أجور النقل بين المحافظات..المواطن باعتباره سائحاً!
على المواطن أو الشخص الذي ينوي السفر والتنقل بين المحافظات، أن يأخذ في الحسبان المبالغ المرتفعة لأجور النقل، وخاصة بعد ارتفاعها الأخير نتيجة غلاء المحروقات، لكن بعد انخفاضها، لم تعد الأسعار إلى طبيعتها، بل بقيت مرتفعة، حيث تتراوح بين 200 ليرة سورية و 350 ليرة سورية. ولا يتوقف الأمر عند شركات النقل « السياحية «؛ فهناك استراحات الطرق السياحية أيضا، وبالتالي ماعلى المواطن إلا أن يقتنع أو يقنع نفسه بأنه سائح ..ولكن في طرقات بلده !!
مايشكل العامل الأساسي في تحديد أجور النقل، هو مستوى الشركات ودرجة جودتها والخدمات التي تقدمها أثناء الرحلة، فهناك الشركات ذات المستوى الممتاز وهذه تكون أسعارها مرتفعة، لكن يجب ألا ننسى أن المحافظة ودرجة بُعدها تلعب دوراً مهماً أيضاً في تحديد تسعيرة النقل، فالرحلة إلى القامشلي مثلاً تكلّف بحدود 400 ليرة سورية وهي تختلف عن الرحلة المتوجهة إلى اللاذقية أو حمص والتي تتراوح بين 200 و 300 ليرة سورية.
وتضع وزارة الاقتصاد تسعيرة النقل بالاتفاق مع أصحاب شركات النقل وبالاستناد إلى التكاليف العامة للرحلة، حيث يتم حسابها وفق الكيلو متر الواحد، لذلك يظهر الاختلاف في الأسعار
الوضع ليس أفضل حالاً في القطارات المخصصة للنقل بين المحافظات، فهناك السيئ وهناك الجيد، حيث تنقسم أجور النقل في القطارات مابين 100 و 150 ليرة سورية للقطار البطيء العادي و 200 ليرة سورية للقطار السريع العادي، أما القطار السريع الذي يعد الأفضل فيتراوح سعر التذكرة فيه بين 200 للدرجة الثانية و 250 ليرة سورية للدرجة الأولى.
ليست أجور النقل مايجب على الراكب أن يدفعها أثناء رحلته المظفرة ، بل هناك المصاريف التي يدفعها في الاستراحات التي يدخلها أثناء سفره، حيث تحولت تلك الاستراحات إلى بؤرة للاستغلال والتلاعب بالأسعار وجعلها مضاعفة على سعرها الحقيقي، فعبوة المياه أو حتى فنجان القهوة أو الشاي قد يصل ثمنها إلى50 ليرة سورية، وحتى الدخول إلى الحمامات أصبح على الراكب أن يدفع مبلغ 10 أو 25 ليرة سورية ليدخل إلى الحمام، ليس هذا فقط، بل هناك استراحات ليست على المستوى المطلوب من الجودة والنظافة ومع ذلك لاتقل أسعارها عن غيرها، دون أن تجد من يراقبها؛ فالرقابة غائبة غالبا.
وفي معظم الأحيان، إن لم نقل غالباً، تضم الرحلة خدمات يُعلن عنها مسبقاً كحضور التلفاز أو عرض فيلم إلى جانب المياه التي توزع أيضاً على الركاب، لكن ما إن تركب في الحافلة المخصصة لرحلتك حتى تختفي بعض هذه الخدمات لتقتصر على المياه فقط، أي أنهم يأخذون منك مبلغ 350 ليرة سورية لقاء تأمين الراحة والتسلية أثناء الرحلة، بالإضافة إلى نظافة الباص وجودته.
وأيضاً ضمن شركات النقل، هناك مجال للاختيار بين الدرجات التي تكون موجودة لدى غالبية شركات النقل، فهناك درجة أعمال ودرجة عادية والفرق بينهما 100 ليرة سورية أي في السعر فقط. أما من ناحية الخدمات، فهي نفسها حيث لا يوجد أي اختلاف مع الدرجة العادية فقط من الخارج أي من ناحية شكل الحافلة. أما المضمون، فهو نفسه، لذلك يبدو التساؤل منطقياً :على أي أساس يتم حسابها على أنها درجة أعمال وأنها الأفضل؟.
وتلجأ بعض الشركات إلى التلاعب بمواصفات الخدمة، فمثلاً يكون الراكب قد قطع تذكرة في درجة الأعمال ليفاجأ بأن الشركة لاتمتلك هذا النوع من الحافلات أو أنه غير متوفر أثناء هذه الرحلة أو تلك، فيتم تحويل الركاب إلى حافلات الدرجة العادية دون أن تقوم الشركة بإعادة فرق المبلغ بين الدرجتين، ليبقى الراكب ضحية التلاعب، إضافة إلى ذلك، قد تستغل بعض شركات النقل حاجة الركاب الملحّة للسفر إلى محافظة معينة، فترفع سعر التذكرة ليصبح أغلى من السعر المحدد وأيضاً هنا لا وجود لمن يراقب تلك المسألة ويذهب الراكب مرة أخرى ضحية جشع مكاتب الشركات.
وفي النهاية، نرى أن المواطن أو المسافر الذي لا يملك سيارة خاصة تساعده على التنقل بين المحافظات، عليه أن يتحمّل أعباء السفر المادية والنفسية، فالأسعار تبقى مرتفعة بالنسبة لمواطني الدخل المحدود، وهذه الأسعار لا تناسب الاهتمام أو الجودة الخاصة بكل شركة، فإذا قررت عائلة مؤلفة من أربعة أفراد السفر، عليها أن تدفع مبلغ 2000 ليرة سورية ذهاباً وإياباً، هذا عدا عن المصاريف الأخرى. فأي عائلة من ذوي الدخل المحدود يمكنها تحمّل كل هذه التكاليف ؟!.
ماريشا زهر
المصدر: بلدنا
إضافة تعليق جديد