أساقفة الشرق الأوسط: لا أرض موعودة لليهود
اختتم مجلس أساقفة الكنائس الكاثوليكية في الشرق الأوسط اجتماعه المنعقد في الفاتيكان بإدانة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، ورأى أنه «لا يمكن إسرائيل أن تستغل المفهوم التوراتي للأرض الموعودة ولا فكرة الشعب المختار لتبرير بناء مستوطنات جديدة في القدس والضفة الغربية أو المطالب المتعلقة بالأرض».
وقال المجمع الكنسي (سينودس)، في رسالته الختامية بعد أسبوعين من الاجتماعات، إنه «يأمل أن ينتقل حل الدولتين للسلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين من حلم الى واقع، ودعا الى تهيئة أوضاع سلمية للمساعدة في وقف نزوح المسيحيين من المنطقة».
وجاء في الرسالة «فكرنا مليّاً في وضع مدينة القدس المقدسة. نشعر بقلق بشأن المبادرات الأحادية الجانب التي تهدد تركيبتها وتخاطر بتغيير التوازن السكاني».
وفي جزء منفصل من الوثيقة خاص بالتعاون مع اليهود، اختلف الاساقفة مع اليهود الذين يستخدمون التوراة لتبرير المستوطنات في الضفة الغربية. وقالت الوثيقة إن «اللجوء إلى المواقف اللاهوتية والتوراتية التي تستخدم كلمة الرب لتبرير خاطئ للظلم هو أمر غير مقبول».
وعندما سئل عن الفقرة في مؤتمر صحافي، قال الأسقف سيريل سالم بسطروس «نحن المسيحيين لا نستطيع التحدث عن الارض الموعودة للشعب اليهودي. لم يعد هناك شعب مختار. كل الرجال والنساء من جميع الدول اصبحوا الشعب المختار. لا يمكن استخدام مفهوم الارض الموعودة أساساً لتبرير عودة اليهود إلى إسرائيل واقتلاع الفلسطينيين». وأوضح أنه بالنسبة الى المسيحيين لا يمكن التحدث عن «أرض الميعاد»، لأن هذا «الوعد لم يعد قائماً بعد قدوم المسيح». وأضاف أنه بعد مجيء المسيح «بتنا نتحدث عن أرض الميعاد بوصفها ملكوت الرب الذي يشمل الأرض كلها وهو ملكوت سلام ومحبة ومساواة وعدل». وأعرب بسطروس عن قلقه من الدولة يهودية، مشيراً إلى «استبعاد مليون ونصف مليون اسرائيلي ليسوا يهوداً بل هم عرب مسلمون ومسيحيون». وأشار الى أن من الافضل في هذه الحال التحدث عن «دولة ذات غالبية يهودية».
وتعقيباً على بيان المجمع الكنسي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ييغال بالمور، إن الخلافات اللاهوتية حول تفسير الكتب المقدسة تلاشت مع العصور الوسطى، مضيفاً «لا يبدو أن من الحكمة إحياءها».
وفيما اعترفت الوثيقة «بالمعاناة وانعدام الأمن اللذين يعيشانهما الإسرائيليون» وضرورة أن تتمتع إسرائيل بالأمن داخل حدود معترف بها دولياً، إلا إنها كانت أكثر توسعاً وتفصيلاً بشأن وضع الفلسطينيين. وقالت إن الفلسطينيين «يعانون تبعات الاحتلال الإسرائيلي: انعدام حرية التنقل والجدار العازل ونقاط التفتيش العسكرية والسجناء السياسيون وهدم المنازل واضطراب الحياة الاجتماعية والاقتصادية وآلاف اللاجئين».
وحثت الوثيقة المسيحيين في المنطقة على عدم بيع منازلهم وممتلكاتهم. وقالت «إنه جانب حيوي لحياة الاشخاص الذين لا يزالون هناك وأولئك الذين سيعودون هناك يوماً ما». ودانت الوثيقة الإرهاب «أياً كان منشأه» وأيضاً معاداة السامية وظاهرة رهاب الإسلام (اسلاموفوبيا) والتمييز ضد المسيحيين.
وبالنسبة الى العراق، دعا النداء الى تمكين العراق «من وضع حد لنتائج الحرب الدامية وإقرار الامن الذي يحمي جميع مواطنيه بكل مكوناته الاجتماعية والدينية والقومية». كما دعا الى أن «ينعم لبنان بسيادته على كامل ارضه ويقوّي وحدته الوطنية ويواصل دعوته إلى أن يكون نموذجاً في العيش الواحد بين المسيحيين والمسلمين من خلال حوار الثقافات والأديان وتعزيز الحريات العامة». وعن العلاقة بين المسيحيين والمسلمين، جاء في الرسالة «نؤكد مبدأ اساسياً في رؤيتنا المسيحية يحكم هذه العلاقة، وهو أن الله يريدنا أن نكون مسيحيين في مجتمعاتنا الشرق أوسطية ومن أجلها». وتوجهت الرسالة إلى المسلمين بالقول «اننا إخوة، والله يريدنا أن نحيا معاً متحدين في الإيمان بالله الواحد ووصية محبة الله ومحبة القريب».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد