أكثر من 50 جريمة قتل في جنوب افريقيا يومياً
مع ارتفاع الجريمة إلى معدلات مخيفة، تقول الشرطة في جنوب أفريقيا إنها الجانب الخاسر في الحرب على عالم الجريمة المتنامي هناك.
وتشير الإحصائيات إلى أن فرص المواطن في جنوب أفريقيا للتعرض إلى القتل ترتفع إلى 12 مرة عن فرص نظيره الأمريكي و50 مرة عن الأوروبي، نقلاً عن الأسوشيتد برس.
ومن المشاهد المألوفة اندلاع مواجهات مسلحة في الشوارع أو مراكز التسوق ولا يملك المارون سوى اللجوء إلى أسلحتهم الشخصية والانضمام للقتال إلى جانب عناصر الشرطة أو حراس الأمن في مواجهة المجرمين.
وتركز الاهتمام الدولي على تنامي معدلات الجريمة إثر طلب جنوب أفريقيا استضافة كأس العالم 2010، تحتم عليها كدولة مضيفة أن لا تقدم أجوبة شافية فقط بشأن وجود ملاعب مناسبة وفنادق كافية لاستضافة 350 ألف زائر خلال المنافسة، بل في تأمين الأمن لهذا الكم الهائل من الزوار.
وفي هذا السياق قال بيتر غاسترو، المحلل الجنائي بمعهد الدراسات الأمنية في كيب تاون، إنه "مجتمع عنيف بصورة استثنائية فاق استيعاب الجميع."
وتعلل الكثير من النظريات تنامي العنف هناك لأسباب متفاوتة وربطه البعض بالتاريخ وصراع جنوب أفريقيا الفريد ضد التمييز العنصري الذي خلق ثقافة الانفلات الأمني.
وأوضح غاسترو قائلاً "الأسباب تبدو معقدة بصورة لا تصدق.. ليس هناك من تفسير معقول.. السؤال المطروح حالياً هو.. لماذا؟ ربما إذا تمكنا من تحديد العلة سيكون في مقدورنا البدء في علاجها.. لكننا عجزنا عن تحقيق ذلك.. كل ما في وسعنا فعله في الوقت الراهن هو أن نسأل رجال الدين للصلاة من أجلنا."
وفي محاولة لتشتيت الاهتمام عن الجريمة، حددت حكومة جنوب أفريقيا الإحصائيات المقدمة عن معدلاتها بمرة واحدة في العام.
وأظهرت آخر الإحصائيات أن 18793 شخصاً قتلوا في جنوب أفريقيا في الفترة ما بين أبريل/نيسان عام 2004 ومارس/آذار عام 2005، أي بمعدل 51 جريمة قتل في اليوم في الدولة ذات الـ47 مليون نسمة.
وشهدت نفس الفترة 24516 محاولة قتل و55114 حالة اغتصاب معلنة و249369 حالة اعتداء تسببت بأذى جسيم.
ولم تكشف الحكومة منذ تلك الفترة عن أرقام جديدة إلا أنها زعمت أن هناك تحسناً.
وتشير الدراسات إلى تصاعد معدلات القلق بسبب الجريمة عن فترة التسعينيات من القرن العشرين، حيث شهدت الجريمة أعلى معدلاتها، في الوقت الذي لا يثق فيه المواطن بالإحصائيات الرسمية.
ويعد الجنوب أفريقي، الأبيض تحديداً، أكثر مواطني البسيطة تسلحاً، وهناك 4.5 مليون قطعة سلاح مرخصة، من بينها أكثر من 2.8 مليون بندقية.
وتقدر الحكومة وجود ما بين 500 ألف إلى مليون قطعة سلاح غير مرخصة، وتشير سجلات الشرطة إلى عشرات الآلاف من حوادث سرقة أسلحة كل عام ليزدهر بذلك سوق الإتجار بالأسلحة غير المشروعة.
وتقول Gun Free South Africa، مجموعة استشارية خاصة للاشراف على تملك الأسلحة، إن الذين يلقون مصرعهم بالسلاح يفوقون قتلى الحوادث المرورية.
وشهدت جوهانسبيرغ في يونيو/حزيران أحد أبرز جرائم السطو المسلح التي أطلق عليها لاحقاً "مجزرة جيبزتاون" والتي تبادلت خلالها قوات الأمن إطلاق النار لمدة ساعات مع لصوص قاموا بقتل أربعة من رجال الشرطة وتمزيق أجسادهم بالرصاص.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد