أردوغان يعزز انفتاحه العربي ويوقع 48 اتفاقية مع بغداد

16-10-2009

أردوغان يعزز انفتاحه العربي ويوقع 48 اتفاقية مع بغداد

نقل رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان علاقات انقرة مع بغداد الى مرحلة جديدة، مثلما فعلت أنقرة ودمشق قبل يومين بخطوة إسقاط الحدود بينهما، حيث وقع الزعيم التركي في العاصمة العراقية على 48 اتفاقية تعاون وتفاهم حول قضايا أمنية واقتصادية ونفطية، تشمل إعادة إحياء خطوط أنابيب نفطية وغازية ضخمة بين البلدين وبناء أخرى وإقامة خطوط سكك حديد جديدة تربط العراق بأوروبا، وفتح بوابات عبور جديدة، ما يحول تركيا إلى البوابة الرئيسية للعراق إلى العالم. المالكي وأردوغان خلال مراسم استقبال رئيس الوزراء التركي في بغداد أمس
وبدا أن اردوغان، قد ذهب ابعد من ذلك باغتنام ثقل علاقاته المتنامية مع محيطه العربي، لإثارة مسألة التوتر على الخط العراقي السوري، بعد الاتهامات التي وجهتها حكومة نوري المالكي لدمشق بالتورط بمسلسل التدهور الامني في العراق قبل اسابيع حيث اعلن ان التعاون الاستراتيجي بين تركيا وكل من سوريا والعراق «يجب أن يكون نموذجا يحتذى به بالنسبة لدول المنطقة». وبدا ان تدخل اردوغان حتمي في ظل الانفتاح التاريخي الذي تقوم به تركيا على محيطها العربي الاقرب، في وقت اتخذت سلسلة مواقف قوية تجاه اسرائيل التي تشهد العلاقات معها توترا حقيقيا.
وبعد إلغاء أنقرة مشاركة اسرائيل في مناورات «نسر الاناضول» الجوية واستدعاء وزارة الخارجية الإسرائيلية للقائمة بأعمال السفير التركي طشلان أوزن احتجاجا على بث أنقرة لمسلسل «الوداع» التلفزيوني الذي يظهر الجنود الإسرائيليين كقتلة، قال اردوغان، في أنقرة قبيل انتقاله إلى بغداد، انه اتخذ قرار إلغاء مشاركة إسرائيل في المناورات تلبية لإرادة الشعب، مؤكدا أن بلاده «لا تتلقى تعليمات من احد».
وترأس اردوغان والمالكي، في بغداد، أول اجتماع موسع لـ«مجلس التعاون الاستراتيجي العالي المستوى» الذي أنشأه الطرفان مؤخرا. وتستكمل الزيارة خطوات السعي التركي لإقامة «عالم بلا حدود» مع جيرانها، بدءا من سوريا وصولا إلى العراق وأرمينيا، علما أن تأشيرات الدخول بين تركيا وإيران ملغاة منذ سنوات. ورافق اردوغان تسعة وزراء بينهم وزيرا الخارجية احمد داود اوغلو والداخلية بشير اتالاي.
وتم التوقيع على 48 مذكرة تفاهم وتعاون تعزز التعاون السياسي والاقتصادي، وخصوصا في مجال التعاون الأمني وفتح المعابر، بالإضافة إلى قضايا صحية وبيئية وتقاسم المياه والبوابات الحدودية وتجديد الخط النفطي كركوك -يومورتاليك، وربط السكك الحديدية والنقل والتعليم والزراعة.
وقال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي تانير يلديز، بعد التوقيع «لدى خط أنابيب كركوك - يومورتاليك النفطي قدرة ضخ توازي 70 مليون طن، وحاليا لا يعمل سوى بنسبة 18 في المئة من قدرته. نريد أن يعمل هذا الأنبوب بقدرته الكاملة». وأعلن أن العراق سيضخ ثمانية مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى تركيا في المرحلة الأولى من مشروع تصدير إلى أوروبا.
ونقلت وكالة «الأناضول» عن اوغلو قوله إن أنقرة وبغداد تخططان لإقامة خط سكة حديد بين اسطنبول والبصرة. وأضاف «بمساعدة هذا الخط، فإن الاتحاد الأوروبي سيرتبط ببغداد». وأشار إلى أن البلدين اتفقا على فتح المزيد من البوابات الحدودية بينهما، حيث انه لا يوجد حاليا سوى بوابة واحدة.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ، بعد اجتماع المالكي وأردوغان، إن «رئيس الوزراء طلب احترام السيادة العراقية بحيث لا يمكن تجاوزها». وأضاف «رحبنا بالتوجه التركي، وتمت مناقشة مواضيع عديدة مثل المياه ومسألة حزب العمال الكردستاني».
لكن اردوغان أعلن، خلال مؤتمر صحافي بمشاركة المالكي، «نحن متفقون مع الحكومة المركزية والاتفاق ما يزال مستمرا لمكافحة» حزب العمال الكردستاني و«سنواصل ذلك مستقبلا». وأضاف «أكدنا تصميمنا على القضاء على هذا الإرهاب الذي يهدد البلدين».
وفي حين أوضح الدباغ أن «المياه تتدفق إلى العراق بمعدل 440 مترا مكعبا بالثانية»، قال اردوغان «لقد أصدرت أوامري بضخ 550 مترا مكعبا بالثانية، بينما المطلوب هو 500 متر مكعب».
واعتبر اردوغان أن التعاون الاستراتيجي بين تركيا وكل من سوريا والعراق «يجب أن يكون نموذجا يحتذى به بالنسبة لدول المنطقة». وأشار إلى أن التبادل التجاري بين العراق وتركيا يبلغ حاليا 5 مليارات دولار، معربا عن أمله بأن يصل إلى 20 مليار دولار قريبا.
كما التقى اردوغان الرئيس جلال الطالباني ونائبيه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي. ونقلت وكالة «الاناضول» عن عبد المهدي والهاشمي شكرهما تركيا لمحاولتها تحسين العلاقات مع سوريا، وأعربا عن اعتقادهما أنها ستواصل هذا الأمر. وأكد الهاشمي أن تركيا كانت وسيطا نزيها بين سوريا والعراق، ودعا اردوغان إلى أن تستمر أنقرة في مساعيها الحثيثة حتى ينتهي الخلاف بين البلدين .
ونقلت الوكالة عن اردوغان قوله، خلال اجتماع مع رئيس البرلمان إياد السامرائي، «يجب ألا تكون كركوك، ولا يمكن أن تكون، مخصصة لإثنية واحدة. وإلا، فإنها ستكون مشكلة لجميع العراقيين». وأشار إلى أن أنقرة تخطط لفتح قنصلية في اربيل.
من جهة أخرى، قال «رئيس» إقليم كردستان مسعود البرزاني، لمحطة «سي ان ان تورك» ردا على سؤال حول مستقبل العراق وما إذا كان خطر التقسيم قائما، «نعم يوجد خطر. يمكن ان يتقسم ويمكن ان يتفتت، وتوجد احتمالات بنسبة عالية مثل الحرب الأهلية والفوضى. أنا قلق». واعتبر أن الدستور العراقي هو وسيلة لحل المشكلات. وحذر من أن «كركوك يمكن أن تفتح الطريق أمام الصدام، وأن الأكراد يسعون لمنع حصول ذلك، لكن الأكراد لا يمكن أن ينتظروا إلى ما لا نهاية لحل هذه المشكلة». وأشار إلى أن العلاقات بين أكراد العراق وتركيا شهدت في السابق توترات كثيرة «لكن الشتاء أصبح وراء ظهرنا والربيع جاء».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...