أخر الفتاوى.. فتوى تحرم ارتداء الكوفية الفلسطينية الملونة النسائية؟ا!!

24-12-2008

أخر الفتاوى.. فتوى تحرم ارتداء الكوفية الفلسطينية الملونة النسائية؟ا!!

شهدت السعودية جدل فتاوٍ مؤخرا حول شرعية ارتداء النساء للشماغ "الرجالي" الذي بدأ ينتشر في الأسواق الخليجية بكافة درجاته اللونية من الصارخ إلى الهادئ، وتباينت آراء علماء الدين الذين رأى بعضهم منعه لأن فيه تشبها بالرجال، فيما أجاز آخرون ارتداءه لأن الأصل في اللباس الحل.

وكانت اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية أصدرت فتوى تعترض فيها على موضة الشماغات التي ترتديها النساء وذاع صيتها بين الفتيات. (الشماغ هو كوفية تقليدية يلبسها الرجال على رؤوسهم في الخليج تتميز بنقوشها الحمراء).

وقال عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله المطلق في رد بشأن ارتداء الشماغات، إن أعضاء اللجنة الدائمة منعوا ارتداء "شماغات الفتيات" لأن "فيها تشبها" وأوضح أن الأمر تم عرضه على أعضاء اللجنة الدائمة في اجتماعها الأخير, واعترضوا عليه ولم يجيزوه.

وكان "موقع الفقه الإسلامي" الذي أسسه د.خالد الدعيجي قد وجه سؤالا إلى الشيخ المطلق جاء فيه "توجد في الأسواق السعودية التجارية "شالات نسائية", على شكل الشماغ الرجالي, تلبسه المرأة والفتاة على رقبتها, أو تتزين به الفتيات, وله ألوان كثيرة, ونقشات مختلفة, وصورة هذه الأنواع من "الشالات النسائية" منتشرة على مواقع ومنتديات كثيرة, على شبكة الإنترنت فما حكم هذا "الشماغ النسائي؟"

وقد رد الشيخ المطلق بقوله: "استعرضنا السؤال، ورأينا الصورة من الانترنت، ورأى المشائخ أنه لا يجوز".

إلا أن الشيخ السعودي خالد بن عبد الله المصلح، في الطرف المقابل، أجاز عبر موقعه الإلكتروني ارتداء ذلك النوع من الشماغات قائلا إن "هذا النوع من الشالات التي بلون الشماغ، لا يظهر لي أن فيها حرجاً؛ لأن الأصل في اللباس الحل، إلا ما ورد النص بتحريمه، وليس في هذا النوع ما يوجب التحريم والمنع".

وقال الشيخ المصلح، الأستاذ المساعد في قسم الفقه بكلية الشريعة في جامعة القصيم، على موقعه إن "القول بالتحريم، وتعليل ذلك بأن هذه الشالات الشماغية اللون من التشبه بالرجال الذي وردت النصوص بلعن فاعله، كما في البخاري من حديث عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال، فهذا القول غير مسلَّم، لأن ما يحرم من تشبه النساء بالرجال أو العكس، يراعى فيه أمران" بينهما بقوله إن "التشبه المنهي هو أن يلبس الرجل ما يختص بالمرأة، أو أن تلبس المرأة ما يختص بالرجل، وأن التشبه مما يختلف الحكم فيه باختلاف البلدان".

وقال إنه بالنظر إلى هذين الأمرين، يتبين أن "لبس هذه الشالات الشماغية ليس من التشبه المحرم؛ لأنها ليست مما يختص بالرجال، ولا يلبس على هيئة لبسة الرجل، كما أنه لباس معتاد في بعض البلدان، وموافقة لباس المرأة لباس الرجل في اللون ليس مسوغاً للمنع، إذا كانت تلبسه المرأة على وجه لا يختص بالرجل، وكذا العكس".

وأضاف "أما إذا لبسته كما يلبسه الرجال فهذا تشبه ممنوع، ويلتحق به في المنع لبس المرأة ما يكسبها صفات الرجولة، وكذا لبس الرجل ما يكسبه صفات الأنوثة، سواء كان ذلك تشبهاُ في صورة اللباس وهيئته، وهذا معنى ما جاء من النهي عن ترجل النساء، وتخنث الرجال، كما في البخاري من حديث عكرمة عن ابن عباس قال: "لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء"، ومثله أيضاً في المنع ما إذا كانت هذه اللبسة لا يلبسها في هذا البلد إلا الرجال، فإنه يمنع منه، ولو كان لباساً للنساء في غيره".

