أداء صلاة الحاجة في مساجد سورية الجامعة على نية عودة الأمن والأمان
بمشاركة شعبية واسعة أقيمت اليوم صلاة الحاجة في مساجد سورية الجامعة على نية عودة الأمن والأمان إلى ربوع الوطن.
وأكد الأئمة والخطباء في خطبة صلاتي الجمعة وقضاء الحاجة أن وعي ابناء سورية ووقوفهم صفا واحدا في وجه المؤامرة القذرة التي تتعرض لها سيحبطها وستعود سورية أفضل مما كانت واحة للأمن والأمان والاستقرار.
وأشاروا إلى أن سورية تتعرض لحرب رعناء أعلنتها إسرائيل وجندت لها عبيدها وجيشت لها أئمة الكفر والضلال أبطال فتاوى القتل والإجرام والإرهاب وخاصة من اتباع الفكر الوهابي التكفيري مؤكدين أن أعمال القتل والتفجير والتدمير والتخريب ترجمة حقيقية واقعية لهذه الحرب والمؤامرة الخطيرة التي تشترك فيها وسائل الإعلام المغرضة ومن ورائها قوى الشر التي تدعمها وأن الإسلام بريء من كل عمل إرهابي يستهدف أمن الوطن والمواطن ووحدة واستقرار البلاد.
وبين الأئمة والخطباء أن مسؤولية المواطنين إزاء ما يتعرض له الوطن من مؤامرة تفضي إلى القتل والتدمير والتخريب تتمثل بتمسكهم بالوحدة الوطنية غيرة على حرمات الله ووحدة الوطن وصيانته من كل سوء وحقنا للدماء البريئة وتحصينا للأعراض وصونا للكرامة الانسانية التي اقرتها الشرائع السماوية.
وأكدوا أن سورية عرفت بالتكافل والتراحم والتآلف والتعاضد بين كل أبنائها وخاصة في وقت الشدائد والأزمات مشددين على أهمية ودور كل مواطن بالتصدي للمؤامرة عبر الدعوة إلى إصلاح ذات البين واجتماع الكلمة وتوحيد الصف والتنبه من الدعوات الهدامة التي يطلقها شيوخ التحريض البترو أمريكي.
وتضرع الأئمة والخطباء إلى الله عز وجل "أن يستجيب لدعاء المؤمنين المتوسلين بنبيه الكريم في هذا الشهر المبارك لدموع اليتامى وبكاء الثكالى وبؤس الأسر المشردة من بيوتها وبعباده الذين وقع عليهم الظلم وهم براء منه ويحقق رجاءهم بتعجيل الفرج بعد الشدة من هذا الهم الذي اطبق على سورية ويرفع البلاء ويزيل الغمة عن وطننا وشعبنا وينصرنا على أعدائنا ويرد سهام المؤامرة إلى نحور كل من يريد أن ينتهك حرمات تراب وطننا ويعيث فسادا في أمنه واستقراره".
من جهته, تضرع العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام إلى الله سبحانه وتعالى ان يعيد السلم والأمان إلى ربوع سورية ويطهر بلدنا من أعداء الوطن مؤكدا أن الخلافات وأعداء الدين لن يفرقونا وسنتمسك بالوحدة الوطنية التي أمرنا بها الله تعالى.
ولفت العلامة البوطي في خطبة الجمعة إلى أن المشكلات التي تعصف بالمجتمعات الإسلامية اليوم كثيرة ومتنوعة وما الأزمة التي تمر بسورية إلا واحدة منها مؤكدا ان شيوع الألفة وامتداد جسور وشبكات المودة بين أفراد المجتمعات الإسلامية هي الضمانة الوحيدة التي تعصم مجتمعاتنا الإسلامية من هذه المشكلات المتنوعة المختلفة أيا كانت وأيا كان مصدرها.
وأوضح العلامة البوطي أن هذه الألفة وامتداد شبكة الود والحب بين أفراد المجتمع الإسلامي لا تتحقق إلا عن طريق الجذور التي ينبغي أن تستقر في طوايا نفس كل إنسان مؤمن بالله عز وجل لافتا إلى أن الثمرة لا تينع إلا بأغصانها وأن الغصن لا ينبت إلا من جذعه.
وبين العلامة البوطي "أنه إذا غاب جذع محبة العبد لله عز وجل ومن ثم لرسول الله صلى الله عليه وسلم غابت محبة الناس بعضهم لبعض وهي حقيقة لا ريب فيها وحلت في محل ذلك محبة الإنسان لنفسه والتي يعبر عنها بالأنانية فعندئذ لا حرج لدى هذا الإنسان لأن يكون مستعدا للتضحية بالدنيا كلها وبالناس جميعهم إن أتيح له ذلك في سبيل أن يغذي حبه لذاته ولأنانيته".
