاب البلاستيكية التقليدية إلى ألعاب الذكاء والألعاب الجماعية وألعاب الفيديو والاسطوانات "سي دي".

وقالت الباحثة في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية والدراسات الاجتماعية والاقتصادية المهندسة سجا طه الزعبي إن سوق الالعاب كأي سوق تخضع للعرض والطلب وبما أن المجتمع السوري مجتمع فتي ويمتاز بارتفاع نسبة المواليد فإن سوق الألعاب السورية ستستوعب المزيد من ألعاب الأطفال مستقبلاً.

وأضافت الزعبي انه في الاونة الاخيرة تم اغراق السوق المحلية بالألعاب المستوردة وخصوصا من الصين ما أدى بالكثير من أصحاب المعامل والمصنعين بالتحول إلى تجار مستوردين لعدم قدرة المنتج المحلي على منافسة المستورد مع العلم أنه في كثير من الأحيان يفوقه جودة.

وأضافت أن التحول من التصنيع إلى الاستيراد له أضرار كبيرة على الاقتصاد الوطني بسبب تدفق القطع الأجنبي للخارج وتسريح عدد كبير من العمال نتيجة إغلاق المصانع ما يؤدي إلى زيادة نسبة البطالة ومالها من تبعات اقتصادية واجتماعية وثقافية ونفسية وغيرها.

وتابعت.. إن أضرار هذا التحول لا تقتصر على الاقتصاد الوطني فحسب وإنما تتعداه لتشمل مجالات أخرى وذلك لاستيراد ألعاب لا تخدم حضارتنا ولا تتناسب مع ثقافتنا وتقاليدنا مع ما له من انعكاس كبير على الأطفال حيث أن الكثير من هذه المنتجات لا تخضع لعمليات رقابة فقد بينت دراسة أميركية أن 50 بالمئة من الألعاب الداخلة الى أميركا تحتوي على مواد سامة تضر بالأطفال كما ذكرت صحيفة إماراتية موءخرا أنه تم ضبط مجموعة من الألعاب تصدر أصواتاً غير مفهومة تبين بالتدقيق أنها ألفاظ مسيئة وليس من اللائق التفوه بها.

وأكدت الزعبي ضرورة تقديم بعض التسهيلات للصناع المحليين وتشجيعهم على الاستمرار كخفض الرسوم والضرائب على المواد الأولية وغيرها من الأمور اخذين بعين الاعتبار أن جيل الديجيتال والانترنت لن يرضى بالألعاب التقليدية ما يتوجب إيجاد ألعاب جذابة مفيدة تناسب احتياجات الطفل وتشبع رغباته وبسعر معقول.

وتتجلى الوظيفة الاقتصادية للالعاب بمقاومتها للتلف والكسر وصلاحية الاستعمال للمواد المصنوعة ولاسيما الصحية منها غير أن أغلب الالعاب التي يتم استيرادها حاليا مصنوعة من مواد بلاستيكية رديئة يدخل فيها الرصاص والمواد العطرية الحلقية المحتوية على الكربون باك والمواد الملينة للبلاستيك فاتاليت والفورم الديهيد والمعادن الثقيلة بالاضافة إلى مركبات القصدير والرصاص الذي يعتبر من اخطر المواد على صحة الطفل.

كما تتخصص بعض الشركات بتصنيع العاب الاطفال الخاصة بالحدائق والمنتزهات والنوادي ورياض الأطفال وهي مصنعة من البلاستيك والفيبرجلاس وبتصاميم على مستوى من الدقة والاتقان مثل.. زحاليق ومراجيح وأبراج الألعاب وألعاب الملاهي وبرك سباحة.

وينفق الغرب على صناعة الألعاب مبالغ طائلة يوازيها مبالغ كبيرة ينفقها العرب على استيراد هذه الألعاب حيث كشفت دراسة صادرة عن جامعة الدول العربية عام 2000 أن العرب يستوردون 95 بالمئة من هذه الألعاب ويبلغ حجم هذه السوق خمسين مليار دولار سنويا وأن معدل الإنفاق على العرائس أو الدمى وألعاب الفيديو للطفل الواحد يصل إلى أكثر من 12500 ليرة سنويا بالمقابل لا يملك العرب لعبة أو شخصية كرتونية عربية خاصة تستطيع أن تنافس مثيلاتها عالميا.

ميساء الشمالي‏

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...