وأكد على أنه لا بأس باستعمال ألوان الشماغ في لباس النساء، إذا كان على غير صفة لبس الرجال، وليس فيه ترجل من المرأة.
 من جهتها بينت الأكاديمية والكاتبة بصحيفة الرياض د.حسناء القنيعير عجبها من المسارعة في إصدار الفتاوى فيما يتعلق بأمور هامشية، بحسب رأيها وقالت في حديث  إنه "في حين هناك أمور شديدة الأهمية والحساسية تتعلق بحياة المرأة وسلامتها كان ينبغي على اللجنة أن تسارع إليها، ومع ذلك لم نسمع لهم صوتا في قضية عدم فسخ نكاح طفلة عنيزة التي لم تتجاوز الثامنة من عمرها".

وأبدت د.القنيعير غضبها حيال صمت هيئة كبار العلماء ولجنة الإفتاء عن "اغتصاب الفتيات" على حد تعبيرها والذي "يلبس لباس الزى الشرعي" من خلال تزويج فتيات صغيرات قائلة "كيف يصمتون عن أمور كهذه ومحاكمنا تعج بالعديد من القضايا التي تنتهك فيها كرامة المرأة والإنسان؟! وكان ينبغي لهم كمسؤولين عن القضايا الشرعية أن يسارعوا إلى إبطال هذه الزيجات".

وقالت د.القنيعير إن كثيرا من تلك الفتاوى "تجاوزت لغة العقل" وأوضحت أن العالم "أصبح من حولنا يتناقل فتاوانا كنوع من السخرية والتهكم".

وأبدت د.القنيعير اتفاقها مع فتوى الشيخ المصلح فيما يتعلق بجواز ارتداء هذا النوع من الشالات معللة ذلك بكونه "مجرد زي"، مؤكدة على أن المرأة لا ترتديه كما يرتديه الرجال. وقالت إن "النص الديني حين تحدث عن قضية التشبه تحدث عنها على نحو كبير من العمق؛ فهو لا يعني مجرد اللباس، ولا يجوز لنا أن نقف على معناه الحرفي بل على روحه وما يعنيه بهذا التشبه؛ وهو أن يظهر الرجل كالمرأة في مشيته ومظهره وتصرفاته، أو العكس بالنسبة للمرأة".

وأكدت د.القنيعير على ضرورة الوقوف عند النصوص بشكل عقلاني ،"مع فهم مقاصد النص وأن لا نتناول أمور الدين بهذه السطحية والبساطة".

و تعتبر اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء أحد فروع الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية والتي تتكون من عدة أعضاء برئاسة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ.

وكانت موضة "الشماغات النسائية" الملونة قد غزت دور الأزياء العالمية وبدأت الفتيات العربيات والخليجيات في ارتدائها، إضافة إلى نجوم غربيين عالميين، ويبلغ سعر الشماغ الملون 12 دولارا أمريكيا.

كما قامت مجموعة من الطلاب اللبنانيين بتنظيم حملة احتجاج في شهر ديسمبر/كانون الأول الحالي عبر موقع "فيس بوك" تحت شعارات على غرار "الكوفية الفلسطينية: إن لم تفهموها, لا تضعوها" أو "نرفض أن تصبح الكوفية آخر صيحات الموضة".

إيمان القحطاني

المصدر: العربية نت
 

التعليقات

((("وأكد (د. المصلح)على أنه لا بأس باستعمال ألوان الشماغ في لباس النساء، إذا كان على غير صفة لبس الرجال، وليس فيه ترجل من المرأة. من جهتها بينت د.حسناء القنيعير عجبها من المسارعة في إصدار الفتاوى فيما يتعلق بأمور هامشية، بحسب رأيها وقالت في حديث إنه "في حين هناك أمور شديدة الأهمية والحساسية تتعلق بحياة المرأة وسلامتها كان ينبغي على اللجنة أن تسارع إليها، ومع ذلك لم نسمع لهم صوتا"-انتهى الاقتباس))) لا أعجب من الإسراع في الفتوى ولكن كل العجب في التسرع ما علاقة لون ما يضعه الرجل على رأسه بلون ما تضعه المرأة على رقبتها!!!

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...