وقال العلامة البوطي "إنه إذا نظرنا إلى المجتمعات الإسلامية المترامية في جنبات الأرض نجد كيف أنها شردت عن العهد وابتعدت عن الميثاق وغابت عن أفئدة أفرادها محبة الله عز وجل ورسوله المصطفى" لافتا إلى أنه إذا ما فرغ القلب من محبة الله غزته محبة الأغيار والشهوات والأهواء والمال ما يجعل هؤلاء الناس يصبحون ضحايا للحب الهابط بعد أن أسعدهم الله عز وجل بالحب العالي السامي المرتفع.
وقال العلامة البوطي "يا عباد الله تلمسوا مكان محبة رسول الله بين جناحكم ولاسيما في هذا اليوم الأغر وهذا الشهر المبارك فهل تشعرون بهذه المحبة وهل تجدون أن في أفئدتكم لغة اشتياق إلى رسول الله.. إذا فاهنؤوا بأن الفجر آت لا ريب فيه ومحبة رسول الله لا تخفى بقطع النظر عن الامتثال ومن أدل الدلائل على محبة العبد لربه أن تهتاج بين جوانحه مشاعر الشوق إلى رسول الله في الذكريات الزمنية والمكانية وما أكثر هذه الذكريات".
وتابع العلامة البوطي قائلا "أيها الاخوة ليس في الكون عذاب يتمتع بالعذوبة إلا شيء واحد وهو عذاب الحب هو الذي يجمع بين العذوبة والعذاب وما أهنأ هذا الحب عندما يكون لرسول الله تعالى محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم".
وبعد أداء صلاة الحاجة التي أقيمت عقب صلاة الجمعة في المساجد الجامعة في سورية والتي دعت إليها وزارة الأوقاف على نية عودة الأمن والأمان إلى ربوع الوطن توجه العلامة البوطي إلى الله بالدعاء.. قائلا "اللهم اننا نسألك ونتوجه إليك بجاه نبيك محمد نبي الرحمة يا محمد نتوجه بك إلى ربك في حاجتنا لتقضى.. اللهم انت الاعلم منا في الحاجة التي ساقتنا إلى بابك يارب اللهم يا ذا الجلال والاكرام ها نحن عبيدك وقفنا أذلاء ومساكين وفقراء بائسين بباب كرمك وجودك .. ها نحن عبادك الفقراء البائسين جئنا وترامينا على اعتاب كرمك وجودك نتوسل إليك بهاتين الركعتين اللتين ندبنا إليهما رسولك محمد صلى الله عليه وسلم عند كل ضرورة وأمام كل بؤس وشدة وانت تعلم الشدة التي طافت ولا تزال تطوف بنا".
وتابع العلامة البوطي قائلا "ياذا الجلال والاكرام نتوسل إليك بحبك لحبيبك المصطفى ونتوسل إليك بصلاة من صلى على رسولك محمد في هذا الشهر المبارك ان تستجيب الساعة لدعائنا وان تحقق رجاءنا وان تعجل بالفرج بعد هذه الشدة فقد عيل صبرنا.. اللهم نسألك ان تفرج عنا هذا الهم الذي اطبق علينا".
وتضرع العلامة البوطي إلى الله تعالى قائلا "نسألك بحبك لنا ان ترفع عنا هذا البلاء وان تعجل بالفرج بعد هذه الشدة.. كما نتوسل إليك بدموع اليتامى وببكاء الثكالى وببؤس الأسر الشاردة عن بيوتها وبعبادك الذين انحط عليهم الظلم وهم أبرياء مسلمون آمنون وكم يتصيدهم الطغاة وهم في مساجدك.. اللهم نتوسل إليك بحبيبك المصطفى بهذا اليوم الأغر أرنا خارقة من خوارق لطفك تعيد بها السلم والأمان إلى ربوع شامنا وأرنا خارقة من خوارق جبروتك تتطهر بلدنا بأنوارك من العتاة والطغاة والمارقين الذين يستمرئون الظلم والذبح وقتل من يقول لا إله إلا الله".
وختم العلامة البوطي دعاءه بالقول "يا ذا الجلال والاكرام نعاهد أنفسنا تجاهك اننا سنستظل بظل الوحدة التي امرتنا بها ولن تفرقنا المذاهب المتنوعة والافكار المختلفة".
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد