أرجنتوي الفرنسية غاضبة من ساركوزي
أصبحت أرجنتوي فجأة إحدى أشهر المدن الفرنسية، وتصدرت الأنباء منذ اندلاع أحداث الضواحي العام قبل الماضي.
فمن هذه المدينة التابعة لمنطقة فال دواز غرب باريس أطلق وزير الداخلية آنذاك مرشح حزب الأغلبية نيكولا ساركوزي لفظته الشهيرة "الأوباش" في حق شباب الضواحي خاصة أبناء المهاجرين، مما أسهم في المزيد من أحداث العنف والتوتر السياسي.
وعادت أرجنتوي إلى قلب الحملة الانتخابية الرئاسية مع تحاشي ساركوزي زيارتها، في ظل الغضب الذي يسيطرعلى شبابها.
ومن خلال جولة في قلب المدينة وربما قلب شبابها لمعرفة موقفهم من نيكولا ساركوزي ومنافسته المرشحة الاشتراكية سيغولين رويال، قبل نحو عشرة أيام من موعد الجولة الثانية للانتخابات.
معمر متماتي الذي يعمل تاجرا قال إنه لا يعتقد أن أرجنتوي ستصوت لصالح ساركوزي لأن انتخابه يعني ببساطة إشعال حرب أهلية. وأشار إلى أن الرجل يريد فرض النظام، وهو أمر محمود في مجال محاربة المخدرات ومكافحة السرقة.
لكن الحل الأمني، من وجهة نظر متماتي، لا يكفي إذ يجب البحث عن الأسباب الاجتماعية المؤدية إلى وقوع هذه الجرائم وإلى تراجع الأمن عامة، الأمر الذي يعني أن المعالجة الأمنية وحدها لا تكفي.وشدد متماتي على خطورة الموقف في حال نجاح ساركوزي في الجولة الثانية، مشيرا إلى أنه قام بأشياء جيدة وقت توليه وزارة الداخلية لكن هذا يعد جزءا من طرحه الكامل الذي يحمل الضواحي في جانب منه مشكلة الأمن.
وتطرق إلى إمكانية أن يتراجع ساركوزي عن تشدده في حال فوزه بالمنصب الرئاسي، شأن كافة المرشحين الذين ينسون تصريحاتهم ومواقفهم الساخنة أثناء حملاتهم الانتخابية ليعدلوا مواقفهم استجابة لمتطلبات المنصب الجديد.
وأكد معمر أن الموقف يتضمن احتمال التغيير من عدمه، ومن ثم يبقى خطر تصريحاته المتطرفة قائما.
ورأى جوناثان لابونتى (عامل) في حديثه للجزيرة نت أن الاثنين يتساويان في نظري سواء ساركوزي أو رويال التي يؤيدها رغم ما له من تحفظات عليها.
وبدوره قال كيفين بيكورو (عامل) إن ساركوزي لديه مبررات كافية لكي يصر على إقرار الأمن، وهناك الكثير من النقاط التي يطرحها في برنامجه وتلقى لديه القبول فيما عدا الصفات التي نعت بها شباب الضواحي خاصة "الأوباش" التي أطلقها من أرجنتوي.
وأعرب بيكورو عن تأييده لساركوزي منبها إلى تراجع الأمن بشكل جعل العجائز يشعرن بالخوف عند مرورهن في أحياء معينة وأوقات معينة "فالرجل لا يبالغ حينما أولى ملف الأمن كل هذا الاهتمام".
غير أن كيفين لا ينسى التذكير بعلاقة ساركوزي بشباب الضواحي التي يسودها التوتر منذ أحداث خريف العام 2002.
وتحدث ثلاثة من الطلاب كانوا يتجولون وسط المدينة، بطريقة غاضبة عن مرشح الاتحاد من أجل حركة شعبية، ويرد أحدهم (توفيق عبد الله) على سؤال للجزيرة نت حول الانعكاسات المحتملة لنجاح ساركوزي قائلا إن من بينها إطلاق يد الشرطة أمام المزيد من التجاوزات.
ويؤكد عبد الله أن ساركوزي لديه أفكار جيدة ومحددة "وهذا أمر حسن" لكن مشكلته تتركز في استهداف المهاجرين "رغم أنه هو نفسه من أصل مهاجر". ويعقب ضاحكا أن ساركوزي في حال نجاحه رئيسا لفرنسا "عليه أن يرحل فهو ابن لمهاجر".
ويؤيد توفيق مثل زميله سمير بورحمة المرشحة الاشتراكية. ويرفض الاثنان ومعهما زميلهما الذي امتنع عن ذكر اسمه، منطق كل من ساركوزي وريال، ويؤكدون أن أفكار وبرامج رويال أفضل وهم يؤيدونها ويتمنون نجاحها على ساركوزي.
ويقول الثلاثة إن نجاح نيكولا في الجولة الثانية يعني أن الضواحي ستدخل فورا في اضطرابات وصفوها بالخطيرة.
سيد حمدي
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد